تقييد أمني لحركة شيخ الأزهر بعد وضعه تحت تهديد الاغتيال
- عربي21 الاربعاء, 15 فبراير, 2017 - 09:18 صباحاً
تقييد أمني لحركة شيخ الأزهر بعد وضعه تحت تهديد الاغتيال

لجأت سلطات الانقلاب بمصر، في الساعات الأخيرة، إلى تقييد تحركات شيخ الأزهر، أحمد الطيب، بعد تسريب أنباء صحفية تزعم تعرضه لمحاولة اغتيال قبل شهر ونصف الشهر، لم يعلق عليها الطيب، وردَّ عليها، بمشاركته في أنشطة رسمية، وتأكيد مشاركته في الحرب على الإرهاب، الثلاثاء.
 
ونقلت صحيفة "الدستور"، المقربة من المخابرات المصرية، عن مصادر لم تسمها تعليل عدم نشر خبر محاولة اغتيال، شيخ الأزهر، في حينه منذ شهر ونصف الشهر، إلى رغبة الدولة في ذلك، والتكتم عليه، مع اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لعدم تكرارها مجددا.
 
وكشفت المصادر أن خطة تأمين شيخ الأزهر قد تتضمن ارتداءه واقيا للرصاص.
 
وأردفت أن الجهات الأمنية اتخذت إجراءات أمنية احترازية، من شأنها الحفاظ على حياته، ومنها زيادة التأمين والحراسات حول المشيخة، ومنع قيادات الأزهر من دخول المشيخة بسياراتهم الخاصة، وتركها خارج المؤسسة، لضمان إخلاء المشيخة من أي شبهات قد تؤثر على التأمين.
 
وكشفت المصادر، بحسب "الدستور"، تفاصيل عن محاولة الاغتيال، دون أن تتطرق إلى كشف كنه من دبرها، واصفة إياهم بأنهم مجهولون، ولم تحدد هل تم القبض عليهم أم لا؟
 
وقالت الصحيفة إن محاولة الاغتيال جاءت عقب انتهاء شيخ الأزهر من حضور اجتماع مع عدد من المثقفين في مكان غير معلوم مسبقا خارج مشيخة الأزهر، ما يعني أن أجهزة الأمن هي الوحيدة التي كانت تعرف هذا خط سيره.
 
وعلى الرغم من أن "الدستور" ذكرت أن محاولة الاغتيال وقعت قبل شهر ونصف الشهر، إلا أنها ربطت بينها وبين إعلان تنظيم الدولة نيته اغتيال شيخ الأزهر وعدد من الرموز الدينية بمصر والعالم العربي، قبل أيام فقط.
 
وفي المقابل، ربط مراقبون بين تسريب نبأ فشل محاولة الاغتيال هذه، وخلاف شيخ الأزهر مع مؤسسة الرئاسة، الذي ظهر للعلن في مواقف عدة، آخرها رفضه دعوة السيسي بتوثيق الطلاق، وعدم الأخذ بالطلاق الشفوي.
 
لكن مناهضين للانقلاب رأوا أن السلطات بدأت في تصدير خطاب تهديد شيخ الأزهر، على خلفية المواجهة الأخيرة معه، والتلميح لمحاولات اغتياله، الأمر الذي يكشف رغبتها في التخلص منه، خاصة بعد تصعيد الداعية اليمني الحبيب علي الجفري، ومستشار السيسي للشؤون الدينية، أسامة الأزهري.
 
وردَّ شيخ الأزهر عمليا على دعاوى محاولة اغتياله، الثلاثاء، بتكثيف تحركاته، إذ شارك في اجتماع تشاوري رسمي، برعاية الأزهر والكنيسة، حول مبادرة تعزيز القيم والأخلاق في المجتمع المصري.
 
وطمأن سلطات الانقلاب إلى أنه معها على درب "الحرب على الإرهاب"، إذ صرح، في حضور بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس، بمشيخة الأزهر، الثلاثاء، بأن شعب مصر الأصيل أنقذ مصر من براثن مخطط جهنمي أريد منه تدمير مصر، والمصريين، وفق وصفه.
 
وأضاف أن حرب الإرهاب، التي راح ضحيتها خيرة شباب مصر، وما زالت مستمرة حتى الآن، هي أكبر تحد للشعب المصري، مشيرا إلى أن "شعب مصر أصيل صلب المعدن فولاذي التكوين، وبدا ذلك في الثورتين الأخيرتين بعد تجاوز مخطط خطير"، وفق زعمه.
 
وأخيرا التقى الطيب بسفير اليمن لدى مصر، محمد مارم، الثلاثاء، بمقر مشيخة الأزهر، إذ أعرب عن شكره وتقديره للدعم الذي يقدمه الأزهر للشعب اليمني، فيما رحب شيخ الأزهر به، مؤكدا أن الأزهر على استعداد لتقديم الدعم التعليمي والدعوي للشعب اليمني من خلال زيادة عدد المنح المقدمة، حسبما قال.
 
وعلق نشطاء ومراقبون على تلك التطورات، مؤكدين أن المواجهة ستظل مفتوحة في خلال الفترة المقبلة على جميع الاحتمالات بما فيها صمود شيخ الأزهر في مواجهة ضغوط نظام السيسي عليه كي يستقيل، وبالتالي لن يكون بعيدا عن تدبير اغتياله على طريقة اغتيال النائب العام السابق، هشام بركات، أو إعلانه الخضوع الكامل لرغبات السيسي، وبالتالي إضعاف المؤسسة الدينية، وإضاعة هيبتها بين المصريين، أو مراوحة الوضع على ما هو عليه، إلى حين، مع استمرار معركة "كسر العظام" بين الجانبين.
 


التعليقات