بريطانيا في طريق العودة إلى "صحراء" الخليج.. لماذا؟
- عربي21 الجمعة, 17 فبراير, 2017 - 11:54 صباحاً
بريطانيا في طريق العودة إلى

[ إيكونوميست: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أعطاها زخما جديدا لتجديد العلاقة مع دول الخليج ]

نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا، تقول فيه إن بريطانيا تحضر لمرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي "البريكسيت"، من خلال كسب حلفاء جدد، والعودة إلى صحراء الخليج.
 
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن بريطانيا تقوم بتمتين العلاقات التجارية والعسكرية مع دول الخليج، وتعزيز وجودها العسكري في المنطقة، من خلال قاعدة "الجفير" في البحرين، والمناورات العسكرية، التي كانت آخرها مناورة عسكرية تمت هذا الشهر بعيدا عن المياه الإيرانية الإقليمية خمسين ميلا، وأطلق عليها اسم "ريدلاند وغرانلاند متنافسان إقليميان"، في إشارة إلى إيران والسعودية، حيث تراجعت العلاقات بينهما إلى درجة الخطاب العدواني والحروب الكلامية.
 
وتذكر المجلة أن المناورة في مضيق هرمز قادت البارجة الحربية "أتش أم أس أوشين" من سلاح البحرية البريطاني، فيما شاركت السفن الحربية الأمريكية والفرنسية وتبعتها من الخلف.
 
ويلفت التقرير إلى أنه "بعد 45 عاما من انسحاب القوات البريطانية من منطقة الخليج، فإن بريطانيا تعود من جديد، كما يقول وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، حيث يرفرف العلم البريطاني على قاعدة الجفير في البحرين، بالإضافة إلى منشآت عسكرية بريطانية أخرى في دبي وعُمان، وقام حكام البحرين بتغطية جزيرتهم بملصقات تحتفل بـ(200 عاما من الصداقة والسلام) مع بريطانيا، وفي المقابل، فإن هناك غزارة في الاستثمار الخليجي في العاصمة البريطانية، لدرجة أطلق عليها جونسون (الإمارة الثامنة)".
 
وتقول المجلة إن "الخروج من الاتحاد الأوروبي أعطى بريطانيا زخما جديدا لتجديد العلاقة مع المنطقة، فبعد أن أنهت الاحتلال الاستعماري للمنطقة في عام 1973، وذلك عشية انضمامها إلى السوق الأوروبية المشتركة، (كما كان يعرف الاتحاد الأوروبي)، فإن بريطانيا تقوم بجذب الشركاء السابقين من خلال زيارات عدة، بالإضافة إلى أنه ستتم إعادة نشر القوات البريطانية في سلطنة عمان، بعد انسحابها من ألمانيا في عام 2019، ويؤدي التجار البريطانيون دورا مهما، من تصدير السلاح إلى الرمال التي تحتاجها ملاعب الغولف، وحولوا الخليج إلى أكبر سوق لهم بعد أوروبا وأمريكا".
 
وينوه التقرير إلى أن المديرين الماليين يقومون باللعب على فكرة التوتر والاستقرار في المنطقة؛ من أجل جذب الاستثمارات الخليجية إلى لندن، حيث إن أهم معالم لندن، من هارودز إلى القرية الأولمبية وشارد وثكنات تشيلسي، كلها مملوكة للقطريين، وحتى إن "سيتي هول"، وهو مركز قيادة لندن، تعود ملكيته إلى الكويتيين.
 
وتذهب المجلة إلى أنه "مهما يكن الحال، فإن التظاهر البريطاني يظل مبالغا فيه؛ لأن الوجود العسكري الأمريكي يقزم النشاط العسكري البريطاني، فخلف هذه الضجة قاعدة الجفير، التي ليست إلا رصيفا في داخل القاعدة العسكرية الواسعة للأسطول الأمريكي الخامس، ومقارنة مع 40 سفينة حربية، فإن الأسطول البريطاني لا يزيد على سبع سفن حربية، ويحب البريطانيون العمل تحت إمرة الأمريكيين، وفي آخر زيارة له بصفته وزيرا للدفاع إلى لندن، سخر أشتون كارتر من فكرة حلول البريطانيين محل الأمريكيين، وقال: (ليسوا بديلا جيدا)".
 
ويفيد التقرير بأن الحكام في المنطقة، الذين شعروا أن إدارة باراك أوباما قيدت عمليات تصدير السلاح لهم، وجدوا الحكومة البريطانية أقل دقة، حيث تقوم بمنح رخص تصدير سلاح لأنظمة دول الخليج كلها دون أي اعتراض، وتدعم قوات الأمن فيها، "مع أنه تم إلغاء عقد بين وزارة العدل البريطانية ومصلحة السجون السعودية".
 
وبحسب المجلة، فإن شركة "بي إي إي سيستمز" تعد من أكبر مصدري السلاح للسعودية، وتقوم بصيانة الطائرات والصواريخ التي تستخدم في اليمن، لافتة إلى أن الناشطين في بريطانيا قرروا الذهاب إلى المحكمة العليا؛ من أجل مواجهة قانونية صفقات بيع أسلحة بقيمة 4.1 مليار دولار منذ حرب اليمن عام 2015.
 
ويورد التقرير أنه بوجود إيران على الجانب الآخر من المياه الإقليمية، فإن قادة الخليج يشعرون بالسعادة ليدفعوا مقابل حماية البريطانيين لهم، مؤكدا أن معظمهم تلقى تدريباته في كلية ساند هيرست العسكرية، حيث خدم سلطان عُمان قابوس سعيد مع وحدة البنادق الأسكتلندية في ألمانيا قبل عودته إلى بلاده.
 
وتستدرك المجلة بأن المراقبين يخشون من قيام بريطانيا بتأليب الغير عليها، حيث إن المراقبين للعلاقات البريطانية العُمانية خائفون على علاقاتهم وصفقات السلاح، خاصة بعد وفاة السلطان الذي يتلقى العلاج، ويقول مسؤول عُماني: "يجب أن تنفق الأموال المخصصة للدفاع داخليا، فالتحديات التي تواجه الخليج داخلية وليست خارجية".
 
ويكشف التقرير عن أن دور الحماية الذي تمارسه بريطانيا لملك البحرين يغضب سكان الجزيرة الشيعة، حيث قال أحد قادة الشيعة إن السفارة البريطانية هي الوحيدة من بين السفارات التي تحافظ على مسافة من السكان.
 
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أنه في ضوء صعود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن آيات الله في إيران يرون بريطانيا نقطة ضعف، وقال آية الله مقرب من الحرس الثوري: "في حال نشوب حرب في الخليج، فإنه من المؤكد تعرض (الجفير) لهجمات من إيران".
 


التعليقات