ترقب لنتائج استفتاء كردستان والصدر يعتبره لَيّ ذراع
- وكالات الثلاثاء, 26 سبتمبر, 2017 - 04:05 مساءً
ترقب لنتائج استفتاء كردستان والصدر يعتبره لَيّ ذراع

يسود الهدوء إقليم كردستان العراق بعد يوم من الاستفتاء على الانفصال، ترقبا للإعلان الرسمي عن نتائجه، في حين هاجم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الاستفتاء، ووصفه بأنه سُنّة سيئة وليّ ذراع للعراق، بالتزامن مع تظاهر العشرات من أهالي القوش في محافظة نينوى تنديدا بالاستفتاء.

وحددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء إعلان النتائج بعد نحو 72 ساعة بدءا من انتهاء عملية التصويت، وأشارت إلى مشاركة 72% من سكان إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها في الاستفتاء.

وسجلت أقل نسبة مشاركة في محافظتي السليمانية وحلبجة بـ55%، وأعلى نسب المشاركة جاءت من محافظة دهوك، حيث بلغت 90%، وفاقت نسبة المشاركة في المناطق المتنازع عليها 80%، بحسب إحصائيات تسربت إلى الإعلام الكردي. 

وأوضحت المفوضية أن ثلاثة ملايين و305 آلاف ناخب أدلوا بأصواتهم، من مجموع ما يقارب أربعة ملايين. وكانت المفوضية مددت عملية التصويت ساعة واحدة بسبب الزحام أمام المقرات الانتخابية.

وقال مدير مكتب الجزيرة من أربيل أحمد الزاويتي إن الشوارع بدت اليوم خالية وهادئة في الإقليم بعد يوم صاخب، لافتا إلى أن هناك رصدا لأي موقف إيجابي دولي حيال الاستفتاء.

وعن سبب ضعف الإقبال في السليمانية، أرجع الزاويتي ذلك إلى الانتقادات الموجهة لعملية الاستفتاء وموقف حركة التغيير والجماعة الإسلامية منه.

موقف بغداد

يأتي ذلك في وقت قال مصدر حكومي عراقي إن الحكومة الاتحادية ببغداد شرعت في تنفيذ قرارات المجلس الوزاري للأمن الوطني التي اتخذها مساء أمس، ردا على إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان، وأضاف المصدر نفسه أن بغداد بدأت التنسيق مع الدول المعنية لوقف التعاون مع إقليم كردستان بخصوص المنافذ الحدودية والمطارات وتصدير النفط.

وأوضح أن توجيهات رسمية صدرت للجهات القضائية لمتابعة الأموال المودعة في حساب الإقليم وسياسيين أكراد من واردات بيع النفط، وقال إن هناك إجراءات ستُتخذ في المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة الإقليم التي فُرضت فيها سياسة الأمر الواقع.

في السياق، وافق البرلمان العراقي الاثنين على قرار يدعو حكومة بغداد لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لإغلاق المنافذ الحدودية في إقليم كردستان من جميع الجهات، وصوّت البرلمان على قرار يلزم القائد العام للقوات المسلحة، وهو رئيس الوزراء حيدر العبادي، بنشر القوات في كل المناطق التي سيطر عليها إقليم كردستان بعد العام 2003.

ووافق البرلمان أيضا على قرار يمنع كل الشركات المحلية والأجنبية من العمل في أي من المناطق المتنازع عليها. ودعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري عددا من اللجان البرلمانية إلى اتخاذ إجراءات كفيلة بالرد على الاستفتاء، بما يضمن وحدة العراق وعدم تقسيمه.

سُنة سيئة

من جهته، وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر استفتاء إقليم كردستان بأنه سُنّة سيئة، وأنه لَيُّ ذراع ٍ ليس للحكومة المركزية فقط، بل للعراق كله.
 
وأضاف الصدر أن أولى مساوئ الاستفتاء هو تأجيج النفَس العِرقي الذي لا يقل خطورة عن تأجيج النفَس الطائفي.
 
وقال الصدر في بيان إن القادة الأكراد أخطؤوا وتجاوزوا الحدود بسبب إجراء الاستفتاء، وهو ما يدفع إلى اتخاذ موقف يُمليه الواجب الشرعي والقانوني والوطني.
 
من جهته، قال كريم نوري القيادي في منظمة بدر، إحدى تشكيلات الحشد الشعبي، إن الوجهة القادمة لقوات هذه المنظمة ستكون كركوك والمناطق المتنازع عليها، لاستعادتها من سيطرة قوات البشمركة الكردية.
 
ووصف نوري في بيان هذه المناطق بأنها محتلة من عصابات مسلحة خارجة على القانون، وقال في بيانه إن أنصاره ينتظرون "صدور أوامر رئيس الوزراء العراقي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة" للتحرك نحو هذه المناطق.

من جهة ثانية، تظاهر عشرات في ناحية القوش (شمال محافظة نينوى العراقية) منددين بإجراء استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق في منطقتهم، التي تعد من المناطق المتنازع عليها، والتي تسكنها أغلبية مسيحية. 
 
ورفع المتظاهرون شعارات ترفض إجراء الاستفتاء في منطقتهم، وتؤكد أن القوش أرض عراقية. وقالت مصادر في المدينة إن العديد من مراكز الاستفتاء فتحت أبوابها في ناحية القوش التي تسيطر عليها قوات البشمركة الكردية، وإن بعض السكان توجهوا إلى مركز الاقتراع للتصويت في الاستفتاء، في حين رفض آخرون المشاركة فيه.


التعليقات