يتضمن العديد من الأعمال.. مهرجان في عدن يستهدف إعادة الروح المفقودة للسينما (تقرير)
- عدن - أدهم فهد الثلاثاء, 14 مارس, 2017 - 09:31 صباحاً
يتضمن العديد من الأعمال.. مهرجان في عدن يستهدف إعادة الروح المفقودة للسينما (تقرير)

[ أثناء افتتاح المهرجان ]

كانت مدينة عدن من أوائل المدن العربية التي عرفت دور السينما، وعرضت في منصاتها أشهر الأفلام العربية والأجنبية، إلا أن مجال السينما في عدن، شهد تراجعاً بالغاً بفعل الأزمات السياسية المتعاقبة.
 
وعُرضَ أولُ فيلم سينمائي بعدن، مطلع القرن الماضي، إبان فترةِ تواجد الاحتلال البريطاني، حيث كان للمدينة ثماني دور للسينما، استمرت في أداء عملها في عرض الأفلام العربية والأجنبية وحتى الهندية.
 
ونتيجةً للأزماتِ السياسية المتعاقبة، والتي كانت أبرزها حرب صيف عام 1994، توقفت دور السينما والبالغ عددها ثماني صالات عرض، دون أن يكون للحكومات المتعاقبةِ أي دور في إحياء دور السينما، بل وصل الأمر إلى إيقاف المستحقات المالية المشغلة لصالات عرض السينما التابعة لمكتب الثقافة.
 
وتعمل مؤسستا رسيل للإعلام مايكرو ميديا للإعلام على إقامة "مهرجان عدن الأول للأفلام القصيرة" ليكون بذلك المهرجان الأول من نوعه، والذي يعنى بالأفلام القصيرة والسينما، والذي سيكون النواة الأولى لإعادة دور السينما في مدينة عدن.
 
فكرة المهرجان
 
تقول مديرة مؤسسة رسيل للتنمية، ورئيسة مهرجان عدن الأول للأفلام القصيرة خديجة بن بريك بأن فكرة المهرجان بدأت قبل أربع سنوات، أواخر العام 2013، حيث ظلت التجهيزات قائمة حتى أواخر العام 2014، على أن يكون تدشين المهرجان في مطلع العام 2015، إلا أن اندلاع الحرب تسبب في تأجيل المهرجان.
 
وتضيف في حديثها لـ"الموقع بوست" في سبتمبر من العام 2015 "قمنا بالإعلان عن استئناف التجهيزات لمهرجان عدن السينمائي، على أن تبدأ فعاليات المهرجان خلال العام 2016، ولكن الوضع العام وفي مقدمته الوضع الأمني لم يكن يسمح بإقامة المهرجان، لنقوم بعدها بالتأجيل مرة أخرى".
 
وتذكر أنه "في نوفمبر من العام 2016، قررنا إقامة المهرجان مهما واجهتنا من عقبات وعراقيل، حيث استمرت التجهيزات حتى العاشر من شهر يناير 2017، ثم أعلنا في وسائل الإعلام المختلفة عن تدشين المهرجان، وبدء استقبال الأفلام المشاركة في المهرجان".
 
انطلاقة للسينما في عدن
 
وتتحدث رئيسة المهرجان خديجة بن بريك بأن المهرجان لن يكون مجرد عرض للأفلام القصيرة فحسب، بل سيكون انطلاقة لإحياء دور السينما في العاصمة المؤقتة عدن.
 
وتذكر في حديثها لـ"الموقع بوست" بأن أولى فعاليات المهرجان بدأت مطلع الأسبوع الجاري، عندما نظمت إدارة المهرجان بتنظيم ورش عمل لمجموعة من المخرجين والهواة بعنوان "كيف تصنع فيلمك"، إضافة لورش عمل أخرى لمجموعة من الكتاب والمهتمين بالكتابة الأدبية، حيث ستختص بمجال كتابة السيناريو.
 
وتضيف بأنه ستقام عدة ندوات وحلقات نقاشية حول السينما وعلاقتها بعدن، وكذا حلقات أخرى سيشارك بها نقاد سينمائيون ومخرجون وممثلون عن وزارتي الثقافة والإعلام، وستهدف للخروج بتوصيات نحو تفعيل السينما بعدن.
 
وبخصوص أهداف المهرجان تفيد بن بريك بأنها تتركز في عدة نقاط أهمها رفد حركة صناعة الأفلام بمخرجين على قدرة عالية من الحرفية، والسعي للمشاركة في المهرجانات والمحافل الدولية، وإخراج الشباب من دائرة العنف إلى دائرة صنع السلام من خلال الأفلام القصيرة، مشيرة إلى أن الهدف الأسمى للمهرجان يتمثل في إعادة الروح للسينما في عدن.
 
أسبوع الأفلام القصيرة
 
وقالت رئيسة المهرجان خديجة بن بريك في إطار حديثها لـ"الموقع بوست" بأن الأسبوع الثالث من شهر أبريل سيكون أسبوع مهرجان عدن الأول للأفلام القصيرة، حيث سيتم عرض جميع الأفلام التي لم يحالفها الحظ في الوصول للمراكز العشرة المتقدمة في إحدى صالات السينما بعدن، على أن تخصص ما نسبته 60% من قيمة التذاكر لتأهيل وترميم صالة السينما التي ستتم فيها العروض.
 
ولفتت إلى أن هناك لجنة تحكيم تضم نخبة من المخرجين والنقاد السينمائيين المحليين والأجانب، بينهم فراس شاروط عراقي الجنسية والذي سيكون رئيس لجنة التحكيم، وهو مخرج وناقد سينمائي معروف، شارك في عدة مهرجانات سينمائية أبرزها دبي، القاهرة، مسقط، وكان آخرها مهرجان سينمائي في فلندا، إضافة لآخرين، سيتم الإفصاح عن أسمائهم لاحقا، وفق تعبيرها.
 
وأشارت إلى أن جميع الأفلام ستعرض على لجنة التحكيم ليتم بعدها اختيار أفضل 10 افلام، حيث سيتم الترويج لها عالميا، فيما ستعرض الأفلام التي لم يكتب لها الحظ في الوصول للمراكز العشرة المتقدمة، وسيتم الترويج لها محليا.
 
واختتمت حديثها بالتأكيد على الدور المجتمعي الذي سيلعبه المواطنون في العاصمة المؤقتة عدن لإنجاح هذا المهرجان، مؤكدة أن المواطنين في عدن نزاعون نحو المدنية، ويريدون العيش بعيدا عن أجواء الحرب التي خيمت عليهم قبل قرابة العامين.
 


التعليقات