جمهورية بلا ثورة...وملكية بلا إمام!
الاربعاء, 28 سبتمبر, 2016 - 05:59 مساءً

إقامة حكم جمهوري هدف واحد من أهداف سبتمبر الستة. 

لكن لظروف كثيرة تم اختزال ثورة سبتمبر في هذا الهدف بحيث أصبحت الثورة تعني "الجمهورية"!

احد الأسباب هو ذلك الجدل الذي دار في سنوات الثورة الأولى حول اعتماد مسمى "الدولة الإسلامية" بدلا من الجمهورية او الملكية كحل وسط بين الأطراف المتصارعة آنذاك.

ولم يكن أعداء فكرة الجمهورية من الملكيين فقط، بل كان هناك قوى "ثورية" ترى الجمهورية قفزة في الفراغ واغلبها من قوى ثورة 1948.

تراجعت أهداف الثورة الأخرى بسبب الحرب الأهلية الطويلة والصراع الداخلي داخل صفوف الثوار وتقدمت "الجمهورية" لتنوب عن الثورة.

الشعار الرئيسي لملحمة السبعين مثلا كان "الجمهورية أو الموت" ولم يكن "الثورة أو الموت". ولم يكن اختيار الشعار عشوائيا بل كان تعبيرا صادقا عن الأفكار والمشاعر السائدة آنذاك.
اما أشهر اغنية فظلت أغنية "جمهورية من قرح يقرح" للفنان البصير.

مع انقلاب نوفمبر 1967 أصبحت الجمهورية كل الثورة، وأصبحت الثورة تعني رحيل بيت حميد الدين وليس تحقيق الأهداف الستة.

وقد عبر البردوني عن هذا أصدق تعبير عندما قال ان سبتمبر تحول إلى "جمهورية بلا ثورة، و ملكية بلا إمام"!

لم تكن فكرة الجمهورية بالفكرة السهلة في السياق اليمني. فوجود جمهورية في محيط كامل من الممالك والأنظمة الوراثية كان قنبلة تهددها بالانفجار.

وربما كانت السعودية والملكيات المساندة لها تخاف من "الجمهورية " اكثر مما تخاف من فكرة الإطاحة بالنظام الملكي في اليمن.

انتصرت الجمهورية بشكل نهائي في 1970. لكنها تحولت الى الفكرة الرئيسية والوحيدة للثورة، واستمر نظام صالح لثلاثين عاما في اختزال الثورة في بعد واحد هو الجمهورية، وانتشر هذا التبسيط حتى بين صفوف القوى الثورية والمعارضة حتى أصبح الاحتفال بسبتمبر هذا العام احتفالا بإسقاط الإمامه وتأسيس الجمهورية والاستمرار في اعتبار ان سبتمبر هو الجمهورية والجمهورية هي سبتمبر...او حسب تعبير البردوني" "جمهورية بلا ثورة"...

* من صفحة الكاتب على فيس بك 

التعليقات