غربة الدار.. حكاية المذيعة اروى محمد مسعد التي فجرت المليشيا منزلها بتعز
- مها عبدالواحد الثلاثاء, 23 أغسطس, 2016 - 07:03 مساءً
غربة الدار.. حكاية المذيعة اروى محمد مسعد التي فجرت المليشيا منزلها بتعز

[ الاعلامية اروى محمد مسعد ]

غفران ، غدير والتوأمان محمد وأحمد وأمهم الاعلامية  أروى محمد مسعد ، هم قصة أخرى من قصص المدائن المنكوبة، تشرد وحرمان فضياع وتوهان.

عائلة جرفتها واستبدت بها ويلات الحرب ولعناتها، فأجبرتها على مغادرة منزلها لتجد نفسها وبين ليلة وضحاها غريبة الدار والمأوى غريبة الأهل والأيام من بعد ثمانية عشر عاما هو عمر منزلها وعمر من أيامها وأطفالها.  

أروى محمد مسعد هي الإعلامية في إذاعة تعز، التقى بها (الموقع بوست)، فروت لنا عن يوم نزوحها وخروجها، وكيف أجبرت قبل سنة أن تترك المنزل الذي عمرته بكلتا يديها، لتجده فجر يوم الجمعة التاسع عشر من أغسطس الجاري و قد تحول إلى ركام وحطام.



وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع الفاجعة، يخبرها الناس أن قد تم تفجيره بالكامل، لكنها لم تستطع أن تذهب لترى ركام عمرها، فلقد منعت من الذهاب إليه قبل أربعة أشهر ؛ فمنطقة العسكري التي يوجد  بها منزلها، منطقة تماس وخط نار، والنار لا تنسى أن تأكل ما حولها.

تقول أروى للموقع بوست، كنت دائما ما أزور منزلي بعد استئجاري منزلا جديدا في الحوبان طوال التسعة أشهر الماضية ، إلى أن ذهبت آخر مرة قبل أربعة أشهر لآخذ بعض الأثاث وبعض من حاجياتي في منزلي ، فمنعت من دخوله نهائيا أو أخذ شيء منه ، فموطن منزلي ملتهب والنار مستعرة فيه.

لم تكن أروى على علم بأن الموعد الممتنع مع منزلها سيحال وهما في قادم الأيام ، وهو الموعد الأول والأخير لها معه وأن يومه سيكون آخر يوم تقرر فيه أن تذهب إليه ، تتحسس جدرانه وتشتم رائحته وعمر تحن إليه به .. أحجار وأطلال هو ما تبقى من منزل أروى.

لطالما سعت أروى لتحقيق رغد العيش لأبنائها، فهي تخبرنا أن دخلها الشهري قبل الحرب كان كبيرا جدا لطبيعة عملها في الإعلام ومكتبها نور للدعاية والإعلان ، إضافة لعائدات إيجار منزلها، واليوم وفي حين غرة وغفلة تخسر بيتها وقبله مكتبها وعملها.



في حديثها تقول للموقع بوست بأنها خسرت كل شيء ، ولم يبقَ لها من دنياها إلا ستون ألف ريال  فقط تواجه به مر الحياة ، تستأجر به بيتا وتطعم أطفالا.

ستون ألفا هو راتبها كإعلامية في إذاعة تعز ، ولن يكون كافيا ليعيد غفران وشقيقتها إلى الجامعة الخاصة لإستكمال الدراسة ، ولن تدخل التوأمين محمد وأحمد أي جامعة بعد انتهائهم من الثانوية ،كما لن تتممن الستون ألفا من إسكات أمعائهم ؛ فالغلاء الفاحش وتزايد الأسعار لا ينسى في طريقه أن يدق باب كل بيت هنا في تعز ليأخذ من أعمارهم وأيامهم وريعان حياتهم ، يحيل عزيز القوم ذليلهم ، يقبض قبضته وكأنه الضاري الذي ما تعشى.

غربة الدار ومنسيون في الطريق، هذا مآل بعض الحكاية، التي ما عادت الناس تعرف مبتدآها ومنتهاها هنا في أرض اليمن، وتحديدا في تعز، الحالمة الرازحة تحت وطأة القتل والتشريد والحصار منذ أكثر من عام، وهذه أقدار من خرجوا يوما يهتفون ويلعنون ظلما يدوسهم طوال عقود من الزمن.

أروى هي حالة واحدة من عشرات الحالات التي وقعت في تعز بشكل خاص، وفي اليمن بشكل عام، وكان أبطالها مليشيا تجردت من كل القيم، وتدثرت بالعنف والإرهاب.
 


- صور :

غربة الدار.. حكاية المذيعة اروى محمد مسعد التي فجرت المليشيا منزلها بتعز
غربة الدار.. حكاية المذيعة اروى محمد مسعد التي فجرت المليشيا منزلها بتعز

التعليقات