قوات الحزام الأمني ... سلطة موازية وكيان غير شرعي يمارس سلطات الدولة (تقرير)
- عدن - أدهم فهد الاربعاء, 24 أغسطس, 2016 - 09:14 مساءً
قوات الحزام الأمني ... سلطة موازية وكيان غير شرعي يمارس سلطات الدولة (تقرير)

[ جنود من قوات الحزام الأمني بعدن - إرشيف ]

برزت قوات الحزام الأمني في العاصمة المؤقتة عدن خلال الأشهر القليلة الماضية، كقوة أمنية، وسلطة موازية، حلت محل وزارة الداخلية، وذلك كنتيجة حتمية لانهيار وتفكك الأجهزة الأمنية بالمحافظات الجنوبية المحررة من مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح.
 
وأنشئت قوات الحزام الأمني أواخر مارس ومطلع إبريل من العام الحالي 2016، بدعم وإشراف من القوات الإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف العربي.
 
وبالرغم من أنها نشأت حديثا، إلا أن قوات الحزام الأمني، أصبحت قوة لا يستهان بها، بحسب مصدر مسؤول في الحزام الأمني تحدث لـ(الموقع بوست)، مشيرا إلى أنها تتطور بشكل ملفت، حيث أصبح قوامها أكثر من 20 ألف عنصر.
 
ولا تملك هذه القوة، صفة قانونية، كونها نشأت بعيدا عن أعين السلطات الشرعية، وهو ما دفع نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء الركن حسين عرب أواخر يوليو الفائت، إلى إصدار قرار قضى بإلحاق قوات الحزام الأمني بوزارة الداخلية ممثلة بإدارة الأمن في محافظة عدن.
 
وعلم (الموقع بوست)، من مصادر مطلعة، أن قيادات الحزام الأمني يتم تعيينها من قبل القوات الإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف العربي، والتي تتخذ من معسكر البريقة مقرا رئيسيا لها.
 
وأضافت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن وزير الدولة والقيادي السابق في المقاومة الشعبية هاني بن بريك، يعد المحرك الأول لهذا القوات، إضافة إلى وجود العشرات من قيادات الصف الثاني، أبرزهم نبيل المشوشي، مازن الجنيد، أبو زرعة، وعبدالله الفضلي.
 
دعم إماراتي سخي
 
وتعد قوات الحزام الأمني سلطة موازية للقوات الأمنية التابعة للحكومة الشرعية ممثلة بإدارة الأمن ووزارة الداخلية، وتسيطر هذه القوات على منافذ العاصمة المؤقتة عدن، إضافة إلى سيطرتها على محافظة لحج وكذا أبين مؤخرا.
 
وعلى العكس من القوات الأمنية الموالية للحكومة الشرعية، فإن قوات الحزام الأمني لا تشكو من أي مشاكل مالية، كتأخر صرف المرتبات أو توقفها لأشهر، كما يحدث حاليا لمنتسبي إدارة الأمن بالمحافظة، علما بأن هذا الاستقرار المالي لدى قوات الحزام الأمني، يعود للدعم المباشر والسخي الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
لا سلطة للداخلية
 
مطلع الشهر الجاري، (أغسطس)، قامت قوات الحزام الأمني، باعتقال القيادي في المقاومة الشعبية والمجلس العسكري بمحافظة أبين والمديريات الوسطى الشيخ عادل الحسني، أثناء تواجده بالسجن المركزي في المنصورة لاستكمال إجراءات ضمان أحد المعتقلين.
 
وكان وزير الداخلية اللواء حسين عرب وجه قيادة الحزام الأمني، بسرعة الإفراج عن الحسني خلال مدة أقصاها 10 من الشهر الجاري، إلا أن قوات الحزام الأمني تجاهلت ذلك التوجيه.
 
وبحسب مصادر مقربة من الحسني تحدثت لـ(الموقع بوست)، فإن مصيره لا يزال مجهولا، بعد مرور أكثر من عشرين يوما على اعتقاله.
 
انتهاكات بالجملة
 
تنفذ فرقة الطوارئ التابعة للحزام الأمني والتي يقودها منير اليافعي المكنى (أبو اليمامة)، مداهمات شبه يومية لمنازل مشتبه بهم، إلا أن هذه المداهمات لاقت استنكار واستياء كبير في أوساط المواطنين، كونها لا تخضع للنظام والقانون أو حتى للأعراف، حيث يتم اقتحام منازل المشتبه بهم في أوقات متأخرة من الليل، وبشكل لا يراعي حرمة المنازل، والعوائل، خصوصا النساء.
 
ولا تقتصر انتهاكات فرقة الطوارئ على اقتحام المنازل وإفزاع ساكنيها، بل مارست الإخفاء القسري للعديد من المعتقلين، في المعسكر التابع للقوات الإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف العربي، والذي يعتبر مركز تحكم للحزام الأمني.
 
البراء أحمد الجفري شابا عشريني تشهد له شوارع المنصورة بأعماله الدعوية والخيرية، اعتقلته قوات الحزام الأمني منتصف يونيو المنصرم في الثامن من شهر رمضان لحظة تواجده في بلوك "37"، مع شخصين آخرين، تم الإفراج عنهما بعد أسبوعين من الاعتقال.
 
يقول والد البراء أحمد الجفري إن مصير ولده لا يزال مجهولا بعد مرور أكثر من شهرين على اعتقاله.
 
ويضيف في حديثه لـ(الموقع بوست) "إنه بحث على ولده في كل السجون والمراكز الأمنية ابتداءً من السجن المركزي وإدارة الأمن، وانتهاءً بالسجن التابع لمعسكر خفر السواحل والبحث الجنائي، إلا أن ردهم كان موحدا "لا نعلم عن مصير ولدك"".
 
ويتساءل الحاج أحمد الجفري: " لماذا يتم إخفاء ولدي، فإن كان معتقلا لدى أجهزة أمنية رسمية فلماذا لا تتخذ بحقه إجراءات قانونية، بحيث تضمن حقوقه وتسمح لأسرته بالاطمئنان على صحته، وتوفير الدفاع القانوني له في حال وجود تهم بحقه".
 
دولة داخل الدولة
 
يقول الكاتب والمحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني: "الحزام الأمني المثير للجدل هو سلطة موازية ودولة داخل الدولة ووجد بطريقة غامضة وهو مولود غير شرعي"، مشيرا إلى أن هذا الكيان، "لم ينشأ بقرار رسمي من رئيس الجمهورية أو الحكومة أو حتى السلطة المحلية"، مضيفا: "وبالتالي لان عرف مهامه القانونية ولا حدود هذا المهام فهو يتمدد في عدن ولحج وقريبا أبين وحضرموت".
 
وأضاف الهدياني لـ(الموقع بوست)، أن قوات الحزام الأمني تتصادم مع السلطات المحلية، لافتا إلى أنه صدر عن سلطات لحج والضالع بيانات رسمية تنتقد أداء هذه القوات، آخرها بيان صدر اليوم (الأربعاء)، من إدارة أمن لحج، ينتقد قيام قوات الحزام الأمني باعتقالات في الحوطة.
 
وتابع المحلل السياسي: " باختصار فإن عدن تشكو من الأحزمة الناسفة وعبث الحزام الامني على حد سواء وكلاهما عوامل الفوضى والخوف التي ابتليت بهما عدن، وجعلتنا كمواطنين نتذكر انتهاكات الأمن المركزي بالأمس ثم نسترجع ونقول سلام الله على القبار الأول كما في المثل الشعبي".
 


التعليقات