إلى أين تتجه الأزمة اليمنية بعد تصريحات كيري؟ (تقرير خاص)
- وئام عبدالملك - خاص الثلاثاء, 15 نوفمبر, 2016 - 08:33 مساءً
إلى أين تتجه الأزمة اليمنية بعد تصريحات كيري؟ (تقرير خاص)

يحاول الانقلابيون استغلال الفترة المتبقية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في منصبه، والاستفادة من مبادرته التي ارتكزت عليها خارطة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، قبل أن يتغير فريق الرئيس أوباما ويشكل الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة دونالد ترامب فريقه، وما سيُصاحب ذلك من تغييرات في السياسة الأمريكية، التي قد لا تتفق مع رؤية إدارة أوباما لحل الأزمة في اليمن، والتي تنسجم مع متطلبات الحوثيين.
 
ما يؤكد  صحة تلك التوقعات هي  تصريحات "كيري"، اليوم الثلاثاء، 15 نوفمبر/تشرين الثاني،  والذي قال :  "إن جماعة الحوثي والتحالف العربي، اتفقا على وقف الأعمال القتالية باليمن ابتداء من السابع عشر من الشهر الجاري".
 
وأضاف في تصريحات للصحفيين في ختام زيارة للإمارات العربية المتحدة، "أن جميع أطراف الصراع اتفقت على العمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية يمنية بحلول نهاية العام".
 
لكن موقف الحكومة الشرعية جاء مُخيبا لأمال الانقلابيين، راميا بتصريحات كيري عرض الخائط، حيث انتقد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية عبدالملك المخلافي ما صرح به كيري، مشيرا إلى أن الحكومة لا تعلم عنه، ولا يعنيها، وتمثل رغبة في إفشال مساعي السلام بمحاولة الوصل لا تقاق مع الحوثيين بعيدا عن الحكومة.
 
وذكر في مداخلة مع قناة "الجزيرة" أن اللقاءات التي عقدت في مسقط بين الحوثيين وكيري، لم يبلغوا بها، ولم تتم بالتنسيق معهم، وأي اتفاق مع طرف واحد محكوم عليه بالفشل.
 
وأكد "المخلافي"  أن "كيري" إذا أراد أن يحقق إنجازا في نهاية عمله، فلا يكون على حساب الشعب اليمني والعملية السلمية، مضيفا" يعنينا السلام والاستقرار، ولكن عبر طرق واضحة، وليس مجرد إنجازات إعلامية، ليس لها مكانا على أرض الواقع ".
 
وتزامنت هذه التطورات مع تقدم القوات الشرعية في الجبهة الشرقية بتعز، وفي جبهتي حرض وميدي بمحافظة حجة شمال غرب البلاد، فضلا عن بسط الدولة سيطرتها على أكثر المحافظات اليمنية، هو ما عدّه مراقبون محاولة أمريكية لإنقاذ الحوثيين.
 
لا أرضية للسلام
 
وفي هذا الإطار يقول المحلل العسكري علي الذهب إن ما يجري على الأرض، يُخالف ما يُقال عن السلام.
 
ويضيف لـ(الموقع بوست) أن المسألة لا تنحصر في تشكيل حكومة، فهناك قضايا أولى تتطلب البدء بها، كتسليم السلاح، وانسحاب الانقلابيين من المدن، وخروج المشرفين الحوثيين من مؤسسات الدولة.
 
 ويؤكد "الذهب" أنه لا يمكن الوثوق بالحوثيين، في حال بقي السلاح معهم، وسيشكلون تهديدا على اليمن، وأعضاء الحكومة الذين لن يتوانى الانقلابيون في الزج بهم في المعتقلات، مثلما فعلوا برجال الدولة المُغيبين في السجون.
 
وعن إمكانية قبول السعودية باتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين، يعتقد المحلل العسكري أنه لن يختلف عن أي اتفاقات سابقة التي لم يُكتب لها النجاح، ما لم يحدث تحولات في موقف الولايات المتحدة، إزاء ما يجري بعد صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، موضحا أن ذلك لن يتضح إلا بحلول العام المقبل.
 
محاولة إنقاذ
 
من جهته يؤكد المحلل السياسي فيصل علي، أن كيري لم يعد له شأن بالمسألة اليمنية، ولا بقضايا الشرق الأوسط، بعد فوز "ترامب" بالانتخابات الأمريكية، وقرب انتهاء مهمة الإدارة الأمريكية السابقة الداعمة للحوثيين.
 
ويتابع في حديثه لـ(الموقع بوست): "ما يُهم هو تصريحات وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، أما ما ذكره كيري فهو غير ملزم لا لليمن، ولا لدول الجوار".
 
ويشير "علي" إلى أن "كيري" فشل في تنفيذ مبادرته التي أعلن عنها في الرياض، وانبثقت عنها خارطة ولد الشيخ، وهو ما زال مسؤولا فاعلا، متسائلا" كيف سينفذها وهو خارج الملعب، بعد أن انتهت مهمته بانتهاء مهام أوباما".
 
ويقول موضحا بأن السعودية كانت تنتظر فرصة انتهاء الانتخابات الأمريكية، لتُنهي ما بدأته في عاصفة الحزم التي أعلنت عنها في مارس/آذار 2015.
 
ويردف المحلل السياسي بالقول "لن تُهزم الرياض، وإطالة الأزمة كانت بسبب الضغوط الدولية التي تعرضت لها"، لافتا إلى أن السعودية تلعب بهدوء، وتتبع سياسية النفس الطويل، وهو ما حقق لها النصر في القضايا التي دخلت فيها طوال تاريخها.
 
وكان "كيري" زار يوم أمس الاثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني دولة عُمان والتقي بالانقلابيين جناح (الحوثي)، ثم توجه إلى الإمارات العربية المتحدة، في إطار مناقشة- أحادية الجانب- للحلول السياسية للأزمة اليمنية.
 
وتنص خارطة الطريق التي قدمها ولد الشيخ، وقوبلت برفض الشرعية والشارع اليمني، على أن يُسمي الرئيس هادي نائبا توافقيا جديدا بدلا من علي محسن الأحمر، وتكليف الرئيس النائب الجديد، بالصلاحيات اللازمة ليقوم بتأليف حكومة وحدة وطنية بالمناصفة بين الشرعية والانقلاب، والإبقاء على الرئيس بصلاحيات محدودة، بالإضافة إلى انسحاب الحوثيين من صنعاء، وتسليم السلاح الثقيل، على أن تتم مختلِف الإجراءات لجنة تتشكل بالتوافق بين الطرفين.
 


التعليقات