ثورة 11 فبراير بين محاولات التشويه وحقائق الواقع
- علي الأسمر الإثنين, 12 فبراير, 2018 - 10:14 صباحاً
ثورة 11 فبراير بين محاولات التشويه وحقائق الواقع

[ تتعرض ثورة فبراير لمحاولات تشوية من قبل أنصار الثورات المضادة ]

كشأن أي ثورة تتعرض ثورة 11 فبراير السلمية التي فجرها الشباب اليمني في 2011 ضد نظام الراحل علي عبدالله صالح، لمحاولات تشويه، تأخذ صورا وأشكالا متعددة.

وفي الذكرى السابعة لانطلاق ثورة فبراير السلمية، ظهرت أصوات تحاول أن تحمل ثورة فبراير مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع في اليمن.

بين جاهل وحاقد على الثورة، كما يصفها شباب الثورة، أو حقائق كما يقول مروجو تلك الأفكار، أين تكمن الحقيقة؟

ما الهدف؟

يرى الدكتور ياسين سعيد نعمان أن تشويه ثورة 11 فبراير يأتي في محاولات يائسة للدفاع عن أنظمة الاستبداد، التي أغرقت الشعوب في الفساد والفقر والتخلف، والتي قامت هذه الثورات لتغييرها.

ويضيف د. ياسين بأن البعض اليوم يحاول أن يسيء إلى ثورة فبراير، ضمن موجة الثأر الجارية والقراءة "نص - كم" لمسارها وما تلاها من متغيرات، بتوظيف تعسفي للأحداث التي تمر بها البلاد .

ويفند د. ياسين في مقال له عن ثورة فبراير حديث البعض الذين يتحدثون وكأن ثورة فبراير هي المسؤولة، عن الحرب، وتدهور الأوضاع الناشئة عنها.

ويوضح أن القاصي والداني باتوا يعرفون أن المسؤول عن هذه المأساة والفوضى، في الأساس، هو انقلاب الغدر المليشاوي ضد الدولة ومشروعها الوطني.

يمن سيادي

من جانبه قال الناشط في الثورة الشبابية السلمية وعضو مؤتمر الحوار الوطني همدان الحقب إن ثورة فبراير كانت مقتضى وطني ملح لليمنيين، بعد أن عجز النظام، عن تخليق حلول للأزمات التي أنتجها وكان يدير البلاد بها، ولأن هذه الأزمات تفاقمت إلى الحد الذي عصف بمكتسبات اليمن الكبرى، وعلى رأسها الجمهورية والوحدة، وما ترتب على هكذا سياسة من فقر وبطالة وصفر تنمية، كان لا بد من هذه الثورة إنقاذا لليمن، ووضعها على طريق جديد، يحقق الشراكة في السلطة والثروة، لكل اليمنيين، ويحقق العدالة والديموقراطية.

ويرى الحقب أن ثورة فبراير، تتعرض لمحاولات التشويه، لأنها ستبني يمنا ناهضا، ومستقلا سياديا.

وأضاف الحقب في تصريح لـ"الموقع بوست "أن هذا ما يمثل نقطة إزعاج للذين يريدون أن يبقى اليمن بلا دولة، ليستمر نهب ثروته وتمرير مصالحهم داخله، هذا فضلا عن تشويه أولئك الذين كان حكم اليمن وثروته حكرا عليهم، يعيثون فيه فسادا بينما شعبنا جائع منهك".

ثورة مضادة

الكاتب والمحلل السياسي نصر المسعدي قال لـ "الموقع بوست" إن ثورة فبراير تتعرض للتشويه، من ذات الأدوات التي قادت الثورة المضادة، ضد ثورات الربيع العربي، وهي الأنظمة المستبدة.

وأضاف بأن "هذه الأنظمة تعتقد خطأ أن بإمكانها القضاء على هذه الثورات، لحماية نفسها، برغم انكفاء تلك الثورات على ذاتها في بلدانها، واحترامها لخصوصيات البلدان الأخرى، وحرص تلك الثورات على عدم التفكير مطلقا، في فكرة تصدير الثورة للجوار، كما تخشى هذه الأنظمة".

فقدان مصالح

ويرى الناشط في ثورة فبراير ونائب رئيس اتحاد شباب الضالع صادق الهدالي أن " ثورة 11 فبراير حققت الكثير من أهدافها، التي رسمها وحددها شباب الثورة والتي رووها بدماء الشهداء، الذين سقطوا في جميع ساحات الاعتصام في الجمهورية اليمنية".

وأضاف الهدالي في حديث لـ"الموقع بوست" أن ما يحصل من حملة تشويه لثورة 11 فبراير، وتحميلها الوزر بما آلت اليه البلاد، إنما ينبع من حقد من أصحاب المصالح، التي ضاعت عليهم بسبب سقوط النظام الفاسد، الذي كانوا يستظلون تحت مظلة فساده، والذي به حكم اليمن طيلة سنوات مضت، والذي ما زالت آثاره وبقاياه يعانيها الشعب اليمني إلى اليوم.

دجل

الناشط محمد صالح المريسي بدوره يرد على من يقولون إن ثورة فبراير أدخلت الحوثي إلى صنعاء، ويقول إن هذا وهم ودجل.

ويتساءل المريسي من كان يقاتل الحوثي في الجوف وكشر ومستبأ بحجة، أثناء الثورة هم شبابها؟

ويضيف المريسي في حديثه لـ"الموقع بوست" ما يدحض هذه المغالطة أن الآلاف من شباب فبراير، هم شهداء المقاومة والجيش في مختلف جبهات الجمهورية اليوم، وليسوا هم من سلم معسكرات العاصمة صنعاء، فالأمور واضحة كالشمس حين شروقها، بين من قاتلهم وبين من ساندهم، فشتان بين المغالطات، والحقائق والوقائع الواضحة، على حد قوله.

اختراق كهنوتي

من جانبه الكاتب محمد صالح أبو رأس يرى أن ثورة11 فبراير هي من كشفت عمق الاختراق الكهنوتي لليمن، وحالت دون أن يلتهم الدولة عبر نظام صالح، ليكون أداة تخريب وخنجرا في جسد الأمن القومي اليمني، والأمن الخليجي والعربي والملاحة الدولية.

وتابع بالقول وهنا لا يستطيع الماكرون الأعداء من أقطاب الثورة المضادة محليا وخارجيا، تحميل ثورة 11فبراير ذلك الجرم الأسود، كما لم تتحمل ثورتا 26سبتمبر و14 أكتوبر الصراعات الدامية، التي شنتها الثورات المضادة، وأعداء اليمن خارجيا وداخليا، ضد اليمن، وخصوصا أن 11 فبراير، ما هي إلا امتداد لكل نضالات اليمنيين، وثوراتهم التي تستهدف وضعا محليا، وتغيرا يخص اليمن وحدها، ومن أجل سلامة الجيران والأشقاء والأصدقاء.

ويتفق الناشط في ثورة فبراير وليد أبو بكر الذي يقاتل في صفوف الجيش الوطني بجبهة مريس شمال الضالع مع أبو راس فيما أورده.

ويضيف وليد بأن "شباب فبراير، نهضوا بصدورهم العارية لإنقاذ اليمن، وهم اليوم بصدورهم أيضا يدافعون عن الأمتين العربية والإسلامية، في التصدي للمشروع الصفوي الفارسي".

ويؤكد وليد أن كل طلقة ترمى هنا ضد مليشيا المشروع الفارسي في اليمن، هي في الأصل حماية لعمقنا الخليجي والعربي.

أخرجت الثعابين

الناشط في الثورة الشبابية السلمية علي أحمد الضالعي يرد على جملة من الافتراءات كما يصفها يقول إن أعداء الثورة واليمن يروجون لها.

يأتي في أولوية تلك الافتراءات أن الثورة الشبابية أخرجت جماعة الحوثي إلى الفضاء، بعد أن كانت محصورة في صعدة.

ويرد على هذا الافتراء بقوله إن الثورة يمكن أن يوجد فيها من لا يؤمن بأهدافها فهي ثورة شعبية، تقبل من ينظم إليها وحال جماعة الحوثي كذلك، وذلك لا يقدح الثورة ولا تتحمل وزر ذلك.

أمر آخر يضيفه إذ يرى أن الثورة بالفعل أخرجت جماعة الحوثي الإمامية من قمقمها فعلا، لكنها لم تكن هي من أنتجتها.


التعليقات