كيف يستطيع الحوثيون تهديد التجارة العالمية ؟ (ترجمة خاصة)
- ترجمة/ عادل هاشم ‏ السبت, 22 أكتوبر, 2016 - 09:06 مساءً
كيف يستطيع الحوثيون تهديد التجارة العالمية ؟ (ترجمة خاصة)

تتهم الولايات المتحدة الأمريكية المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/أيلول عام 2014 بشن هجمات ‏متعددة بصواريخ مضادة للسفن باتجاه سفنها أثناء تواجدها في البحر الأحمر. وقد جاءت هذه الهجمات بعد استهداف الحوثيين ‏لسفينة "سويفت" الإماراتية.
 
وفي الوقت الذي تقلى هجوم 1 أكتوبر/تشرين أول، الذي دمر السفينة الإماراتية سويفت معارضة شديدة من دولة ‏الإمارات العربية المتحد واصفة هذا العمل بالإرهابي، كانت ردة فعل الولايات المتحدة الأمريكية للهجمات الصاروخية ضد سفنها ‏شرساً جداً، على الرغم من نفي الحوثيين لتنفيذ تلك الهجمات، قامت الولايات المتحدة الأمريكية باستهداف ثلاثة مواقع لرادارات ‏ساحلية على طول البحر الأحمر. ‏
 
لم يستغرق وقتاً طويلاً الاعتقاد بأن ذلك الهجوم الصاروخي على السفينة سوف يتكرر والذي تم في 15 أكتوبر/تشرين بعد ساعات من ‏الإفراج عن أثنين من المواطنين الأمريكيين الذي تم اختطافهم والإفراج عنهم من قِبل الحوثيين ونقلهم جوا إلى عُمان في بادرة ‏لحسن النية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية. رفض البنتاجون التقارير الأولية التي تتحدث عن خلل وظيفي في نظام الكشف لدى ‏رادار المدمرة مؤكداً بأن المدمرة تعرضت لهجوم صاروخي بالفعل. ‏
 
تعتبر التطورات الأخيرة من أعقد الصراعات في المنطقة ، حيث أن القوة الحالية لجماعة المتمردين الحوثيون والرئيس المخلوع ‏علي صالح ربما ستمكنهم من الوصول لأهداف جديدة وتحويل الصراع اليمني من المستوى الإقليمي إلى المستوى الدولي وذلك ‏بتهديد التجارة الدولية التي تمر عبر البحر الأحمر. في حين يرفض الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم الصاروخي على المدمرة ‏الأمريكية ، تظل الحقيقة هي أن الاعتداءات المتكررة على السفن في البحر الأحمر يشكل خطراً كبيراً ليس فقط على الوجود ‏العسكري هناك ولكن أيضاً على التجارة والشحنات التي تمر عبر البحر الأحمر فضلاً عن التي تمر عبر مضيق باب المندب. ‏
 
إن وصف دولة الإمارات العربية المتحدة للهجوم على سفينتها "سويفت" بالعمل الإرهابي وردة فعل الولايات المتحدة الأمريكية ‏من خلال شن هجمات ضد المتمردين الحوثيين لا يشير فقط على أن تهريب أسلحة جديدة للحوثيون لن يتم التسامح معه ولكن ‏يشير أيضاً إلى أن تهديد أمن التجارة في البحر الأحمر هو أمر لا يمكن قبوله. ‏
 
يتم شحن حوالي 4 ملايين برميل من النفط يومياً عبر باب المندب والبحر الأحمر، لذلك فإن مثل هذه الهجمات من شأنها أن ‏تضع هذا الشحن في خطر كبير بالإضافة إلى رفع تكاليف التأمين لتلك الشحنات. في حين أن وقف الشحن عبر مضيق باب ‏المندب يعتبر من الأشياء غير الواردة بالنسبة للتجارة الدولية فإن تأمين البحر الأحمر يعتبر شيء أساسي لأصحاب المصلحة مثل ‏أوروبا والولايات المتحدة الآتي يعتمدن على شحنات من نفط المنطقة والذي له نفس الشيء لدى اثنتين من الدول الرائدة في ‏التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية "الإمارات العربية المتحدة ومصر". ‏
 
لا تستطيع مصر مع كل المشاكل الاقتصادية الحالية أن ترى انخفاض عائدات قناة السويس خاصة بعد توسيع القناة. أيضاً دولة ‏الإمارات العربية المتحدة مهتمة في تأمين استثماراتها عبر البحر الأحمر مثل موانئ دبي العالمية وأعداد أخرى من الموانئ في ‏شرق أفريقيا التي تقع تحت إدارتها. عقدت الإمارات العربية المتحدة منذ بداية الحرب في اليمن عام 2015 صفقتين لإدارة موانئ ‏في البحر الأحمر وفي مايو/آيار 2016 فازت موانئ دبي العالمية بصفقة لإدارة ميناء بربره في الصومال لمدة 30 عاماً ،وفي أواخر ‏عام 2015 عقدت صفقة لاستخدام ميناء عصب الأرتيري لأغراض عسكرية كما تقول الأمم المتحدة. إن موانئ دبي تدير محطة ‏حاويات "دوالية" في جيبوتي منذ عام 2008. ‏
 
سوف يستخدم الرئيس المخلوع وجماعة الحوثي من استهداف التجارة الدولية كأداة لتعزيز موقفهم في أي جولة قادمة ‏للمفاوضات. هناك رسالة واضحة من تحالف الحوثيون وصالح للمجتمع الدولي تفيد بأن الحوثيين قادرين على استهداف التجارة ‏الدولية. ‏
 
في الوقت الذي يعتبر فيه تأمين التجارة الدولية في البحر الأحمر أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمجتمع الدولي، فإن وضع خطة سلام ‏مستدامة تضمن عدم احتكار الدولة بالقوة لا تزال هي الأكثر فعالية لتأمين السواحل اليمنية. ‏
أمل ناصر/ صحيفة المونيتور
 


التعليقات