في الذكرى الثانية لاقتحامها.. ذمار تتهيأ للإفلات من قبضةالمليشيا (تقرير خاص)
- ذمار - خاص الإثنين, 24 أكتوبر, 2016 - 10:44 مساءً
في الذكرى الثانية لاقتحامها.. ذمار تتهيأ للإفلات من قبضةالمليشيا (تقرير خاص)

[ يصادف اليوم الذكرى الثانية لسيطرة الحوثيين على ذمار ]

يصادف اليوم 24 من شهر اكتوبر الذكرى الثانية لسيطرة مليشيات الحوثي على محافظة ذمار دون أن تطلق رصاصة واحدة، فكانت البوابة الأبرز للانتقال من محافظة الى أخرى ومصنع للمقاتلين في صفوفها.

عاشت ذمار منذ سيطرة المليشيات عليها ويلات الحرب، حيث يسعى الحوثيين لتفجير الوضع في المحافظة الواقعة "جنوبي" العاصمة صنعاء وخلق أجواء مشحونة بالقتل والدمار مستخدمين شتى الطرق والأساليب.

ومن أول لحظة وضعت المليشيا أيديها على محافظة ذمار استخدمت كل وسائل القتل والتدمير ضد كل معارض لهم أو مناهضيهم، في الوقت الذي حاولت القوى المناهضة لها التصدي لهذا الانقلاب.

المرتبة الاولى في الانتهاكات

وخرجت التظاهرات السلمية بحشود غير مسبوقة رافضه لتواجدهم، فقوبلت تلك الاحتجاجات بموجة عنف طالت كل فئات وشرائح المجتمع من أكاديميين وأطباء وصحفيين وناشطين وتربويين وأطفال ونساء ومسنين سواء في الريف أو المدينة وهاجمت عددا من القرى والمديريات بالأليات العسكرية والمدرعات لإخضاع القبائل لسلطتها القمعية وغير الشرعية.

ذمار تحتل المرتبة الأولى في قائمة الانتهاكات والاختطافات التي ارتكبتها مليشيات جماعة الحوثي والمخلوع صالح بحق المدنيين في ذمار، حيث تصاعدت وتيرة الاختطافات في مدينة ذمار، حيث بلغت مستويات غير مسبوقة خلال النصف الأول من العام الحالي، تتجاوز ما ارتكبته من جرائم الاختطاف في 2015 بنسبة كبيرة.

جرائم الاغتيالات ضد السياسيين والقيادات العسكرية والنشطاء لم تتوقف منذ سيطرة المليشيات الانقلابية على ذمار، وتشير الدلائل الى ان جماعة الحوثي والمخلوع تقف وراء تلك الاغتيالات التي شهدتها محافظة ذمار.

مشاركة عسكرية

خلال الفترة الماضية أعلن مجلس مقاومة ذمار عن تأسيس لواء عسكري متكامل وتدريب أفراده وتسليحهم خلال فترة وجيزة، اضافة الى تجهيز الاف المقاتلين من منتسبي المقاومة الشعبية من ابناء ذمار،

وشارك افراد من اللواء وكتائب من اللواء 203 مشاه ميكا ببسالة في جميع جبهات القتال بمحافظتي مأرب والجوف الى جانب الجيش الوطني في محاربة المليشيات الانقلابية.

وقدمت المحافظة عشرات الشهداء والجرحى في صفوف الجيش الوطني والمقاومة بعدة جبهات أبرزها الجوف ومأرب،

ووفقا لإحصائية فقد بلغ عدد الشهداء أكثر من 235 شهيدا و409 جرحى من جميع مديريات محافظة ذمار في حربها مع الحوثيين في كل الجبهات دعما للشرعية بينهم 182 شهيدا في جبهة مأرب والجوف وحدها، ويتوزع بقية الشهداء خلال التصدي للحروب التي شنتها المليشيات على مديريات عتمة وآنس  والحداء و ميفعة عنس و غيرها من مديريات ذمار، بحسب ما افاد به مصدر في المقاومة الشعبية والمجلس الأعلى لتحرير محافظة ذمار.
 
قتلى في صفوف المليشيا

خسرت جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق قرابة 7000 ألف شخص واغلبيتهم من الأطفال، والذين نالوا النصيب الأكبر من هذه الحرب التي أصبحت نتائجها محسومة، وفقاً لتقارير واحصائيات محلية.

ناشطون وسياسيون أكدوا على وضع تحرير محافظة ذمار ضمن أولويات الاستراتيجية العسكرية والتسريع في تحريرها لأهمية موقعها الجغرافي، مؤكدين على أهمية المحافظة بشكل كلي.
 
خلافات الحوثيين وأنصار صالح

في الآونة الأخيرة تزايدت حجم الخلافات بين عناصر جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح بالمحافظة، وظهرت للعلن بشكل ملحوظ.

وقالت مصادر مقربة من جماعة الحوثي بذمار " أن الخلافات بين قيادات المليشيات الحوثي والقيادات العسكرية الموالية لصالح تفاقمت وازدادت حدتها بشكل ملحوظ وغير مسبوق في المحافظة.

ولفتت إلى أن حدة تلك الخلافات وصلت الى درجة يصعب إخفائها عن الرأي العام، وبشكل يهدد بإنهاء التحالف بينهما في واحدة من اهم المحافظات الاستراتيجية للطرفين.

وتعمق الانقسام بين اعضاء الميليشيات بمحافظة ذمار خصوصاً بينهم وبين حلفائهم من حزب الرئيس المخلوع صالح، نتيجة سعي بعض القيادات الحوثية المؤثرة الاستئثار بالأموال المنهوبة والسلطة المغتصبة وإقصاء السواد الأعظم من مناصريهم وحلفائهم من أنصار المخلوع.

تجنيد أبناء القبائل في صفوف المليشيات

في ذات الوقت أصبحت منازل قيادات حوثية في ذمار نقاط تجمع لتجنيد أبناء القبائل من المحافظة وارسالهم إلى جبهات القنال بعد تدريبهم في معسكرات سرية وخاصة في عددا من المديريات بالمحافظة.

وقد لوحظ مؤخرا تحركات غير مسبوقة في منازل قيادات من جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق وسط سوق الربوع "ذمار القديمة" وعددا من القرى التابعة للمحافظة أبرزها أنس وجبل الشرق والحداء، بعد تلقيهم عددا من الخسائر البشرية في عددا من الجبهات.

ويقول أحد افراد الحوثيين "انه يتم إلزام عددا من القبائل بإرسال مقاتلين جدد وإرسالهم إلى جبهات القتال بالقوة عبر مشرفي الحوثيين في مناطقهم.

استنزاف بشري

يواصل الحوثيون استنزاف محافظة ذمار، جنوبي العاصمة صنعاء، بشكل غير مسبوق، والزج بأبنائها في جبهات القتال بمختلف المحافظات اليمنية.

ومنذ فترة باتت مدينة ذمار ومديرياتها تستقبل بشكل يومي عددا من الجثث التي تعود من تعز ومديرية "نهم"، شرقي العاصمة صنعاء، وترسل في المقابل عشرات المقاتلين الجدد.

ويمتلك الحوثيون حاضنة في مديريات عنس والمنار، لكن مديرية" الحدأ"، تكاد تكون أغلبية مطلقة من الموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

وخلال الأشهر الماضية من الحرب، كانت مديرية "جبل الشرق" هي الأكثر استنزافا من قبل الحوثيين، ووفقا لسكان، فقد كانت المديرية ذات الأغلبية الحوثية، تستقبل بشكل يومي جثثا لمقاتلين في صفوف الحوثي سقطوا في تعز، ونهم، وحسب مصادر محلية، فقد قدمت قرى صغيرة مثل قرية "الوشل"، أكثر من 100 قتيل في صفوف الحوثيين.

وتقول مصادر محلية، إن مقبرة الحوثيين في مدينة ذمار المعروفة بـ"روضة الشهداء"، تتوسع يوما بعد آخر، ويقوم الحوثيون بالعناية فيها بزراعة الزهور وري الأعشاب والزهور التي تحيط بالقبور. تمييزاً لها عن غيرها.

ويتخذ الحوثيون من محافظة ذمار مقراً لتدريب المقاتلين من المحافظات الشمالية قبل إرسالهم إلى جبهات القتال العديدة داخل البلاد.
 


التعليقات