هل تتجه تعز فعلا نحو الحسم العسكري؟ (تقرير خاص)
- متولي محمود السبت, 03 ديسمبر, 2016 - 06:50 مساءً
هل تتجه تعز فعلا نحو الحسم العسكري؟ (تقرير خاص)

[ وصول الرئيس هادي الى عدن زاد من فرص تحرير تعز ]

غادر رئيس الجمهورية "عبدر ربه منصور هادي"، أمس الجمعة، مدينة عدن متوجها إلى العاصمة الإماراتية "أبو ظبي".
 
وقالت وكالة سبأ الرسمية إن زيارة الرئيس هادي لأبو ظبي، لحضور "مؤتمر حماية التراث الثقافي" الذي تستضيفه الإمارات بالشراكة مع فرنسا.
 
وأضافت الوكالة أن مشاركة رئيس الجمهورية جاءت استجابة لدعوة تلقاها من القيادة الإماراتية.
 
تأتي هذه الزيارة للإمارات، عقب لقاء جمعه مع المبعوث الأممي إلى اليمن "اسماعيل ولد الشيخ" في عدن، والذي قدم في زيارة قصيرة في إطار جهوده لإحلال السلام.
 
حيث أكد "ولد الشيخ" حرص المجتمع الدولي على تحقيق السلام في اليمن، المرتكز على المرجعيات المحددة المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة ومنها القرار2216.
 
 
هادي في عدن
 
وكان رئيس الجمهورية قد عاد إلى عدن وبعض أفراد حكومته، الأسبوع الماضي، لمزاولة مهامهم، وفي إطار ما أسموه الإشراف على معركة تحرير تعز.
 
جاء ذلك عقب تغييرات أجريت لقيادات عسكرية في عدن، والتي رأى مراقبون إن هدفها ضبط الاختلالات الأمنية في المحافظة، فضلا عن حديث يجري عن التحرك صوب تعز.
 
قوات بشرية وعتاد عسكري، كان قد وصل الأسبوع الماضي، توزع على باب المندب غربا، وقاعدة العند شرقا، وعقد الرئيس لقاءات مع قيادات عسكرية من تعز.
 
ويرى محللون إن هناك جدية من الشرعية، وتحركات على الأرض لخوض معركة مصيرية ضد مليشيات الحوثي والمخلوع التي تحاصر المدينة، بالإضافة إلى بسط السيطرة على الساحل الغربي، الذي يعد أهم منفذ لتهريب الأسلحة للمليشيات.
 
فيما يرى أخرون أن هذا الضخ الإعلامي المرافق لما سمي بمعركة تحرير تعز، يشبه كثيرا مرات سابقة كثيرة، جرى فيها الحديث عن تحرير المدينة، لكنها لا تعدو عن كونها أوراق مزايدة، سرعان ما تتفرقع.
 
في سياق متصل، واصلت مليشيات الحوثي والمخلوع إرسال تعزيزاتها العسكرية والبشرية إلى تعز، ضمن ما يسمى "النكف القبلي"، حيث استنفرت القبائل الموالية للحوثيين المقاتلين وإرسالهم إلى المدينة.
 
اعتماد على مقاومة تعز
 
الصحفي التلفزيوني "صقر الصنيدي" يقول: "النوايا والتصريحات لا تغير في نتائج المعارك على الأرض. هناك نوايا تدور في أروقة الحكومة وقلوب المسؤولين، لكن المؤشرات تقول إنها لا تتحول إلى حقائق على الارض".
 
وأضاف "الصنيدي" في تصريح خاص للموقع بوست: "تعتمد الحكومة بدرجة رئيسية على مقاومة تعز في تخليص المحافظة من المليشيا، وبالتالي إشعارها بالنصر للاحتفاء والمشاركة بهذا النصر".
 
وتابع: "جزء كبير من النوايا كانت تتضح أكثر في تدعيم تشكيل الجيش الوطني في المحافظة لكنها تظل جزئية".
 
تأمين باب المندب
 
"القرار الفعلي والحقيقي بشأن عمليات التحرير هو بيد التحالف العربي وليس بيد الحكومة الشرعية التي هي نفسها تعتمد على التحالف في دعم قدرتها على البقاء والاستمرا".
 
وقال الصحفي "عبدالله العسلي": "لا أعتقد أن هناك نوايا جادة وصادقة لتحرير تعز كاملة لاعتبارات عدة، منها ما تتصل بتباين وتعارض الرؤى والأهداف داخل دول التحالف، التي لدى بعضها أجندة مختلفة عن الهدف العام الذي أعلنه التحالف عند قيامه بل وتتعارض معه كلياً".
 
وأضاف "العسلي" في تصريح للموقع بوست: "الملاحظ أن لدى أطراف معينة في التحالف والحكومة الشرعية رغبة في رسم خط معين لعمليات التحرير لايتجاوز بمسافة كبيرة الحدود الشطرية السابقة التي يراد إحياءها في إطار مشروع لايخفى على المراقب الحصيف".
 
وتابع القول: "ومع ذلك قد نشهد تنفيذ عملية عسكرية محدودة في منطقة باب المندب وذوباب، هدفها حماية وضمان أمن مضيق باب المندب، ومنع الهجمات والتحركات الحوثية التي بدت مؤخراً مهددة لأمن وسلامة الملاحة جنوب البحر الأحمر".
 
مؤشرات تغير إيجابي
 
"ملف تعز من أكثر الملفات اليمنية غموضاً، وعوامل السياسة والضغوطات الدولية تتداخل في تعز بشكل كبير، كونها المدينة التي تحمل رمزية كبيرة لمن يسيطر عليها".
 
وقال "حمزة الهاشمي" صحفي إذاعي: "صلنا إلى قناعة أن ملف تعز لم يعد في جعبة الشرعية فقط، وبالتالي من الصعب الحكم على مصداقيتها في تحرير المدينة، رغم التضحيات الجسيمة التي قدمتها، ولا زالت تقدمها تمسكاً بالشرعية ومشروع الدولة المبني على مخرجات الحوار الوطني".
 
وأضاف "الهاشمي" في حديث للموقع بوست: "هناك بعض المؤشرات على الأرض تنبئ عن تغير إيجابي كبير في تعامل الشرعية مع أولوية تحرير تعز، غير أنه لم يصل إلى حد أن يكسب الثقة والمصداقية الكاملة".
 
وتابع: "ما يدفعنا إلى اكتساب بعض الثقة في الشرعية مع تعاملها مع تحرير تعز، هو أن تعز تمثل الحاضنة الشعبية الأولى للدولة والقانون، وهذا يتجلى من خلال سرعة انخراط تشكيلات المقاومة في صفوف الجيش الوطني، فضلا عن شريطها الساحلي التعزي الاستراتيجي، وبذلك تكون قد كسبت على الأرض نصف الطريق نحو العاصمة صنعاء، إلى جانب قطع شريان إمداد الميليشيات الذي يمتد ساحلياً من باب المندب حتى سواحل مدينة الخوخة".
 
 


التعليقات