اضطراب الجبهة الداخلية يثير المخاوف من المستقبل في مدينة تعز (تقرير)
- تعز - خاص الثلاثاء, 24 يناير, 2017 - 08:44 مساءً
اضطراب الجبهة الداخلية يثير المخاوف من المستقبل في مدينة تعز (تقرير)

[ تجددت الاشتباكات الداخلية بين فصائل في المقاومة بتعز اليوم ]

تجددت الاشتباكات الداخلية بين فصائل في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، اليوم الثلاثاء، في وقت تشهد فيه المحافظة معارك شديدة على الساحل لتحريره من المليشيات الانقلابية.
 
وتقول مصادر محلية إن الاشتباكات اندلعت إثر قيام مسلحين يتبعون غزوان المخلافي باختطاف أحد أفراد كتائب أبو العباس، قاضي اللجنة العدلية رضوان كواتي، ما أدى لاحقا الى تفاقم الوضع الميداني داخل المدينة.
 
وتزامنت تلك الاشتباكات، مع تحرير "المخا" الساحلية والمطلة على باب المندب، واستمرار الجيش الوطني بالتقدم في مختلف جبهات القتال بالمحافظة، وهو ما دفع ببعض المتابعين بالقول إن تلك الممارسات تقف وراءها أطرافا عدة، وتهدف إلى عرقلة استكمال تحرير تعز، مطالبين بضرورة تفعيل أجهزة الأمن في المحافظة.
 
معركة تعز المؤجلة
 
وربط المحلل السياسي، ياسين التميمي، بين ما يحدث وسط محافظة تعز والتطورات الأخيرة التي شهدتها المخا.

وبين التميمي لـ"الموقع بوست" أن هناك من يصرف الأذهان إلى مقارنة غير عادلة، بين ما يتحقق بإسناد التحالف العربي على الساحل الغربي والعمليات في محيط تعز، وسط تواطؤ واضح على خذلان المقاومة واستهدافها.

وبحسب التميمي، فما يحدث في تعز هو معركة مؤجلة، وهدفها تقويض مكاسب المقاومة، وفرض واقع جديد، يشبه الذي حدث في عدن، وخلق مدينة "بلا روح وحياة، بلا ملامح، وأحزمة أمنية تطوق حياة الناس وتخنقها".

وأردف "كتائب أبو العباس، بدأت مهمتها اليوم، وتهدف إلى إعطاء انطباع، بأن تعز باتت في عهدة الفوضى والفصائل المتطرفة".
 
ضرورة القضاء على الفوضى
 
من جانبه، وصف الصحفي عبدالعزيز الصبري ما حدث بـ"المهزلة والعبث"، وقال إن الصراع الذي جرى تعز بغنى عنه في هذه الظروف.
 
 وأكد لـ"الموقع بوست" أن مثل تلك التصرفات غير مقبولة، ويتحمل مسؤوليتها قائد المحور في المحافظة، كون هذه الأعمال لم تحدث للمرة الأولى، مشددا على ضرورة عدم التساهل في مثل هذه الخلافات، وضرورة البت فيها ومعالجتها.
 
وعن الضرر الذي تسببه مثل تلك الممارسات على الجيش الوطني، أكد الصبري أن لا ضررا يلحق بهم، فأبطال الجيش يخوضون معارك مصيرية في جبهات المدينة، ويقدمون أرواحهم دفاعا عن تعز وأبناءها، حد تعبيره.
 
وأضاف الصبري أن تلك التصرفات والأعمال غير الأخلاقية هي حالة طبيعية وصحية، تعمل على تصحيح مسار المقاومة، وأرجع سببها إلى تأخر عملية دمج فصائل المقاومة بألوية الجيش الوطني، والتي من شأنها فرض هيبة الدولة.
 
وحمَّل قائد محور تعز المسؤولية، كونه لم يقم بمهامه كما ينبغي، معللا ذلك بالقول "كان يجب أن يُسلم غزوان لإدارة الأمن، واللجنة الأمنية من طرف صادق سرحان، ويتم تسليم صهيب من جانب أبو العباس".
 
حملات أمنية
 
وتسعى الجهات المختصة بتعز للحد من تفاقم مثل تلك الممارسات الفوضوية، وأقرت مؤخرا اللجنة الأمنية لمحافظة تعز فرض الأمن بالمدينة، وتسليم النقاط في المحافظة إلى الأمن والشرطة العسكرية، بالإضافة إلى إلغاء المسميات والعمل تحت قيادة المحور.
 
كما تم الاتفاق على تسليم مؤسسات الدولة للجهات المعنية الرسمية، وتمكين الجهات الرسمية من الإشراف المباشر على الإيرادات، بالإضافة إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين قيادة المحور وإدارة عام شرطة تعز، لمزاولة مهام الحملة الأمنية، وتمكين الجهات الرسمية من الإشراف المباشر على الإيرادات وفق خطة مدروسة.
 
وبدأت الحملة الأمنية بشكل عملي بتعز يوم السبت 21 يناير/كانون الثاني، بالانتشار في المناطق المحررة، وفرضت حظر تجوال الدراجات النارية، ابتداء من الساعة السابعة مساء، وحتى السابعة صباحا.
 
إلا أن تلك الإجراءات الأمنية لا يبدو أنها كافية، مع استمرار أعمال الفوضى التي قام بها المسلحون المحسوبون على السلطة الشرعية، وهو ما يتطلب بذل جهود أكبر من أجل استكمال تحرير تعز، والحفاظ على استقرارها عقب استكمال سيطرة الجيش الوطني عليها.
 


التعليقات