نادية عبدالله تروي لـ"الموقع بوست" ذكرياتها مع ثورة فبراير
- خاص السبت, 11 فبراير, 2017 - 09:30 مساءً
نادية عبدالله تروي لـ

[ نادية عبدالله وثقت أكثر من نصف مليون صورة ]

روت الناشطة والإعلامية الشبابية في ثورة فبراير، نادية عبدالله، لـ"الموقع بوست" قصة كفاحها أيام الزخم الثوري لثورة 11 فبراير المجيدة التي أطاحت بنظام المخلوع علي عبدالله صالح ونظام عهده الفاسد.
                          
كانت نادية أحد الثوار الذين وثقوا لمسيرة ثورة فبراير في مختلف محطاتها، من خلال عدستها التي واكبت المسيرات والفعاليات، ونقلتها للجمهور.
 
تقول نادية إن أجواء الثورة بكل يومياتها كانت في أوائل أيامها يشوبها الخوف، كون الشباب في الساحات كانت مواجهاتهم الأولى في الشوارع أمام الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، وأمام آلة القتل والحرب التي كانت تتخطف أرواح رفاقهم في أغلب شوارع مدن الثورة بداية من صنعاء فتعز فإب وعدن وغيرها من المدن اليمنية التي امتلأت بجموع الثائرين.
 


وأضافت: "على الجانب الشخصي كان شعوري كإمرأة لم أشعر بالخجل أو لم ألحظ النظرات المزدرئة من رفاق ثورتي، كنت أشعر أنني في باحة منزلي بين إخوتي وأخواتي وإحساسي بالحرية الكاملة في حمل الكاميرا والتقاط الصورة في أي مكان وأي زمان دون أدنى خوف أو منع".
 
وتابعت الناشطة الشبابية نادية عبدالله، وهي من أبرز الناشطات التي عملت في مجال التصوير الفوتوغرافي ووثقت آلاف الصور للفعاليات والمسيرات في ساحات الثورة بصنعاء، قائلة: "كنت أقرأ مرحباً بكم في أول كيلو حرية، وكانت هذه العبارة تلامس قلبي ووجداني بصدقية شعوري بها".


 
وعن مشاركتها في المسيرات الاحتجاجية المطالبة برحيل صالح قالت نادية لـ"الموقع بوست": "صوت المنصة كان يطرب أذناي وقلبي حينما أسمع المنادي يقول بصوته: ستكون هناك مسيرة اليوم في الساعة كذا وكذا ومكان التجمع في المكان المحدد"  مضيفة: "حينها كنت أسارع لتجهيز كاميرتي وانطلق لموقع التجمع قبل الوقت لأراقب بدء تجمع الناس وأتامل في وجوههم، وكان يلفت انتباهي تلك الوجوه الشائبة وتقاسيم وجهها تحمل تجاعيد اليمن ومشكلاته وهم بكامل حماسهم وهمتهم تصارع همة الشباب في المشي وتحمل مشقة المشي الطويل".
 
 تواصل نادية حديثها عن ثورة فبراير قائلة: "كنت أرى الأطفال الطامحين لعيش رغيد في يمن جديد، كنت أرى كبار السن من النساء يحملن الزهور والمشاقر والشذاب وغيرها من اللقطات التي لم تلتقطها عدسة كاميرتي، لكنها محفورة في عقلي ووجداني، وكانت كاميرتي حاضرة لي ورفيقتي لتوثيق تلك اللحظات بكل استطاعتها لنقلها لغير الحاضرين معي، ورغم كل ذلك لم تستطع الآلة لنقل كل تلك المشاعر التي مررت بها".

لن أنسى
 
وقالت الناشطة في الثورة الشبابية الشعبية: "لن أنسى، أول مرة بحياتي أشاهد إنسانا جريحا أو شهيدا، وذلك عندما رأيت بعض رفاقي يتساقطون بين دمائهم والبعض منهم يرتقون كالملائكة أمام عيني وعين كاميرتي"، مشيرة إلى أن "تلك اللحظات كانت هي الدينامو المحرك لي لمواصلة مشوارهم والنضال لقضيتهم والسير في تحقيق أهدافهم التي قدّموا أرواحهم لأجلها".



 
أكثر من نصف مليون صورة
 
وأضافت نادية "اعتقد أنني كنت حريصة كل الحرص بتوثيق كل الفعاليات في ساحة التغيير وتغطية كل المواجهات التي سقط فيها شهداء وجرحى ابتداءً من جمعة الكرامة وحتى آخر مسيرة لشباب الثورة، وكذلك تغطية جمع الثورة وكل  المسيرات التي كانت تنطلق منها"، وقالت: "في أرشيف كاميراتي أكثر من نصف مليون صورة فوتوغرافية، لكل صورة قصة تخفي خلفها الكثير من الألم والكفاح والأمل والطموح لأصحاب تلك الوجوه النقية".
 
وتضيف نادية: "تفاعل الشباب كان يسبقه تفاعل كبار السن من رجال ونساء في كل اللحظات وفي كل الظروف، بين المطر والحر والشمس والبرد وبين الرصاص وألة القتل التي كانت تتخطف أرواحهم".
 
وقالت: "أتذكر عندما كانت تعلن عن مسيرة إلى أماكن قد تعترضها قوات صالح وقد تتعرض للاعتداءات المسلحة، كان عدد المتظاهرين كبير جدا ومعنويات الشباب مملوءة بالحماس والتفاني أكثر من المسيرات التي كانت تخرج وتعود سالمة إلى الساحة".
 
جرائم صالح بحق الشباب
 
وعن الجرائم التي ارتكبها المخلوع صالح بحق شباب الثورة، تقول نادية: "صالح وقواته واجهوا الثوار بوحشية، وكانت عدستي تنقل فحش جرائمهم القذرة، و لم يراعوا سلمية الشباب وبراءة ثورتهم وأحلامهم العظيمة التي كانت تحلم فقط ببناء يمن جديد لكل أبناء اليمن".
 
وعن أصعب المواقف التي واجهتها الناشطة والإعلامية نادية عبدالله، أيام الزخم الثوري، قالت: "عندما كنت أرى أرواح رفاقي ترحل عنا بسلام، وكيف واجهة قوات صالح ثورة الزهور بالرصاص والموت".
 
وختمت نادية حديثها لـ"الموقع بوست" قائلة: "فبراير اليوم يواصل مسيرته وشباب الثورة يواصلون الطريق في السهول والجبال، ويحرسون جمهوريتهم ويستعيدونها دون خوف أو ملل".
 


 


التعليقات