تزايد التواجد الخارجي في اليمن.. بين الدوافع والمكاسب (تقرير)
- وئام عبدالملك الثلاثاء, 14 فبراير, 2017 - 10:32 مساءً
تزايد التواجد الخارجي في اليمن.. بين الدوافع والمكاسب (تقرير)

[ قوات عسكرية في باب المندب ]

يوما بعد آخر، يتزايد الحضور الخارجي في اليمن، مع دخول الولايات المتحدة الأمريكية مسرح الأحداث عقب تولي الرئيس الجديد دونالد ترامب للسلطة هناك.
 
ودفع الانقلاب الذي نفذته مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في اليمن على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى تزايد الحضور الدولي، بعد استشعار الخطورة التي تعصف بالملاحة الدولية جراء المحاولات المتكررة للمليشيات في السيطرة على مضيق باب المندب.
 
وتعمل أمريكا على زيادة نفوذها العسكري في المنطقة، بعد انكفاء الإدارة السابقة، بنشرها لحاملة طائرات في البحر الأحمر بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، بعد وصول قبل نحو أسبوعين مدمرة أخرى، إلى جانب المدمرة يو إس إس كول المتواجدة في مضيق باب المندب، ومدخل البحر الأحمر في خليج عدن، وفق موقع سبوتنيك الروسي باللغة الإنجليزية.
 
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، كريستوفر شيروود، إن واشنطن لديها قوة جاهزة للقتال في منطقة الخليج العربي، وخليج عمان، وبحر العرب، وخليج عدن، والبحر الأحمر، لردع أعمال العدوان التي تتعرض له قواتهم وشركاءهم.
 
وكانت واشنطن أرسلت، قبل أيام، حاملة الطائرات النووية "جورج بوش" إلى الخليج العربي، لحماية مصالحها وحلفائها.
 
وهناك مخاوف حقيقية من تحول اليمن إلى ساحة للاعبين جدد، نظرا لموقعها الإستراتيجي، كونها تتحكم بمضيق باب المندب أحد أهم ممرات الطاقة في العالم، فضلا عن وجود ثروات طبيعية كبيرة، كحقول النفط في المياه الإقليمية اليمينة، أو في المحافظات كمأرب وشبوة والجوف.
 
ويسعى الانقلابيون وحلفاؤهم في إيران والمنطقة إلى تهديد السفن الأمريكية في مضيق باب المندب عن طريق الحوثيين، الذين يستغلون السواحل الغربية التي ما تزال خاضعة لسيطرتهم، وهو ما ظهر مؤخرا في تصريحات زعيم مليشيات أبو الفضل العباس العراقية أوس الخفاجي.
 
ومنذ مارس/آذار 2015، تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، لدعم الشرعية من أجل استعادة الدولة من الانقلابيين، الذين تدعمهم إيران.
 
خارطة النفوذ
 
يقول المحلل العسكري، علي الذهب، إن النفوذ الخليجي حاليا هو الأوضح في اليمن، ويمثله الإمارات في المدن الساحلية بشكل خاص، لافتا إلى محاولتها التمدد شمالا وغربا بعد المخا، لكنه يعتقد أن محاولة القوات الشرعية إثبات وجودها في عدن، سيحدث تحولا في رقعة نفوذ أبوظبي والقوى الجنوبية التي تقف معها.
 
ويتابع لـ"الموقع بوست" قائلًا: "تمثل السعودية ذراع النفوذ الأخرى، ويبرز نفوذها في المناطق الحدودية البرية المشتركة، وأجزاء من الساحل الشمالي الغربي، معتمدة على بعض القيادات العسكرية والقبلية المعروفة".
 
أما عن إيران التي تقف إلى جانب الانقلابيين، فنفوذها محدود جدا في هذا التوقيت، بعد هزيمة وكلائها في جبهات القتال، حد قوله.
 
ووفقا لـ"الذهب" يمثل العنصر الخارجي في النفوذ في صف التحالف، الولايات المتحدة وبريطانيا، بوصفه المحرك الخفي، أو على الأقل الموجه، لكن هذا الموقع لن يدوم، فقد ينفجر الوضع في عدن فجأة بطريقة عفوية أو مدبرة، يكون معها التحالف العربي عاجزا عن احتواء الأزمة.
 
ويُحذر من تتسلل قوى الغرب، تحت أي غطاء وتحييد الصراع في مناطق الوسط والشمال، بعيدا عن مناطق الساحل، لأن الصراع سيثير فيها تداعيات كبيرة على مصالح تلك القوى.
 
طبيعة النفوذ وخطورة الانقلابيين
 
وعن التواجد الأمريكي في السواحل اليمنية، يذكر المحلل السياسي فيصل علي أنه جاء بغرض مساندة التحالف، وحفظ أمن البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وخطوط الملاحة الدولية.
 
ويتابع لـ"الموقع بوست" قائلًا: "أمريكا متواجدة في تلك المناطق من قبل 2011، وتعزيز تواجدها الهدف المعلن منه حفظ أمن المنطقة، بحكم أن الأمريكان شرطي العالم".
 
ويُبيّن أن "الأمريكان يعلمون أن بريطانيا تتخفى خلف القوات الإماراتية، بحثا عن دور مستقبلي في المنطقة"، مؤكدا أن التداعي الدولي لليمن هو بسبب الانقلاب الذي قاده الحوثي وصالح، وتقف خلفه قوى دولية تبحث لها عن أدوار إقليمية في المنطقة.
 
والخطر على اليمن- بحسب علي- هو بقاء الانقلابيين في السلطة، أو في أجزاء منها مهما صغرت، كونهم "سيجلبون المزيد من المصائب على البلاد"، حد تعبيره.
 
وعن إمكانية تدخل موسكو الذين يسعى الانقلابيون لجرهم إليه، يقول المحلل السياسي إن الروس يعلمون أن لا مكان لهم في المنطقة، ولن يغامروا بالدخول في قضايا شائكة "ربما إيران تمنيهم بالدخول، لكن الأمنيات تظل بعيدة لأن الواقع مختلف، والروس في الأساس والصين أيضا من أوائل من ساندوا ثورة 26 سبتمبر 1962، ولا يمكن أن يخسروا تاريخهم وعلاقاتهم المتينة مع الشعب اليمني، لأجل مجموعة منبوذة في الجبال، وليس لديها مشروع حكم حقيقي"، يضيف علي.
 
ويعتبر أن "الحل هو في أن يساند العالم اليمن في الخروج من محنته، وإعادة الشرعية والسلطة لإدارة البلاد، فحفظ الأمن والسلام فيها، يعني حفظه في بقية الإقليم".
 
يُذكر أن هناك مخاوف على الملاحة الدولية، من استمرار سيطرة الانقلابيين على السواحل الغربية، فضلا عن إمكانية استخدام ملف الإرهاب، كشماعة تستغلها بعض القوى، لخلط الأرواق أكثر في اليمن.
 


التعليقات