ماذا يعني استهداف مليشيا الحوثي لحزب المؤتمر في صنعاء؟ (تقرير)
- وئام عبدالملك الخميس, 16 مارس, 2017 - 04:52 مساءً
ماذا يعني استهداف مليشيا الحوثي لحزب المؤتمر في صنعاء؟ (تقرير)

[ أثناء التوقيع تشكيلة المجلس السياسي للتحالف بين صالح والحوثيين (أسماء) ]

كثّف الحوثيون مؤخرا من استهدافهم لقيادات وأعضاء من حزب المؤتمر الشعبي العام التابع لجناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح في العاصمة صنعاء، وذلك في مؤشر على تصاعد حدة الخلاف بين الطرفين اللذين يجمعهما تحالف واحد.
 
وبلغت تلك الخلافات ذروتها، بعد استهداف مليشيا الحوثي الانقلابية، لوزراء فيما يسمى بـ"حكومة الإنقاذ الوطني" التي شكلها الحوثيون وصالح مناصفة نهاية العام الماضي، إضافة إلى رفع شكاوى بإعلاميين مؤتمريين إلى نيابة الصحافة والمطبوعات من قبل قيادات حوثية.
 
ودفعت تلك التصرفات مجلس النواب المصنف على حزب المؤتمر إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة الاعتداءات التي تطال قيادات مؤتمرية من وقت لآخر، سواء في الحكومة المشكلة بين الجانبين، أو القيادات الإعلامية المنتمية لحزب المؤتمر.
 
تفرد بالسلطة ولي ذراع
 
يعتبر الإعلامي في حزب المؤتمر كامل الخوذاني أن حملات الإساءة والاستهداف التي تطال أعضاء وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء دليل تخبط يعانيه ويعايشه الحوثيون.
 
وعن توقيت استهداف الحوثيين للمؤتمريين، بيَّن لـ"الموقع بوست" أنه جاء بعد إعلان تشكيل المجلس السياسي، والمطالبة بخروج ما تسمى بـ"اللجان الثورية" المسلحة المسيطرة على المؤسسات، وتركها للمشهد السياسي وقرار إدارة السلطة والسيطرة على مفاصل الدولة.
 
ويضيف في تصريحه لـ"الموقع بوست": "وهو الأمر الذي عدَّته اللجان الثورية ومشرفيها الفاسدين (أحد أجنحة الحوثيين)، استهدافا لهم، ما دفعهم لحالة من التخبط، ومحاولة إثبات وجودهم وبقائهم عن طريق تلك الممارسات التي وصل بعضها للاستهداف المسلح، لإجبار المؤتمر على التراجع والانزواء أو الانسحاب من المجلس السياسي والحكومة، لينفردوا بالسلطة كما كان سابقا".
 
وينظر إعلاميون في حزب المؤتمر إلى تلك الممارسات باعتبارها دليلا واضحا أن جماعة الحوثي لا تؤمن بالشراكة، ولا تهتم بمصلحة اليمن قدر اهتمامها بالتفرد بالسلطة، على حد تعبير الخوذاني.
 
الخوذاني والذي رفعت بحقه هو الآخر دعوة قضائية وتعرض للملاحقة، أكد أن الحوثيين حريصون على الحصول على موارد وايرادات الدولة والسلطة، وإن كانت لا تخضع سوى محافظتين أو ثلاث لسيطرتهم، وسواء عبر إشعال حرب شوارع بينهم وكل الأطراف حتى تلك المصنفة كحليف لها مثل حزب المؤتمر.
 
وظهر الرئيس المخلوع صالح في أكثر من خطاب داعيا أنصاره إلى عدم الانجرار، وتهدئة حدة الخلافات مع الحوثيين، لتوحيد ما يسمى بالجبهة الداخلية.

ويرتبط حزب المؤتمر في صنعاء بتحالف سياسي في ما يسمى "المجلس السياسي"، و"حكومة الإنقاذ"، وتحالف عسكري ميداني.

توقيت غير مناسب للرد
 
يذهب الكاتب الصحفي فؤاد مسعد إلى أن الظروف التي يمر بها الحوثيون وصالح، أجبرت كل طرف على التعايش مع الآخر، ليس رغبة في ذلك ولكنها ضرورة الحرب، فعملا معا على تأجيل خلافاتهما حتى تتغير الظروف.
 
غير أن ثمة متغير رجح الكفة لصالح الحوثيين -كما يعتقد مسعد في حديثه لـ"الموقع بوست"- وقال بأنهم أصبحوا مؤخرا قادرين على إلحاق الضرر بحليفهم، ولم يتورعوا عن استهداف أتباع صالح بكل الوسائل الممكنة.
 
ولا يزال صالح وبدافع من رغبته في إظهار جبهته الداخلية متماسكة، يقنع أتباعه بالتحمل والصبر، لأن ما يواجهونه من قبل التحالف العربي والجيش الوطني والمقاومة الشعبية أهم وأكثر خطورة، حسب مسعد.
 
وتطرق إلى تباين وجهتي نظر بعض أنصار صالح والحوثيين، فأتباع الأول يرون أن اعتداءات الحوثيين عليهم مجرد نيران صديقة ستتوقف، بينما يعتقد الطرف الثاني أن أنصار الرئيس السابق متواطئين في هذه الحرب ويجب معاقبتهم كل بما يستحق.
 
ولا يستبعد الكاتب الصحفي مسعد أن تطال اعتداءاتهم القادمة صالح نفسه، فهو يظل قاتل سيدهم حسين الحوثي مؤسس الحركة الحوثية.
 


التعليقات