دعوات التظاهر ضد إقالة عيدروس الزبيدي في عدن.. بين التأييد ورفض الشارع (تقرير)
- عدن - أدهم فهد السبت, 29 أبريل, 2017 - 08:58 صباحاً
دعوات التظاهر ضد إقالة عيدروس الزبيدي في عدن.. بين التأييد ورفض الشارع (تقرير)

[ جانب من مظاهرة أمس الجمعة ضد إقالة عيدروس الزبيدي في عدن ]

دعا صحفيون وناشطون محسوبون على الحراك الجنوبي الانفصالي المواطنين في العاصمة المؤقتة عدن إلى الخروج في تظاهرات شعبية، للتعبير عن دعمهم للمحافظ السابق عيدروس الزبيدي، ورفضاً لقرار إقالته، إلا أن هذه التظاهرات شهدت حضوراً فاتراً في أولى أيامها، لتعكس مدى القبول الشعبي بالقرارات الرئاسية، والتي بموجبها تم تعيين الشخصية الاقتصادية عبدالعزيز المفلحي محافظاً لعدن.
 
واحتضن الشارع الرئيسي بالمعلا، بعد ظهر اليوم الجمعة، تظاهرة محدودةً للعشرات من المواطنين الرافضين لقرار إقالة عيدروس الزبيدي من منصب محافظ محافظة عدن، واصفين مصدر القرار بالشرعية "الإصلاحية" ويقصدون بذلك حزب التجمع اليمني للإصلاح، مطالبين في الوقت نفسه عيدروس الزبيدي برفض هذا القرار والاستمرار في منصب محافظ عدن.
 
وشملت دعوات التظاهر هجوماً حاداً على قيادة الشرعية ممثلةً بالرئيس عبدربه منصور هادي، ونائبه الفريق علي محسن الأحمر، حيث شملتهم اليوم شعارات التظاهرة المقامة في الشارع الرئيسي بالمعلا.
 
وفي الوقت نفسه بقي موقف عيدروس الزبيدي، والذي عُين سفيراً بوزارة الخارجية عقب إقالته من منصب محافظ محافظة عدن، غامضاً كونه لم يبارك القرار أو يهنئ المحافظ الجديد، كما تقتضيه البروتوكولات الرسمية.
 
وتعليقاً على ذلك، يقول الناشط مختار الجونة إن دعوات الخروج للتظاهر رفضاً لقرارات الرئيس هادي لا تخدم المصلحة العامة لعدن وأهالي عدن، خاصةً في هذه المرحلة الحرجة والحاسمة حيث باتت العاصمة المؤقتة عدن على أعتاب إعلان إقليمها، حسبما أقرت مخرجات الحوار الوطني المدعومة دولياً وإقليمياً.
 
ويضيف الجونة في حديثه لـ"الموقع بوست" أن مثل هذه الدعوات الشاذة لا تمثل شخص المحافظ السابق عيدروس الزبيدي، كونه يعد أحد أعمدة الشرعية في المحافظات الجنوبية، وقد صرح لأكثر من مرة بأنه يقف خلف الرئيس هادي وقيادة التحالف العربي.
 
وتابع "الشخصية البديلة لمنصب محافظة عدن تحظى باحترام كافة شرائح المجتمع، مما يجعل احتمالية الحشد لرفض القرارات الرئاسية, صعبةً للغاية"، معتقداً بأن عيدروس الزبيدي نفسه لم يبدِ اعتراضه على هذا القرار.
 
واختتم حديثه لـ"الموقع بوست" بالقول"على المواطنين في عدن أن يكونوا على قدرٍ من المسؤولية في التعاون مع المحافظ الجديد، ويتنبهوا من الانجرار خلف الشائعات التي روج لها أصحاب المصالح الضيقة".
 
مقاطعة شعبية
 
وبدت التظاهرات المؤيدة للمحافظ المقال هزيلة في أولى أيامها بالرغم من الضخ الإعلامي المتواصل على وسائل التواصل الإجتماعي، إلا أنها لم تلق استجابة فعلية لدى المواطنين.
 
ويرى المواطن عبدالرحمن الأكحلي بأن دعوات الخروج في تظاهرة مؤيدة للمحافظ المقال ورفضا للقرارات الرئاسية، لا تهم المواطن البسيط بقدر ما يهمه تحسين مستوى المعيشة و الخدمات.
 
وقال "لم نلمس أي تحسن ملحوظ في مستوى الخدمات أو وضع المؤسسات الإيرادية، حيث اقتصر التحسن في الملف الأمني فحسب، لكن الشارع العدني يطمح للمزيد".
 
وأفاد بأنه أشارك في أي تظاهرة تدعوا لرفض توجيهات قيادة الشرعية، كونها لا تخدم سوى الانقلابيين، مشيرا إلى أن المواطنين في عدن يأملون أن تشهد مدينتهم ازدهارا يليق بمكانتها كعاصمة مؤقت للبلاد.
 
وأشار إلى أن تعيين شخصية اقتصادية كالدكتور عبدالعزيز المفلحي محافظاً لعدن، ستمثل بكل تأكيد خطوة للأمام للعاصمة المؤقتة وسكانها، وهذا هو الأهم، حد قوله.

أما الناشط الإعلامي أكرم البجيري فيقول بأن أغلبية الناس في عدن من دون توجه سياسي، ولا تعيرهم أي دعوات سياسية للتظاهر أي اهتمام، فلم يعد يهم المواطن العدني إلا توفر الخدمات.
 
ويتابع البجيري حديثه لـ"الموقع بوست" بالقول إنه لم يعد المواطن في عدن يسمح بأن يتعرض للاستغلال من قبل أطراف سياسية خيبت آماله، ويكون وسيلة لوصولهم للسلطة، فقد كان المواطن البسيط في عدن قبل أيام يرى هؤلاء الذين يدعونه اليوم للتظاهر، يقفون ضد الاحتجاجات المطالبة بتحسين الخدمات إبان فترة تولي عيدروس الزبيدي لمنصب محافظ عدن، بل كانوا يصفون من يشارك في تلك التظاهرات بالمخربين والمخلين بالأمن العام.
 
وأضاف بأن التظاهرات التي ستشهدها شوارع عدن خلال الأيام القليلة القادمة ستكون ذات حضور باهت، لافتا إلى احتمال حشد مئات المواطنين من الأرياف إلى عدن، وتصويرهم على أنهم ممثلون عن أهالي عدن.


 


التعليقات