هل توظف الإمارات التدخل الأمريكي باليمن لصالحها؟
- الجزيرة نت الجمعة, 26 مايو, 2017 - 07:17 مساءً
هل توظف الإمارات التدخل الأمريكي باليمن لصالحها؟

[ أرشيفية ]

تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية الأمريكية ضد عناصر يشتبه ارتباطها بتنظيم القاعدة في اليمن منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقاليد السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي، سواء بالضربات الجوية بطائرات مسيّرة، أو بالإنزال الجوي وبمشاركة الأباتشي، وآخرها الإنزال الأمريكي الذي استهدف الثلاثاء الماضي قرية الخثلة بمديرية الخوبة جنوبي محافظة مأرب.
 
ويرى مراقبون أن "هناك توظيفا سياسيا واضحا من وراء التصعيد الأمريكي باليمن باتجاه الحرب على ما يسمى الإرهاب، في ظل اتساع مساحة العنف والحرب والدماء التي جاءت بفعل انقلاب مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على السلطة الشرعية".
 
وفي هذا الإطار، قال الباحث السياسي ياسين التميمي إن "ما يحدث اليوم في اليمن أن ثمة أطرافا إقليمية تقوم باستدعاء القاعدة، كما تستدعي أمريكا لتثبيت شراكة ثنائية أساسها الحرب على الإرهاب في أرض ثالثة هي اليمن، وهذا الطرف الإقليمي تمثله حكومة أبو ظبي التي جاءت في إطار التحالف العربي".
 
مسار مختلف
 
وقال التميمي -في حديث للجزيرة نت- إن "أبو ظبي أخذت مسارا مختلفا مضادا للسلطة الشرعية، وهي اليوم تصفي حساباتها مع الأحزاب المحسوبة على ثورة 11 فبراير/شباط 2011، خصوصا حزب التجمع اليمني للإصلاح، وتحاول أن تغطي من خلال العمليات المشتركة التي تنفذها مع الجيش الأمريكي على مخططها الأخطر وهو تقسيم اليمن".
 
وأشار إلى أن "العمليات الأمريكية تحدث في مناطق نفوذ السلطة الشرعية، وتريد أن تظهرها بأنها أوكار للقاعدة وليست مناطق محررة من الحوثيين، وهذا يندرج في إطار الحرب المجنونة التي تشنها أبو ظبي على السلطة الشرعية في عدن، وتحاول نقلها إلى مأرب الموالية كليا للشرعية".
 
وفي هذا الشأن يرى التميمي أن "التوظيف السياسي لورقة الإرهاب هي الحرب الحقيقية والأخطر التي يتعرض لها اليمن، ويراد منها التغطية على الترتيبات المشبوهة التي تستهدف جغرافيته السياسية ووحدته وحريته واستقلاله".
 
من جهته، رأى الباحث السياسي توفيق السامعي أن "تركيز أمريكا عملياتها العسكرية ضد القاعدة -بحسب مزاعمها- في محافظتي البيضاء ومأرب، يأتي بناء على تقارير ترفعها عناصر استخباراتية يمنية تتبع الرئيس المخلوع وموالية للحوثيين، هدفها الانحراف بمجريات الحرب ضد الانقلاب في اليمن".
 
مهادنة الحوثيين
 
واستغرب السامعي -في حديث للجزيرة نت- من "غض واشنطن الطرف عن الإرهاب الحوثي الذي دمّر كل شيء في اليمن"، ولفت إلى "استهداف واشنطن بعقوباتها أشخاصا من البيضاء ومأرب صنفتهم أنهم داعمون للإرهاب، وهم لا يمتون بصلة للقاعدة، ومعروفون بأنهم من قيادات المقاومة الشعبية المناهضون للمشروع الحوثي، وهذا يضع علامات استفهام كبرى حول التحركات الأمريكية".
 
كما أشار إلى أن "مليشيا الحوثي تعد الذراع الإيرانية في اليمن والجزيرة العربية، فيما الولايات المتحدة تبقي على هذه الذراع الإيرانية فزاعة لابتزاز دول الخليج".
 
ويعتقد السامعي بوجود "مخطط دولي يمتد من العراق وسوريا إلى اليمن، فيما يسمى الحرب على الإرهاب لمصالح أمريكية بحتة، في وقت بات واضحا فيه دعم طهران للقاعدة واستضافتها لقيادات التنظيم في إيران".
 


التعليقات