سكان مدينة تعز.. رمضان "ثالث" من الجوع والموت والدمار
- تعز - وئام الصوفي الجمعة, 26 مايو, 2017 - 07:54 مساءً
سكان مدينة تعز.. رمضان

[ أرشيفية ]

للعام الثالث على التوالي يقبل الشهر الكريم على سكان مدينة تعز على غير العادة، فالموت اليومي والجوع والدمار وغيرها من النتائج الكارثية التي خلفها الحصار والقصف المستمر من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية على المدينة.
 
حيث توسعت دوائر المعاناة بل صارت أكثر قسوة لاسيما وشريحة واسعة من الناس أضحت بلا فرص عمل، بعد أن أنهى الحصار والقصف المستمر منذ عامين وأكثر على مدينة تعز كل سبل عيشهم ومصادر دخلهم وصار السواد الأعظم من المواطنين تحت خط الفقر.
 
ذكرى أليمة

 عزيزة علي أم لأربعة أطفال، وهي في ذات الوقت أرملة فقدت زوجها جراء سقوط قذيفة مدفعية للمليشيات الانقلابية على منزلهم في حي ثعبات، ولم تقف الأضرار بحصد روح زوجها وحسب، بل تعدت إلى ابنه الأوس محمد البالغ من العمر 8 أعوام، لتبتر قدمه اليسرى، كما أصيبت طفلتها الصغيرة إيمان (3 أعوام) بشظية في رجلها.
 
ولم تكتف مصائب الحياة بذلك القدر بل وألقت بهمومها على كاهل الزوجة والأم عزيزة، والتي تفاجأت أنها مسؤولة عن تربية أطفالها بعد استشهاد زوجها الذي لم يكن يمتلك أي مصدر دخل آمن، فقد كان يعتمد في كسبه على بيع القات.
 
تتحدث عزيزة عن شهر رمضان وكيف سيكون هذا العام، تتحدث والدموع تنهمر بغزارة على خديها وحشرجة قاسية تخنق كلماتها ومرارة مؤلمة تحكي تفاصيلا لم تستطع الحروف والكلمات الإفصاح عنها، فتقول لـ"الموقع بوست" وهي تتذكر "قبل أن يأتي الحوثيون بالقتل والدمار على أهل تعز كانت حياتنا كحياة بقية الناس آمنين في منازلنا ولقمة العيش متوفرة وكذا مطالب واحتياجات الأطفال".

وتضيف "كان شهر رمضان لا يأتي إلا وقد وفرنا جميع احتياجاته ونكون فرحانين بقدومه، ولكن تغير الحال بعد أن كنا معززين ومكرمين في بيوتنا أصبحنا نتسول من الناس، لأوفر ما أستطيع الحصول عليه من مأكل ومشرب وعلاج لأطفالي".
 
 أوجاع ومآسي

كلنا نتذكر مجزرة ثالث أيام رمضان من العام الماضي التي راح ضحيتها المواطنة خديجة سلطان البالغة من العمر 31 عاما مع جنينها إلى جانب أطفالها: سلطان (8 سنوات)، وأحمد (7 سنوات)، وأصغرهم بشير (5 سنوت) في حي الشماسي المكتظ بالنازحين.
 
سلطان والد الشهيدة خديجة هو الآخر سيكون له مع رمضان الحالي ذكريات مؤلمة بالطبع ستختلف كليا عن سابقيه، فمائدة الإفطار في رمضان لهذا العام لن تجمعه بابنته وأطفالها الذين قتلوا في الثالث من شهر رمضان الماضي بصاروخ كاتيوشا سقط على إحدى المدارس التي نزحوا إليها.

يقول سلطان لـ"الموقع بوست" متسائلا "كيف سنستقبل رمضان والقصف من كل جانب؟ العام الماضي فقدت ابنتي وأطفالها وهذا العام لا أعلم ماذا يخبئ لنا القدر؟".

وأضاف سلطان "نحن من يطلق عليهم الأخدام -أي الفئة المهمشة- نلاقي صعوبات كثيرة لا عمل ولا مساعدات وها نحن نتسول من شارع لشارع لكي نعول أسرنا".

عزيزة وسلطان ليسا الوحيدين في الحياة المرعبة، فهناك مئات الآلاف من المواطنين في تعز المحاصرة سيستقبلون شهر رمضان بأوجاع الحرب ومآسي القصف والحصار وتفاصيل أوجاعها، ولن يكون هذا الشهر بالنسبة لهم سوى شهر يزيد في أوجاعهم ومعاناتهم.
 


التعليقات