باسكن روبنز تحكي قصة دخول منتجاتها من الآيسكريم لليمن رغم الحرب.. 60 نقطة تفتيش ودفع الرسوم لحكومتين
- ترجمة خاصة الجمعة, 30 يونيو, 2017 - 01:14 صباحاً
باسكن روبنز تحكي قصة دخول منتجاتها من الآيسكريم لليمن رغم الحرب.. 60 نقطة تفتيش ودفع الرسوم لحكومتين

[ صورة كرتونية نشرتها المجلة لتجسيد الواقع داخل اليمن ]

نشر موقع مجلة ذي إيكونوميست البريطانية على الإنترنت تقريرا عن عملية دخول منتجات الآيسكريم التي تنتجها شركة باسكن روبنز إلى اليمن رغم الحرب الدائرة هناك منذ نحو عامين.
 
في مقدمة التقرير الذي جاء تحت عنوان "كيف يحصل اليمن الذي مزقته الحرب على الآيس كريم" يقول الموقع إن الكوليرا أصابت 200 ألف حالة في اليمن، إضافة الى ارتفاع معدلات سوء التغذية، والعجز الحكومي عن دفع رواتب الموظفين.
 
يقول التقرير إنه رغم ذلك فإن باسكن روبنز ظلت حاضرة بامتياز داخل العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وإنها أضافت فرعا جديدا إلى فروعها الخمسة السابقة، وأصبح لديها أكثر من 16 ألف عميل، وبات منتجها المسمى " برالينس" هو الأكثر مبيعا، وفقا لأحد موظفيها هناك.
 
وأرفق التقرير بصورة كرتونية لمقاتل يمني بدا ملتحيا وجالسا على الأرض، ويمسك بيده اليمنى نوعا من الآيسكريم، بينما يده اليسرى تمسك ببندقية، في إشارة لوصول منتجات الشركة إلى الداخل اليمني رغم الحرب.
 
يتحدث التقرير عن طرق شحن منتجات الآيسكريم إلى اليمن، ويقول "عندما بدأت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة القصف في مارس/آذار 2015، أصبح الحصول على الإمدادات بسرعة مشكلة".
 
ويواصل "يتم شحن المواد من أمريكا، ولكن القصف الذي أصاب وحدات التبريد في عدن، والميناء الجنوبي، والطرق الشمالية كانت غادرة، ولذا قامت باسكن روبنز بإعادة توجيه طلباتها عبر منطقة صلالة في سلطنة عمان".
 
وفي كل شهر يتم تسيير شاحنة الفريزر محملة بمخزونها الطازج من 20 من النكهات المتنوعة، وتقطع طريقا يصل إلى 1500 كيلومتر عبر الصحراء، وفق عاملين بالشركة.
 
وتقول المجلة في التقرير الذي ترجمه "الموقع بوست" إن تلك الرحلة عبر الصحراء عادة ما تكون مكلفة ومرهقة، لكنها في الغالب آمنة، وتشير إلى وجود نحو 60 نقطة تفتيش على طول ذلك الطريق، ويقوم أفراد تلك النقاط باستلام مبالغ مقابل المرور، لكنهم لا يفتشون تلك الشاحنات حفاظا على برودة الآيسكريم، وعدم تعرضه للذوبان.
 
وتقول الشركة إن رسوم الاستيراد لمنتجاتها في اليمن ضاعف التكاليف المادية عليها، حيث إنها تقوم بدفع الأموال مرتين، الأولى للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في المعبر العماني، والثانية تذهب للمتمردين في المكتب الجمركي الجديد الذي تم إنشاؤه في الطرق الجبلية المؤدية إلى العاصمة صنعاء.
 
ورغم ذلك تقول الشركة إن هذا الأمر لا يزال يتحول إلى ربح في بلد ترتفع درجة حرارته إلى 50 درجة مئوية، وتؤكد أن من بين ثمانية منافذ في الشمال حيث يسيطر المتمردون الحوثيون، تم إغلاق منفذ واحد بسبب قربه من قاعدة عسكرية.
 
وفيما يتعلق بوضع الشركة في جنوب اليمن، قالت الشركة إن مناطق الجنوب كانت أكثر إشكالية، وتقول إن المتمردين الحوثيين المحاصرين لمدينة تعز دمروا مبنى شركة باسكن روبنز الوحيد في المدينة عبر استهدافه بالمدفعية.
 
وتشير إلى أن المتمردين الحوثيين أثناء اقتحامهم لمدينة عدن في العام 2015 نهبوا وقصفوا ثلاثة من محلات الآيسكريم في عدن، وتم إعادة بناء أحد المحلات مجددا، والتوصل إلى اتفاق يسمح بدخول المنتجات مرة أخرى إلى عدن.
 
ويقول أحد العاملين في الشركة إن "الأعمال المالية تظل هي نفسها قائمة، بينما أيضا يستمر القتال في اليمن، وعندما تعزز الحرص فرص أمرائها للابتزاز فإنهم لا يتوقفون أبدًا".
 
* نشرت هذه المقالة في قسم الشرق الأوسط وأفريقيا من النسخة المطبوعة لمجلة ذي إيكونوميست تحت عنوان "حلوى البرالين وراء خطوط المعركة"، ويمكن قراءتها من موقع المجلة الإلكتروني عبر هذا الرابط.
 


التعليقات