ما هي دلالات وأبعاد حرب الإمارات على القاعدة في اليمن؟ (تقرير)
- وئام عبدالملك الأحد, 06 أغسطس, 2017 - 08:06 مساءً
ما هي دلالات وأبعاد حرب الإمارات على القاعدة في اليمن؟ (تقرير)

[ تقدم الإمارات نفسها للمجتمع الدولي كشريك فاعل في الحرب على الإرهاب ]

بالرغم من أن الجيش الإماراتي تحدث عن انطلاق عملية عسكرية ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لكن معظم المصادر المحلية والمطلعة في محافظة شبوة شرقي اليمن، لا تتحدث عن اشتباكات، وإنما عن انتشار لقوات "النخبة الشبوانية" المدعومة إماراتيا.

يوم الخميس 3 أغسطس/آب تحدث الجيش الإماراتي عن انطلاق تلك العملية العسكرية، وعقبه إعلان من البنتاغون (مقر وزارة الدفاع الأمريكية) عن مساندة القوات الأمريكية لـ"قوات النخبة الشبوانية" في محاربة الإرهاب في شبوة.

وكالة أنباء الإمارات (وام) ذكرت أن قوات النخبة الشبوانية التي تدعمها الولايات المتحدة والإمارات، شنت عدة غارات على فرع تنظيم القاعدة باليمن في محافظة شبوة يوم الخميس، فيما تحدثت وكالة رويترز عن انسحاب عناصر القاعدة إلى الجبال دون قتال عقب تقدم تلك القوات.

لكن محللون يشككون في جدوى تلك العملية العسكرية، وكذلك في وجود القاعدة في شبوة كونها تتمركز -وبشكل بسيط فقط- في منطقة عزان، التي سبق وأن استهدفت الطائرات الأمريكية دون طيار بعض المشتبهين بانتمائهم للتنظيم هناك.

وينتقد مراقبون إطلاق الإمارات لتلك العمليات العسكرية، لأن الإعلان عنها تم بعيدا عن الحكومة اليمنية أو التحالف العربي.

ويعزو عديد من المتابعين نشاط الإمارات في ملف الإرهاب، إلى رغبتها بتوطيد علاقتها مع واشنطن، والسيطرة على المناطق الغنية بالثروات كشبوة وحضرموت التي سبق وأن كررت ذات السيناريو فيها، وشكلت هناك قوات مدعومة من قِبلها تحمل اسم "النخبة الحضرمية"، ما يعني تفخيخ مستقبل اليمن عقب انتهاء الحرب.

تحسين صورتها

في وقت سابق وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش التابعة للأمم المتحدة، عشرات من حالات الاعتقال في سجون سرية تشرف عليها الإمارات، أو قوات يمنية موالية لها في جنوب اليمن. فيما تحدثت صحيفة لوموند الفرنسية عن إدارة أبوظبي لثمانية عشر سجنا في جنوب البلاد.

وتحاول دولة الإمارات –كما يرى الصحافي والباحث السياسي عدنان هاشم- الظهور بصفتها شريك في مكافحة الإرهاب، للتغطية على فضائح السجون السرية في المحافظات الجنوبية.

ووفقا لـ"هاشم" الذي صرح لـ"الموقع بوست" فإن العملية العسكرية التي أعلنت عنها الإمارات الخميس، تُثير الكثير من التساؤلات، لعدم حدوث اشتباكات بينها والعناصر المتطرفة، وتركيز تلك القوات على السيطرة على المراكز الحكومية والأمنية وحتى الشركات النفطية وحقول النفط، فيما أعضاء القاعدة موجودون في الوديان والجبال، وليس في مراكز المديريات.

كما انتقد انفراد الإمارات بالإعلان عن انطلاق تلك العملية العسكرية، لتظهر بذلك أبوظبي بصفتها الحاكم الشرعي للبلاد وليس دولة مساندة لحكومة شرعية.

وأشار إلى أن قوات "النخبة الشبوانية" المكونة من رجال قبائل محددة تم اختيارهم بعناية، وانتشارهم في مناطق قبلية أخرى، يعمل على خلق توتر أمني ويجعل القبائل الأخرى أكثر قرباً من تنظيم القاعدة.

وبرأيه فإن القوات التي تشكلها الإمارات في المحافظات الجنوبية، تشير بشكل واضح إلى حالة التقسيم، بإيجاد قوات محلية بناء على هوية فرعية، وليس الهوية الوطنية الجامعة، ما يعني معاناة أكبر إذا حاولت السلطة الشرعية فرض وجودها في تلك المناطق.

تمدد.. وتجاهل الشرعية

ويرى مراقبون أن هناك تشابها بين طريقة تمدد الحوثيين في المحافظات اليمنية، وطريقة تمدد الإمارات التي تتم تحت يافطة الحرب ضد الإرهاب.

وبالنسبة للإعلامي عبدالله الحرازي، فقد أصبح كل تحرك  تقوم به الإمارات في اليمن موضع شك وريبة، نتيجة تراكم مواقفها السابقة التي لم تفضِ إلا لواقع احتلالي لن يطول به الأمد.

وفي حديثه لـ"الموقع بوست" اعتبر "تحرك أبوظبي في شبوة تحت مزاعم ملاحقة تنظيمات إرهابية لم نسمع لها أي تحرك من قبل، هي  بغرض واضح ومكشوف يتمثل بمد سيطرتها إلى تلك المحافظة النفطية، والتي تحتضن ثاني أهم مصنع   للغاز المسال في المنطقة".

وبالنظر إلى التهديدات التي تعانيها الإمارات جراء اعتمادها على 60% من وارداتها من قطر التي تخوض معها حاليا صراع وجود، يبدو الأمر واضحاً كالشمس من الأهداف الإماراتية للتحرك المشبوه في شبوة بمليشيات جديدة جهزتها وأطلق عليها "النخبة الشبوانية"، وهي نسخة من مليشياتها في عدن التي تحمل اسم "الحزام الأمني"، وفي حضرموت "النخبة الحضرمية"، بحسب قوله.

ولفت الحرازي إلى ما أطلق عليه "معركة الاستلام والتسليم" التي حدثت بين القوات المدعومة إماراتيا التي دخلت المكلا بحضرموت، والجماعات التي كانت تسيطر عليها، دون ظهور أي علامات تدل على وقوع معارك هناك، برغم حديثهم عن مصرع 800 إرهابي، دون أن تُظهر وسائل الإعلام جثثهم.

وتعجب الحرازي في ختام حديثه من استمرار الإمارات  في مسرحياتها علي الأرض، وسط غياب و صمت حكومي مريب يشي بحالة الخنوع والموت السريري للشرعية اليمنية، التي استدعت التحالف العربي لمساعدتها، ثم قام بالتهامها بهذا الشكل المخزي تاريخيا.

الجدير بالذكر أن النخبة الشبوانية التي قام الجيش الإماراتي بتدريبها، ظهرت ولأول مرة في ديسمبر/كانون الأول 2016.


التعليقات