ماذا وراء اتهام دول الحصار جمعيات يمنية بالإرهاب؟
- الجزيرة نت الأحد, 13 أغسطس, 2017 - 12:09 مساءً
ماذا وراء اتهام دول الحصار جمعيات يمنية بالإرهاب؟

[ أحد المشاريع الطبية الخيرية التي أنشأتها جمعية الإحسان ]

أثار تصنيف دول حصار قطر الأربع مؤسسات خيرية وأفرادا من اليمن ضمن قائمة "داعمي الإرهاب" تساؤلات عن دوافع استهداف التيار السلفي الحركي المعتدل.

ويستغرب كثير من اليمنيين اتهام نشطاء التيار السلفي اليمني بـ"الإرهاب"، وهو المعروف بانفتاحه على العمل السياسي والحزبي والمعترف به رسميا والذي يساهم في أعمال إغاثة وتقديم مساعدات لشرائح مختلفة بالمجتمع اليمني.

وشملت القائمة التي أصدرتها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر ثلاث مؤسسات خيرية يمنية، هي جمعية "الإحسان" ومؤسستا "الرحمة" و"البلاغ"، وثلاثة من المشايخ السلفيين من قادة هذه المؤسسات، هم عبد الله محمد اليزيدي، وأحمد علي أحمد برعود، ومحمد بكر الدباء.

وتحدثت مصادر يمنية للجزيرة نت عن أن تعاون تلك المؤسسات مع جمعيتي "عيد" و"قطر" الخيريتين ربما يكون هو السبب وراء تلك الخطوة.

الجزيرة نت اتصلت بخالد المضلع، أحد مسؤولي جمعية الإحسان باليمن، لمعرفة موقف الجمعية إزاء الاتهامات التي طالتها، فاكتفى بالتأكيد على ما ورد في البيان الصادر مؤخرا عن الجمعية، الذي طالب كلا من السعودية والإمارات والبحرين ومصر برفع اسمها مما يسمى "قائمة الإرهاب"، ودعا بلدان الحصار الأربعة إلى "عدم الإصغاء لوشايات باطلة".

وكان بيان جمعية الإحسان قد أشار إلى أن جميع أنشطتها تعمل وفق القانون اليمني وتحت رعاية الحكومة اليمنية، كما نفى أي صلة للجمعية بتمويل أعمال إرهابية في اليمن، أو تلقيها أموالا من جهات مشبوهة.

وذكّرت الجمعية -التي تتخذ من محافظة حضرموت مركزا لها- أنها أُنشئت قبل نحو 25 عاما بترخيص من الحكومة، وركزت جهودها على العناية بالأيتام وبناء المساجد والمستوصفات الطبية وحفر الآبار.

وقال البيان "لقد تفاجأنا بتصنيف جمعية الإحسان الخيرية، ورئيسها (عبد الله محمد اليزيدي) ومدير المركز الرئيسي في حضرموت (محمد بكر الدباء) ضمن قائمة المتهمين بتمويل الإرهاب، الصادرة عن أربع دول عربية شقيقة دون أي أدلة أو براهين".

وكانت قوات "النخبة الحضرمية" المدعومة من حكومة الإمارات قد اعتقلت عبد الله اليزيدي عام 2016، وظل أشهرا قيد الاعتقال قبل إطلاقه.

وتعد جمعية الإحسان التي تأسست عام 1992 من كبرى المؤسسات الخيرية على مستوى اليمن، ولها فروع بأغلب المحافظات، بما فيها العاصمة صنعاء.

وحاولت الجزيرة نت التواصل مع مسؤولين آخرين بالجمعيات الثلاث، لكن إقامة أغلبهم بالسعودية حالت دون التمكن من ذلك، نظرا لصعوبة إدلائهم بتصريحات صحفية خاصة في ظل أزمة حصار قطر.

يشار إلى أن شخصيات سلفية كبيرة من مسؤولي جمعية الإحسان ومؤسستي الرحمة والبلاغ يتمتعون بعلاقات متميزة مع السعودية ويقيم أغلبهم داخل المملكة، ومع ذلك استهدفتهم هذه القائمة التي استهدفت كذلك أسماء بارزة مثل الشيخ عبد الوهاب الحميقاني، الأمين العام لحزب الرشاد السلفي التوجه المناهض للانقلاب الحوثي.

وقال الصحفي والناشط الحقوقي محمد الأحمدي إنه "من غير المفهوم لماذا ظهرت دول الحصار بهذه الخفة القانونية، حين أقحمت شخصيات سياسية ومؤسسات خيرية في اليمن في أتون أزمتها السياسية المفاجئة مع قطر، رغم تاريخها المشرق في العمل الخيري والإغاثي في اليمن منذ أكثر من عقدين، ورغم أنها تمارس نشاطها تحت إشراف مباشر للحكومة اليمنية".

وأضاف الأحمدي في حديث للجزيرة نت قائلا "لم أجد تفسيرا موضوعيا للاتهامات التي طالت جمعية الإحسان كواحدة من أكبر مؤسسات التيار السلفي المعتدل والمتصالح مع الديمقراطية، بل المنخرط في العمل السياسي والحليف للسعودية في معركة الدفاع عن الشرعية اليمنية ومواجهة المشروع الإيراني في المنطقة".

ورأى الأحمدي أن "شيطنة التيار السلفي المعتدل في اليمن لا يخدم سوى جماعات العنف والتنظيمات الإرهابية، ويضر بسمعة السعودية تحديدا ويمثل ضربة موجعة لأهم حلفائها التقليديين في اليمن".


التعليقات