بعيدا عن الشعارات.. ما هي سبل إنهاء الحرب عمليا في اليمن؟ (تقرير)
- متولي محمود الثلاثاء, 15 أغسطس, 2017 - 10:43 صباحاً
بعيدا عن الشعارات.. ما هي سبل إنهاء الحرب عمليا في اليمن؟ (تقرير)

[ مباني وأحياء مدمرة نتيجة الحرب منذ أكثر من عامين ]

وصل إلى طهران، مساء الأحد، المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، للبحث مع الجانب الإيراني ما أسماه "إيقاف الحرب" في اليمن.

وقالت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية إن المبعوث الأممي والمسؤولين الإيرانيين اتفقوا على ضرورة إنهاء الكارثة الإنسانية في اليمن، مؤكدين أن المخرج من الأزمة يكون في الحل السياسي.

وكانت صحيفة "الرياض" السعودية قد طالعتنا أمس الأول بعنوان مفاده "أن التحالف العربي ليس من أجنداته الحسم العسكري على الإطلاق"، وهذا ما يلمسه اليمنيون في جبهات القتال أيضا.

وكان ناشطون قد أطلقوا حملات إعلامية تدعو لإيقاف الحرب في اليمن، لكنها لا تعدو عن كونها شعارات مفرغة، إذ لا آلية حقيقية يمتلكها هؤلاء، ولا يستطيعون التأثير على من يملك هذا القرار.

ويرى مراقبون أن إيقاف الحرب يلزمه إزالة أسبابها، كأول خطوة فعلية، وهي إنهاء الانقلاب والعودة إلى التوافق الذي أبرمه اليمنيون بمختلف توجهاتهم.

وأضافوا أن جبر الضرر، وإطلاق المعتقلين السياسيين، وتعويض أسر ضحايا الحرب، هي الخطوة التالية لكبح جماح الحرب والثارات، والاعتصام بحبل دولة قوية وجيش قوي، ونزع سلاح المليشيات.

"الموقع بوست" يستعرض عينة من آراء الكتاب والمحللين السياسيين، على إثر الدعوات المطالبة بإنهاء الحرب مؤخرا، وكيف ستجد طريقها إلى الواقع.

عودوا أدراجكم كي تنتهي الحرب

الصحفي براء الشيباني قال إن "المطالبة بانتهاء الحرب وعودة السلام هي مطلب حق، ولكن لا يجب الكثير الخوض في تفاصيله ولا معالجة أسبابه".

ويرى الشيباني أن الحرب لم تأت من فراغ حتى تنتهي فجأة ولا تدور في فراغ، هي نتاج لعمل ممنهج ومستمر منذ 2011 عندما تم تفجير المنازل وتفخيخ البيوت وزراعة الألغام، لا يمكن أن تحصد من وراء هذا إلا الحرب.

وأضاف الشيباني لـ"الموقع بوست" أن الحرب بطبيعتها مدمرة وبشعة، ولكن ليس كل من دخل فيها أصبح في الجرم سواء، هناك الكثير يتوقون للعودة إلى أسرهم، ويسكنوا في بيوتهم حتى وهي أطلال. 

وتابع "انتهاء الحرب ليس مستحيلا، بل هو ممكن وممكن للغاية، الذين احتشدوا من صعدة وعمران وحجة وذهبوا يقاتلون الناس إلى منازلهم وقراهم في البيضاء، وتعز، ولحج، وشبوة، وعدن وغيرها، عليهم فقط أن يعودوا إلى قراهم ومنازلهم".

وأردف "المعتقلون والمختطفون الذين غيبهم الحوثي في سجونه منذ عام 2014 عليه أن يطلق سراحهم. انتهاء الحرب معناه أن تعود المياه إلى مجاريها وليس أن تسلم رقبتك للقاتل".

لن ينهي الحرب سوى اليمنيين

من جانبه، قال المراسل التلفزيوني سمير النمري "لن يبني اليمن إلا أبناءه، ولا يمكن لدولة خارجية أن تفكر بمصلحة اليمن قبل مصالحها".

وأضاف النمري في صفحته على فيسبوك "الارتهان للخارج سيضيع ما تبقى من بلد وشعب عريق، والحرب لا يمكنها أن تبني اليمن أو أن تحسم مستقبله".

وتابع "إيقاف الحرب أولا، وإسكات أصوات المدافع وإنهاء الحصار شرط أساسي للولوج إلى المستقبل، والعودة إلى الحوار بين اليمنيين وترك الخارج البغيض".

إنهاء الحرب وليس إيقافها

الصحفي محمد اللطيفي قال "أنا ضد ايقاف الحرب ومع إنهائها، فإيقاف الحرب يعني توقفها واحتمال عودتها وارد بشكل كبير، وما نحتاجه هو إنهاء الحرب، رؤية وليس شعار، رؤية تنظر للمستقبل وليس للحاضر".

وأضاف اللطيفي -في حديثه لـ"الموقع بوست"- أن الذين ينظِرون لإيقاف الحرب، هم إما رومانسيون أو يعملون لصالح أحد أطراف الحرب، وينظُرون لها من زواية الحاضر، والأمر لا يحتاج سوى شعار يرفع، أما الذي يريد إنهاء الحرب فينظُر للحرب من بعد المستقبل، ولذا يقوم بصياغة رؤية عملية بعيدة وطويلة الامد، تعالج نتائج الحرب بناء على دراسة أسبابها.

وتابع "مبدئيا لا أحد ضد الحرب من الأساس، حتى حرب المقاومة كانت اضطرارية لإنهاء حرب الانقلاب على اليمن واليمنيين، وبالتالي نحن لسنا في نزهة، حتى نعتقد أن الحرب يمكن أن تنتهي من خلال إطلاق شعار".

وقال بأن على أصحاب شعار إيقاف الحرب، أن يسألوا أنفسهم لماذا فشلت الجهود الأممية التي يقودها ولد الشيخ، الجواب لأنه يشتغل بنفس عقلية إيقاف الحرب وليس إنهائها؛ لأنه ترك الرؤية الأمية القائمة على معالجة الأسباب، عبر القرار الأممي (2216) ومخرجات الحوار الوطني، وذهب ليقدم مقترحات آنية.

واستطرد "مرة أخرى إيقاف الحرب ممكن أن يتم بهدن، وقد فشلت الجهود الأممية في تثبيت هدنة واحدة، وعلى الذين يضيعون وقتهم في شعار إيقاف الحرب، أن يوفروه لصالح وضع رؤية عملية لانهائها، والضغط على الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بملف اليمن".

يجب أن تتحقق العدالة أولا

أما الناشطة سارة ابراهيم فتقول "كلنا مع الصلح، وكلنا مع وقف الحرب، لكن بالمقام الأول يجب أن  يكون هناك عدالة لزوجات الشهداء وأولادهم، عدالة للجرحى والمعوقين، عدالة للمعتقلين والمخفيين".

وأضافت "لا بد أن يكون هناك عدالة لكل فجرت بيوتهم وممتلكاتهم الخاصة، عدالة لكل من نهبت رواتبهم ومستحقاتهم، عدالة لكل من شرد ومنع من البقاء في وطنه، عندها سيكون الصلح خير".

وتابعت "أما إعادة ذات سيناريو الحصانة، وبعد خمس سنوات أخرى يعودوا لإضرام حرب أخرى تنهينا لآخر نفس، فذلك ليس مقبول".


التعليقات