التهريب والدعم الإيراني وراء تطور تسليح الحوثيين
- الجزيرة نت الخميس, 17 أغسطس, 2017 - 03:50 مساءً
التهريب والدعم الإيراني وراء تطور تسليح الحوثيين

[ مقاتلون حوثيون على متن عربة عسكرية في استعراض وسط صنعاء - رويترز ]

كثف الحوثيون وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من عرض قدراتهما العسكرية وحشد المقاتلين والمجندين الجدد الذين يدفعون بهم لساحات المعارك على الحدود السعودية، وجبهات القتال في تعز ونهم شرق صنعاء وصرواح غربي مأرب.

وشارك القيادي الحوثي صالح الصماد، وهو رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" الأسبوع الجاري بمشاركة المسؤولين العسكريين والأمنيين الموالين لهم، في استعراض "البأس الشديد" لقوات ومليشيا موالية للانقلاب في منطقة جنوب العاصمة يعتقد أنها في محافظة ذمار.

وشمل العرض العسكري تخرج دفعة جديدة من المجندين البالغ عددهم 1500 مقاتل زودوا بأسلحة مختلفة بينها صواريخ غراد وكاتيوشا، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدروع بينها صواريخ تاو، وهي من الأسلحة النوعية التي لم يكن الجيش اليمني يملكها.

وقال الصماد في خطاب له في العرض -الذي كان لافتا تحديه لطائرات التحالف العربي- إنهم سينتقلون "من حالة الدفاع إلى الهجوم لإزهاق باطل آل سعود، ودحر قوى البغي والعدوان".

وعكس العرض القدرات المتجددة لقوات صالح ومليشيا الحوثيين من أسلحة نوعية ومجندين مقاتلين، وتنامي قوتهم العسكرية والقيام بتدريبات واستعراضات عسكرية في وضح النهار، دون تعرضهم للاستهداف من مقاتلات التحالف، برغم أنهم واقعون تحت الرصد الجوي المتواصل للتحالف.

طائرات مسيرة

ورغم دخول حرب اليمن عامها الثالث، فإن مليشيا الحوثيين وقوات المخلوع تزعم تطوير أسلحة صاروخية وصناعة أخرى نوعية، بالمقابل يقول خبراء إن أغلب تلك الأسلحة زودوا بها من إيران أو أشرف على تطويرها خبراء إيرانيون أو من حزب الله اللبناني.

وكان الحوثيون أعلنوا منتصف فبراير/شباط الماضي امتلاكهم طائرات مسيرة صنعت محليا، قادرة على تنفيذ مهام قتالية واستطلاعية وأعمال المسح والتقييم والإنذار المبكر. وتضم الطائرات التي عرضت نماذج منها في منشأة التصنيع العسكري بصنعاء أنواعا مختلفة، من طرز "الهدهد، الهدهد1، الرقيب، راصد، قاصف1".

صواريخ باتجاه الرياض

وما زال التحدي الأبرز الذي يواجه قوات الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية هو الصواريخ البالستية القصيرة والبعيدة المدى، والتي تمثل ازعاجا للرياض أولا كونها أعلنت عن تدمير نحو 80% من القدرات الصاروخية للحوثيين وقوات صالح مع بدء عملية عاصفة الحزم يوم 26 مارس/آذار 2015.

غير أن استمرار الحوثيين وقوات صالح بإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي السعودية وتمكنها من إطلاق صواريخ بمديات بعيدة تصل لنحو ألف كيلومتر شكّلا مفاجأة للكثير من المراقبين، خاصة مع دخول الحرب العام الثالث، ما عكس قدرات جديدة للانقلابيين لم تكن بأيديهم، وأرجع مراقبون ذلك إلى تهريب السلاح خصوصا الإيراني منه بشكل مستمر.

وكان لافتا إطلاق الحوثيين في سبتمبر/أيلول 2016 لصاروخ بعيد المدى أطلقوا عليه "بركان 1" باتجاه مدينة الطائف السعودية، كما اتهمت الرياض الحوثيين باستهداف مكة المكرمة أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي مايو/أيار الماضي أعلن التحالف أن قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت صاروخا بالستيا أطلقه الحوثيون فوق منطقة غير مأهولة شمال محافظة الرين جنوب غرب الرياض، كما قالت جماعة الحوثي مؤخرا إنها أطلقت صاروخا بالستيا مطورا محليا من طراز "بركان 2" على العاصمة السعودية.

وهذا الصاروخ -وفق ما يقول الحوثيون- نسخة مطورة من صاروخ "سكود" البالستي الروسي الصنع، وكان وصول الصاروخ إلى حدود الرياض التي تبعد نحو ألف كيلومتر عن صنعاء هو التطور الأبرز في مسار الحرب وتطور القدرات الصاروخية للحوثيين وقوات صالح.

تهريب مستمر

ولم يستبعد الخبير اليمني بالنزاعات المسلحة علي الذهب حصول الحوثيين على أسلحة جديدة كالمضادة للدروع، وأسلحة المشاة المختلفة. وأرجع ذلك إلى أن "الحصار البحري والبري غير محكمين، بل إن هنالك أطرافا في التحالف العربي تغض الطرف عن ذلك، وقد تكون شريكة في عمليات التهريب".

وأضاف الذهب أن "هنالك عمليات تهريب واسعة للأسلحة تضطلع بها شبكات دولية وإقليمية يصعب تتبعها، والكشف عنها بوصفها إحدى عمليات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية".

وقال الخبير اليمني إنه ليس هناك من تفسير لاستمرار تزايد تسليح الحوثيين وظهور أسلحة جديدة بحوزتهم لم تكن في فترة قبل الانقلاب سوى أن "التهريب تجاوز وصف التهريب بطريقة النملة التي وردت في تقرير لجنة الخبراء في مجلس الأمن للعام الماضي، وهو ما يسترعي إعادة النظر فيه بشكل سريع وصارم".


التعليقات