وفاة ثالث سجين في عدن تثير الاستياء.. شقيقته تروي لـ"الموقع بوست" قصته
- عدن - أدهم فهد الإثنين, 21 أغسطس, 2017 - 12:40 صباحاً
وفاة ثالث سجين في عدن تثير الاستياء.. شقيقته تروي لـ

[ أصيل ناجي ثالث سجين يموت داخل السجون في عدن ]

أثارت قضية السجين أصيل ناجي (24 عاما) أصداءً واسعة في الساحة الحقوقية بعدن، فهو ثالث سجين يتوفى بداخل السجن المركزي، وتمنع أسرته من استلام جثته، إلا بعد التوقيع على ورقة تؤكد بأن الوفاة كانت طبيعية، في مشهد يوضح مدى فداحة الانتهاكات التي تمارسها الأجهزة الأمنية في عدن بحق مئات المدنيين.
 
وكان أصيل ناجي قد اعتقل في مداهمة لقوات الأمن بمحافظة لحج، في التاسع من يوليو/تموز من العام 2016، حسبما ذكرته شقيقته، والتي قالت في حديثها لـ"الموقع بوست" بأن السبب الأول لاعتقال أخيها كان بفعل تشابه اسمه مع اسم شخص آخر في تنظيم القاعدة.
 
وأضافت بأنه "تم التأكد بأن أخيها ليس هو نفسه المطلوب، ليتم بعدها اتهامه بالاشتباه بالانتماء للتنظيمات الإرهابية، ومن ثم اعتباره عهدة والحفاظ عليه في السجن حرصا من المحيط الخارجي، كما قال لنا مدير أمن لحج صالح السيد شفهيا".
 
وتتحدث شقيقة أصيل، عن الوضع الذي عاشه أخيها طيلة ثلاثة عشر شهرا ونيف، حيث قضى الأشهر الأولى له في عنبر ج والمعروف بعنبر "طيور الجنة"، دون أن يشكو من أي تعذيب، وينقل بعدها إلى عنبر قسم النساء، فقد ارتاح كثيرا في هذا القسم، وكان يهتم بزملائه ويعلمهم الكتابة والقراءة، كونهم يصغرونه سنا، متوسط أعمارهم ما بين 12- 17 عاما.
 
"تغير حال أخي أصيل، أواخر يوليو/تموز من العام 2017، وتحديدا في العشرين من يوليو، فقد تعرض لتعذيب شديد من قبل المسؤول على تعذيب نزلاء السجن المركزي نواف السالمي، بحجة امتلاكه لهاتف نقال، وقد كانت فرية لتبرير تعذيبه"، تذكر شقيقة أصيل في سياق حديثها لـ"الموقع بوست". 
 
وتتابع "بعد أن تم تعذيبه بحجة امتلاك هاتف جوال، تم نقله من عنبر قسم النساء، إلى العنبر ج مجددا، وذلك كعقاب إضافي له، كون وضع قسم النساء يعد أفضل عنابر السجن من حيث راحة النزلاء".
 
وتشير إلى أن أخيها "بقي في العنبر ج حتى يوم وفاته في 13 أغسطس/ آب، أي بعد 5 أيام من آخر زيارة، والتي صادفت يوم عيد ميلاده في 8 أغسطس، حيث تفيد أخته "قمنا بزيارته وأحضرنا معنا كيكة عيد ميلاده الرابع والعشرين، لنحاول التخفيف من الضغوطات النفسية عليه".
 
وعند سؤال شقيقته "كيف تلقيتم نبأ وفاة أصيل؟"، قالت "وصلني الخبر من إحدى طالباتي وهي ممرضة في مستشفى الجمهورية، والتي فقهت ذلك عند مقارنة اسم اخي الفقيد بأسمي، وأبلغتني بالفاجعة".
 
ونفت بأن تكون إدارة السجن المركزي قد تواصلت معهم، وقالت "إذا لم تخبرني الممرضة بالخبر، فستبقى جثة أخي في ثلاجة المستشفى حتى الأسبوع القادم، والذي سنذهب فيه لزيارته، وحينها قد نعلم بالخبر وقد لا نعلم، فلا استبعد أن تقوم إدارة السجن بإخبارنا أنه نقل إلى سجن آخر".
 
وأفادت بأن جثة أخيها "بقيت محتجزة في ثلاجة مستشفى الجمهورية لأربعة أيام، وذلك حتى تقوم الأسرة بالتوقيع على ورقة تؤكد بأن الوفاة كانت طبيعية، وهذا بمثابة تبرأة لإدارة السجن المركزي".
 
وقالت "لم يكن لدينا أي خيار آخر سوى التوقيع على تلك الورقة، وإلا فستبقى الجثة محتجزة"، تفيد شقيقة أصيل، بصوت تكاد العبرة تغلبه.
 
وأوضحت بأن هناك اثنين ممن هم دون السن القانونية، تم اعتقالهما وإيداعهما السجن المركزي بالمنصورة، لا لشيء سوى لأنهما كانا يحرصان على زيارة أصيل، وإيصال ما يحتاجه من أغراض وقات.  
 
وقالت بأن الولدين هما من حارة الأسرة  بمحافظة لحج، (محمد عمري ويبلغ 17 عاما، والآخر مصطفى الزيدي 16 عاما). 
 
وطالبت الجهات المعنية ممثلة بوزارة الداخلية بالتحقيق مع إدارة السجن المركزي، ومحاسبة المتسببين بمثل هذه الانتهاكات، والتي كان أخاها واحد من ضحاياها.
 
يذكر أن قضية المعتقل أصيل ناجي، تعد الثالثة من نوعها في السجن المركزي بالمنصورة، فقد سبقه اثنان من المعتقلين هما ريمي محمد، وحلمي عبدالحليم، حيث توفيا بداخل السجن في ظروف غامضة، وجميع الثلاثة ينتمون لمحافظة لحج، ومحتجزون بتهم فضفاضة تتعلق بالإرهاب، مثلهم مثل بقية المعتقلين تعسفيا والمخفيين قسرا في سجون العاصمة المؤقتة عدن، حيث تتحدث مصادر حقوقية غير رسمية عن تجاوزهم 1500 حالة.

ويقع السجن المركزي بالمنصورة، تحت إدارة قوات الحزام الأمني، والتي أنشأتها دولة الإمارات العربية المتحدة والمشاركة في عمليات التحالف العربي، عقب تحرير عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة مطلع العام 2016.


التعليقات