محلل أمريكي: الحرب في اليمن معقدة وتحولت إلى مصدر ثراء للتجار الأمريكيين (ترجمة خاصة)
- ترجمه خاصة الاربعاء, 23 أغسطس, 2017 - 04:56 مساءً
محلل أمريكي: الحرب في اليمن معقدة وتحولت إلى مصدر ثراء للتجار الأمريكيين (ترجمة خاصة)

[ مليشيات الحوثي - أرشيفية ]

قال المحلل السياسي الأمريكي مايكل هورتون إن الحرب في اليمن معقدة وتحولت إلى مصدر ثراء للتجار الأمريكيين.
 
وأضاف هورتون، وهو محلل كبير في الشؤون العربية في مؤسسة جيمستون، ومساهم متكرر في مراجعة جينز إنتليجانس ولديه منشورات في كل من الإيكونوميست، وويست بوينت كتك سنتينل، في تقرير له نشرته صحيفة "ذي أمريكان كونسرفيتيف" (المحافظ الأمريكي) أمس الثلاثاء، وترجمه "الموقع بوست"، إن الحرب باليمن كانت مكافأة لصناعات الأسلحة التي تتخذ من الولايات المتحدة وبريطانيا مقرا لها والتي باعت بموافقة حكومات بريطانيا وواشنطن مليارات الدولارات من الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية وشريكتها الائتلافية الإمارات العربية المتحدة.
 
وتابع الباحث الأمريكي قائلا "لا يمكن استبعاد الولايات المتحدة وبريطانيا"، مشيرا إلى أن الشركات العسكرية الخاصة التي تتخذ من الخليج مقرا لها والتي تجعل الملايين من عقودهم مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي يتكون جيشها إلى حد كبير من المرتزقة".
 
وقال "إن الحرب في اليمن هدية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، مشيرا إلى أن التنظيم أصبح يسيطر على مساحات واسعة من جنوب اليمن، لافتا إلى أنه أصبح أفضل منظمة وأكثر قدرة على العمل هناك.
 
وذكر أن الحرب الأهلية في اليمن هي الآن في عامها الثالث، وكنتيجة مباشرة للحرب والحصار الذي فرضته المملكة العربية السعودية وحلفاؤها، أصبح اليمن الآن مسرحا لأزمة إنسانية ملحة في العالم.
 
وأردف هورتون "هناك وباء الكوليرا، نصف مليون يمني أصيبوا، والملايين يواجهون المجاعة، والبنية التحتية للبلاد قد دمرت إلى حد كبير من قبل الحملة الجوية العشوائية من قبل المملكة العربية السعودية".
 
وموقع "ذي أمريكان كونسرفيتيف" (المحافظ الامريكي) يتبع معهد الأفكار الأمريكية، وهي منظمة غير ربحية، ولديها اهتمام واسع بالسياسة والمال والحريات والأسواق الحرة في الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وفي مقال نشر مؤخرا لمركز الأبحاث البريطاني شاتام هاوس، يقول بيتر ساليسبري "إن الحرب في اليمن تسير لأن العديد من الفصائل اليمنية تكسب المال من الحرب".
 
وقال ساليسبري "إن مليشيات الحوثي الانقلابية ومليشيات قبلية والحكومة اليمنية التي تعاني من مصداقية كبيرة في المنفى كلهم مستفيدون ماليون".
 
وأضاف "لا توجد مناقشة لدور الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في الحرب في اليمن، كما أنه لا يوجد أي ذكر لمصنعي الأسلحة في البلدين اللذين يقدمان بسعادة العديد من الأسلحة التي تستخدمها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتدمير بلد يبلغ عدد سكانه 25 مليونا".
 
وأشار ساليسبوري في مقاله إلى أن أطراف الصراع باليمن أنشأت أنظمة مخصصة لجمع الإتاوات وفرض ضرائب على البضائع التي تتحرك عبر البلاد في مقابل توفير الأمن. لافتا إلى أن هذه الضرائب غير الرسمية تجمعها جماعات مسلحة عديدة، هي بالنسبة لساليسبري دليلا آخر على رغبة اليمنيين في مواصلة الحرب التي دمرت آلاف الأسر وعادت البلاد 50 عاما إلى الوراء.
 
ويفسر الكاتب ذلك بقوله "على الرغم من الأزمة الإنسانية، يبدو أن الإعداد الحالي يناسب معظم الأحزاب، إلى الحد الذي يبدو أنها تتعاون بهدوء مع بعضها البعض"، ويقول ساليسبوري متساءلا "على ما يبدو لليمنيين، ولكن المال الذي يجري  كبيرا، وإذا انتهت الحرب توقف المال، فلماذا تتوقف الآن؟".
 
ولفت إلى أن ذلك "يضر بملايين اليمنيين، بمن فيهم العديد من الذين يعملون مع هذه المليشيات التي تحقق الربح، والذين لا يريدون شيئا سوى وقف الأعمال القتالية والعودة إلى الحياة الطبيعية النسبية".
 
وقال الكاتب "المتمردون الحوثيون، الذين قد لا يكونوا حتى قوة عسكرية، إن لم يكن لسياسات وضعتها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، هم أيضا بعيدون عن اللوم"، مشيرا إلى أن قادة الحوثيين أشرفوا على معركة وحشية لمدينة عدن الساحلية في عام 2015، ولا يزال المقاتلون الموالون لهم يحاصرون ثالث أكبر مدينة في اليمن، تعز.
 
وأضاف "الحرب في اليمن، مثل البلد نفسه، معقدة بشكل لا يصدق والانقسامات عميقة، ولكن إذا كانت هناك مصلحة حقيقية من جانب المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة لإنهاء الصراع، فإن الأطراف اليمنية العديدة المتحاربة -بغض النظر عن القاعدة في شبه الجزيرة العربية- من المرجح أن تستجيب".
 
وذكر الكاتب ساليسبري في تقريره الذي نشره مركز الأبحاث البريطاني شاتام هاوس "وبدلا من التركيز على الأرباح الضئيلة نسبيا التي حققتها بعض الفصائل في اليمن، فإن المليارات التي يصنعها مصنعو الأسلحة من المؤكد أنهم يستحقون دراستها كمحرك للصراع في اليمن وفي مناطق أخرى".
 
وختم ساليسبري تقريره بالقول "يجب أن يوجه إلى هؤلاء الانتهازيون الذين لا يصنعون بضعة ملايين من الدولارات، بل المليارات من الحرب في اليمن".


التعليقات