نائب هيئة مستشفى الثورة بتعز في حوار مع "الموقع بوست": القطاع الصحي في حالة انهيار
- حاوره: فخر العزب الاربعاء, 13 سبتمبر, 2017 - 06:21 مساءً
نائب هيئة مستشفى الثورة بتعز في حوار مع

[ الدكتور أحمد الدميني نائب هيئة مستشفى الثورة بتعز ]

* نريد أولاً نبذة تعريفية عن هيئة مستشفى الثورة العام بتعز؟

** تعتبر هيئة مستشفى الثورة هيئة مستقلة ماليا وإداريا بموجب قرار جمهوري صادر عام 2008 والذي اعتبرها مؤسسة صحية مركزية مستقلة عن مكتب الصحة، وتتلقى الميزانية مباشرة من وزارة المالية، وشمل أيضا القرار تشكيل مجلس إدارة يرأسه رئيس الهيئة وأعضاؤه هم ممثل السلطة المحلية بالمحافظة ومدير مكتب الصحة وعميد كلية الطب ومدير المالية ومدير مكتب التخطيط وأيضا رؤساء الأقسام.

حاليا رئيس الهيئة هو الدكتور أحمد أنعم، وتعتبر الهيئة من أكبر المرافق الصحية داخل المحافظة، والهيئة ينبغي أن تكون مراكز ولكن لم تتحول حتى الآن بشكل كامل إلى مراكز لعدة أسباب، منها ما يتعلق بالميزانية وأيضا عدم تصميم هيكل تنظيمي يشكل هذه المراكز ولائحة تناسب مهام هذه المراكز.

* كيف أثرت الحرب على المستشفى من ناحية الكادر؟

** طبعا كانت جميع الأقسام بالمستشفى قبل الحرب مفتوحة وتستقبل الحالات بشكل طبيعي، ولكن مع بداية الحرب وقصف مباني المستشفى، ترك المستشفى أغلب الكادر وبقي أقل من 200 موظف بعد أن كان بالهيئة أكثر من 800 موظف فني وإداري، وكانت الطاقة الاستيعابية قبل الحرب تتجاوز 500 سرير، ولكن أثناء الحرب وبسبب تدمير المباني الرئيسية وأيضا قلة الكادر انخفضت السعة السريرية إلى قرابة 150 سريرًا.

* ما الذي يمتاز به مستشفى الثورة عن غيره؟ وما الأقسام التي يحتويها؟

** يمتاز مستشفى الثورة أولا بأنه يمتلك مساحة واسعة وهناك أقسام عديدة فيه، قسم الجراحة ومركز الحروق وأيضا مركز الكلية الصناعية، وهناك طوارئ جراحي وآخر باطني ويقدم الخدمات الإسعافية مجانا مراعاة للمواطنين بسبب ظروف الحرب، وأيضا تعاونا مع أفراد المقاومة والجيش والذين يقدمون أرواحهم رخيصة فداءً لتعز، لذا تبذل إدارة المستشفى وكادره كل إمكانياتهم كي يقدم المستشفى خدماته لأبناء تعز.
 
* كم عدد الحالات التي استقبلها المستشفى خلال فترة الحرب؟

 ** يستقبل المستشفى حالات من المدنيين والمقاتلين منها الحالات الطارئة وأيضا المعاينات، وتصل الحالات باليوم الواحد بالطوارئ الجراحي من 30 إلى 50 حالة، أما المركز الباطني فيستقبل باليوم ما بين 150 إلى 180 حالة، أما حالات المجارحة تبلغ من 40 إلى 60 حالة يوميا، وبالنسبة للعمليات الجراحية ما بين 400 إلى 600 عملية شهريا، وحالات العيون والعيادات تصل إلى 100 معاينة يوميا، كما أن هناك عيادة لتشخيص ومتابعة مرضى السل.

استقبل المستشفى من بداية الحرب أكثر من 8 آلاف عملية جراحية أغلبها عمليات إسعافية بمختلف التخصصات الطبية: جراحة عامة وعظام وأوعية دموية ومسالك بولية ودماغ وأعصاب ووجه وفكين وعيون وتجميل.

 * ما أبرز التحديات التي تواجه المستشفى حاليا وتهدد بإيقافه؟

** الوضع المالي للهيئة حاليا متدهور للغاية ويعد من أبرز التحديات، ونحن نعمل بكل جهودنا كي لا تغلق الهيئة أبوابها فهي الملاذ الوحيد في الوقت الراهن لأبناء تعز في ظل انتهاء عقود مركز الملك سلمان مع المستشفيات الخاصة.

* ما هي احتياجات المستشفى وكم تبلغ موازنته السنوية؟

** يواجه المستشفى تحديات عديدة على رأسها عدم توفر الميزانية والتي تبلغ مليار و300 مليون سنويا، وتتوزع على عدة بنود: رواتب وأدوية ومستلزمات طبية وصيانة وتغذية ومحروقات وغيره، وتصرف على أربعة أرباع كل ثلاثة أشهر، ولكن ورغم كل التوجيهات بصرف الربع الرابع من موازنة 2016 لم يصرف من البنك المركزي بصنعاء حيث إنه كان ينبغي أن يصرف الربع الرابع بسبتمبر 2016، ولكن حتى الآن ومنذ ذلك الحين أصبحت الهيئة تعتمد على دعم المنظمات وبعض الجهات، ولكن هذا الدعم لا يلبي حتى 50% من احتياجات الهيئة، حيث لا زال أغلب الكادر بدون أي رواتب، وهناك عجز شديد في الأدوية ولا يوجد مقابل صيانة الأجهزة أو حتى للتغذية والديزل.
 
* ما الذي حققه قسم الطؤاري الجراحي خلال مرحلة دعمه من الهلال القطري، وما أبرز المنظمات التي تقدم لكم الدعم؟

** الهلال القطري تبنى دعم المركز الجراحي من سبتمبر 2015 حتى منتصف أكتوبر 2016، وكان حينها يدعم فقط كادر المركز الجراحي بالحوافز ويتكفل ببعض المستلزمات الطبية والأدوية بوجود ميزانية الهيئة، وكان حينها يعتمد المستشفى بشكل أساسي على الموازنة، ولم يكن الهلال القطري يتحمل كل النفقات التشغيلية للمستشفى. وأما منظمة أطباء بلا حدود فكانت حينها تدعم قسم الطوارئ الجراحي ثم بعدها تبنت الطوارئ الباطني والآن باتت تدعم غرفة العمليات وقسم الجراحة بسعة 30 سرير للحالات الطارئة فقط، كما تقدم الأدوية والمستلزمات وكمية من الأوكسجين و500 لتر من الديزل أسبوعيا.

مستشفى اليمن الدولي ساعدنا أيضا بمجموعة من كادره وهناك أطباء وممرضون وفنيو أشعة وصيادلة يعملون بمختلف الأقسام.

* وماذا عن دعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؟

** مركز الملك سلمان للإغاثة يدعم المستشفى بالأوكسجين منذ عام تقريبا، وجهز قسم العظام، وحاليا ننتظر صرف ميزانية تشغيلية لتشغيله كمركز لاستقبال حالات العظام.
 
* ما موقفكم من دعم مركز الملك سلمان للمستشفيات الخاصة على حساب الحكومية من خلال مشروع علاج الجرحى؟

**  مركز الملك سلمان ساعد الهيئة بشكل كبير ولا زالت حتى الآن تتوافد المساعدات الطبية من المركز للمستشفى وله فضل كبير في تزويد المستشفى بأجهزة ومستلزمات العظام، وهناك تواصل مستمر مع القائمين على المركز لدعم المستشفى بشكل مستمر، وأيضا تبني الكادر في ظل انعدام الرواتب، وهذا دعم كبير يشكرون عليه.

* ما تأثير حصار المليشيات لتعز على الوضع الصحي؟

** الحصار أثر بشكل كبير على تدهور القطاع الصحي وحتى المنظمات نفسها تلاقي صعوبة بإيصال المساعدات الطبية لداخل المدينة. نحن نعاني دائما من إدخال مواد الغسيل لمرضى الفشل الكلوي، وتم احتجاز أكثر من شحنة كانت قادمة من ميناء الحديدة، كما أن هناك صعوبة بتحويل الحالات المرضية لخارج تعز، كما أن بعض العاملين بالقطاع الصحي تعرضوا للاعتقال بنقاط الحوثيين.

* ما مدى تعاون حكومة الشرعية والسلطة المحلية في توفير احتياجات الهيئة؟

** السلطة المحلية تتجاوب معنا حسب الإمكانيات المتاحة ودائما تطرح الوضع الصحي للمنظمات، ولكن مهما تدعم السلطة المحلية فلن تغطي كل النفقات التشغيلية، فالإمكانيات محدودة والمتطلبات كثيرة، ولكننا نحاول أن نوفر على الأقل حتى الديزل لتشغيل المولدات.

وزير الصحة مطلع بصورة مستمرة على الوضع بتعز ونتواصل معه، ومؤخرا تم التوجيه بصرف موازنة طارئة لتشغيل المركز الجراحي ومركز العظام ولا زلنا ننتظر حتى الآن.

* ما الذي فعلته الأجهزة الأمنية في سبيل إيقاف الاعتداﺀات على المستشفى وطاقمه؟ وهل تعتقدون أن هناك جهة ما تقف وراﺀ هذه الاعتداﺀات أم أنها عفوية؟

 ** الوضع الأمني بالمستشفى يعكس الوضع العام بالمدينة حيث تعيش المدينة انفلاتا أمنيا ساعد على انتشار ظاهرة السلاح وهو ما تضرر منه المستشفى، وكانت تكثر الاعتداءات على الكادر، وأيضا ساعد ذلك بتنفير المنظمات وثنيها عن دعم المستشفى، ولكن الآن تغير الوضع تماما وأصبح المستشفى بحال أفضل ويبذل رجال الأمن جهودا جبارة للحيلولة دون عودة الوضع السابق، وهذا يعتبر نجاحا كبيرا بالمقارنة مع بقية المستشفيات.

* ما موقفكم من نقل قسم العظام من مستشفى الثورة؟ ومن هي الجهات الواقفة خلف عملية النقل؟ وهل كانت العملية مبررة برأيك أم أنها تهدف لإضعاف المستشفى؟

** بالنسبة لنقل مركز العظام فقد كان للداعمين والجهة الوسيطة شروطا محددة لدعم مركز العظام ولم يتم تفهم وضع المستشفى والتوصل لاتفاق، وكان سيضيف المركز نجاحا كبيرا إن تم استغلال إمكانيات الهيئة ومراكزها من أجل مركز العظام، ولكن مع هذا فقد قدم المركز خدماته لجميع الجرحى حتى وهو خارج الهيئة.

* ما تقييمك للوضع الصحي بشكل عام في تعز؟

** الوضع الصحي في تعز منهار تماما، رواتب قطاع الصحة منقطعة وموازنة المستشفيات لم تصرف وهناك نزوح لأكثر من 80% من التخصصات النوعية بالمرافق الصحية، كما أن الدعم الذي قدمه المحافظ لمكتب الصحة لا يغطي حتى احتياج المناطق التي داخل المدينة، وأغلب أنشطة المكتب بدعم من المنظمات، ولكنهم يقومون بدور جبار لاحتواء الأمراض المتفشية كحمى الضنك والكوليرا، وقد حققوا إنجازا غير متوقعا بهذا الجانب.

نحن بالمستشفيات لا يمكن أن نعتمد على المنظمات وحدها ولا بد للحكومة أن تقوم بدورها لتفعيل المرافق الصحية وإيجاد آلية لإعادة الكوادر الطبية، فأغلبهم من المستحيل أن يعودوا للعمل وهم بدون رواتب أو حتى مقابل تكلفة مواصلات.


التعليقات