هادي: الانقلابيون صادروا المسار السياسي الذي تم برعاية كاملة من الأمم المتحدة (نص الكلمة)
- متابعة خاصة الخميس, 21 سبتمبر, 2017 - 07:21 مساءً
هادي: الانقلابيون صادروا المسار السياسي الذي تم برعاية كاملة من الأمم المتحدة (نص الكلمة)

[ الرئيس هادي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ]

قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي "إن المشكلة في اليمن ليست خلافاً سياسياً يمكن إدارته عبر طاولات الحوار السياسي"، مشيرا إلى الجهود والتنازلات الكبيرة التي بذلتها الحكومة في هذا الصدد.
 
وأضاف هادي في كلمته التي ألقاها اليوم الخميس في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك"إن انقلاب مليشيات الحوثي وصالح ليس انقلابا بالمعنى المتعارف عليه للانقلابات التي تحدث في الدول، بل يتعدى ذلك إلى خلاف حول الخلفيات الاعتقادية والفلسفية ومنظومة القيم المشتركة".
 
ودعا الرئيس هادي الأمم المتحدة ومعها المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم في اليمن من خلال ممارسة الضغط الفاعل على الانقلابيين لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وتقديم التنازلات الحقيقية حتى يجنب اليمن إراقة مزيد من الدماء والدمار و العمل على السماح بوصول المساعدات الإنسانية لكل اليمنيين في مناطق سيطرتهم.
 
وقال رئيس الجمهورية "أؤكد من هذا المكان مجدداً استعدادنا لوقف الحرب والتوصل إلى سلام، ونحن لسنا دعاة حرب وانتقام، بل دعاة سلام ووئام، وإني شخصياً كنت وسأظل امد يدي للسلام المستدام، لأننا نشعر بمسؤوليتنا الكاملة عن كل أبناء شعبنا اليمني الصابر".
 
وأضاف "نؤكد بأننا ما نزال حريصون كل الحرص على السلام على أساس المرجعيات الثلاث، وعلى المجتمع الدولي القيام بواجباته في محاسبة المعرقلين للسلام وتنفيذ القرار الدولي 2216".
 
وأشار الى أن الحكومة في الحقيقة تواجه جماعة دينية سلالية متطرفة تعتقد أن الله منحها أفضلية عرقية وأعطاها حقا إلهياً في الحكم، تتحالف مع مجموعة انتقامية تسعى فقط للانتقام من الشعب اليمني الذي لفظها متنكرة لكل القيم الإنسانية والسياسية المشتركة.
 
ولفت هادي إلى ان انقلاب الحوثي وصالح تجاوز الصورة النمطية للانقلابات العسكرية التي تحافظ على الدولة والمؤسسات إلى حالة اجتثاث كاملة تمارسها هذه المليشيات لكل مؤسسات الدولة.
 
نص كلمة الرئيس هادي
 
بسم الله الرحمن الرحيم

معالي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة..
أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة والسمو..

باسم حكومة وشعب الجمهورية اليمنية أتقدم لكم السيد الرئيس ولبلدكم الصديق سلوفاكيا بخالص التهنئة على رئاستكم الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، متمنياً لكم التوفيق والنجاح، ولا يفوتني الإشادة بسلفكم السيد بيتر تومسون على الجهود الرائعة التي بذلها في إدارة الدورة السابقة.
 
كما أتقدم بالشكر للسيد الأمين العام للأمم المتحدة على جهوده المتميزة في إمضاء الرسالة السامية التي تضطلع بها منظمة الأمم المتحدة في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار الدوليين، ومن ذلك الجهود المحمودة والكبيرة التي بذلت وتبذل في سبيل دعم جهود التوصل إلى سلام مستدام في بلادي اليمن، والشكر موصول لمبعوثه الخاص إلى اليمن السيد إسماعيل ولد شيخ أحمد.
 
 
السيد الرئيس، الحاضرون جميعاً:
يأتي انعقاد هذه الدورة ونحن في الجمهورية اليمنية ننهي العام الثالث من الحرب المفروضة على شعبنا من قبل تحالف الحوثي صالح بعد أن انقلب على الحلول المتوافق عليها في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومؤتمر الحوار الوطني، وصادر المسار السياسي الذي تم تحت رعاية كاملة وغير مسبوقة من الأمم المتحدة، توجت بزيارة كريمة لصنعاء من السيد الأمين العام السابق للأمم المتحدة وعقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن في اليمن.
 
كما انقلب هذا التحالف الانقلابي الآثم على الإجماع الوطني الذي مثلته مخرجات مؤتمر الحوار الذي تم بين كل الأطياف اليمنية في سابقة فريدة في المنطقة، واستغلوا نفوذهم داخل الجيش والأمن في الانقلاب على الشرعية اليمنية المنتخبة، وهاجموا بالقوة المسلحة مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية واجتاحوا المدن اليمنية ووضعوا الدولة كلها رهن الاعتقال بالقوة القاهرة.

وأمام هذا الصلف المتعجرف وقف الشعب اليمني بكافة أطيافه السياسية والحزبية والاجتماعية وقاوم سياسات فرض الأمر الواقع بعد أن استنفدنا كل الوسائل السياسية السلمية لردهم عن طريق العنف والإرهاب الذي اختاروا السير فيه تنفيذا لأجندة إيران التوسعية في المنطقة، الأمر الذي دفعنا باسم شعبنا اليمني لطلب المدد من الأشقاء الكرام في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة الذين استجابوا لنداءانا ووقفوا معنا في محنتنا هذه.
 
السيد الرئيس:
إن العنوان الذي تنعقد تحته هذه الدورة يلخص بصورة دقيقة ما ظللنا في قيادة الشرعية نبحث عنه، ويمثل بصورة مكثفة هدفنا الحقيقي في قيادة الشرعية، وهو ذاته ما ظللنا نكرره ونحن نخوض مشاورات السلام في جنيف وبييل في سويسرا في المشاورات الأولى والثانية ثم في مشاورات الكويت، ألا وهو "السلام المستدام" أي ذلك السلام العادل والمتين غير القابل للانتكاس والذي يؤسس للدولة الحقيقية الضامنة لكل أبناء الشعب اليمني ويمنع دورات العنف القادمة، ذلك السلام الذي يمنح الدولة وحدها حق احتكار القوة ويمنع وجود ميليشيات تحتفظ بسلاح الدولة وتستقوي به على الدولة والمجتمع، إنه السلام القائم على المرجعيات التي توافق عليها أبناء شعبنا ودعمها الإقليم والعالم.

السيد الرئيس، الحاضرون جميعاً:
إنني أود في هذا المقام أن أوضح نقطة غاية في الأهمية، وهي أن مشكلتنا في اليمن ليست خلافا سياسيا يمكن إدارته عبر طاولات الحوار السياسي فقط، بالرغم من جهودنا وتنازلاتنا الكبيرة التي بذلناها في هذا الصدد، إنه حتى ليس انقلابا بالمعنى المتعارف عليه للانقلابات التي تحدث في الدول، بل يتعدى ذلك إلى خلاف حول الخلفيات الاعتقادية والفلسفية ومنظومة القيم المشتركة.
 
فنحن في الحقيقة نواجه جماعة دينية سلالية متطرفة تعتقد أن الله منحها أفضلية عرقية وأعطاها حقا إلهياً في الحكم، تتحالف مع مجموعة انتقامية تسعى فقط للانتقام من الشعب اليمني الذي لفظها، متنكرة لكل القيم الإنسانية والسياسية المشتركة، ومن هنا فإن انقلاب الحوثي وصالح الذي نتحدث عنه تجاوز الصورة النمطية للانقلابات العسكرية التي تحافظ على الدولة والمؤسسات إلى حالة اجتثاث كاملة تمارسها هذه المليشيات لكل مؤسسات الدولة، فمؤسسة الجيش والأمن استبدلت بما يسمى اللجان الشعبية والمليشيات، والوظيفة العامة صودرت لصالح فئة معينة من ذات العرق والسلالة، والمؤسسات الاقتصادية والمالية والإيرادية استنزفت بالكامل ونهبت حتى توقفت عمليات صرف رواتب الموظفين منذ ما يقارب العام الكامل، واختفى القطاع الخاص لتنشأ طبقة جديدة من التجار ورؤوس الأموال والمتنفذين على حساب الاقتصاد الوطني، بل تم الاعتداء حتى على المناهج التعليمية واستبدلت بمناهج عنصرية متطرفة تؤسس لثقافة الصراع والعنف المذهبي والطائفي والديني. وعلاوة على كل ذلك تتلقى تلك المليشيات الدعم الكامل سياسيا وعسكريا بالمال والسلاح من قبل إيران، الدولة التي دأبت على زعزعة استقرار المنطقة عبر دعم مجموعات منفلتة وإرهابية، ومن هنا فإن السلام المستدام لا يمكن أن يحصل ما لم تتوقف هذه الدولة عن التدخل في شؤون المنطقة وخلق بؤر التوتر وافتعال الصراعات وتغذية النزاعات الطائفية وتأجيج مشاعر الكراهية وانتهاج أساليب الفوضى والعنف، والعالم اليوم مطالب بكبح جماح تلك الأطماع التوسعية غير المشروعة لإيران في المنطقة.
 
ولعلكم تتذكرون جيداً حين وقفت أمامكم ومن على هذه المنصة قبل خمسة أعوام متحدثاً عن الخطوات التي قمنا بها وسنقوم بها على طريق الانتقال السياسي السلمي للسلطة في اليمن في إطار المبادرة الخليجية والقرارات الدولية، وقلت لكم حينها إن إيران تعرقل كل الإجراءات التي نقوم بها من خلال كثير من الأعمال والتدخلات حيث تم القبض على عدة سفن محملة بالأسلحة المختلفة وكذألك القبض على مدربين يتبعون الحرس الثوري الإيراني وآخرين يتبعون حزب الله، بل ووصل بهم الأمر لتزويد تلك المليشيات الانقلابية بصواريخ طويلة المدى، ويظهر مخططهم جلياً بدعم تللك المليشيات لتبقى عامل تهديد وإقلاق للجيران والعالم أجمع.
 
أيها الحاضرون جميعاً:
إنني أحاول أن أضعكم في صورة الحدث من الداخل حتى ندرك الأسباب التي تقف وراء رفض الانقلابيين لكل دعوات السلام الحقيقية في اليمن من جنيف إلى الكويت إلى المبادرة الأخيرة فيما يخص ميناء الحديدة التي تقدم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن والتي أعلنا من جانبنا موقفا إيجابيا تجاهها واستعدادنا للانخراط الفوري للتفاوض حولها فيما رفضها الطرف الانقلابي كليا، بل وبلغ رفضها حد استهداف حياة المبعوث الدولي، وراحت تلك المليشيات الانقلابية تهدد الأمن والسلم الدوليين والملاحة الدولية، وذهب بها جنونها لاستهداف قبلة المسلمين وأطهر البقاع وتهديد الأشقاء في دولة الإمارات باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب مدنهم.
 
إنني أؤكد من هذا المكان مجدداً استعدادنا لوقف الحرب والتوصل إلى سلام، فنحن لسنا دعاة حرب وانتقام، بل دعاة سلام ووئام، وإني شخصيا كنت وسأظل أمد يدي للسلام المستدام، لأننا نشعر بمسؤوليتنا الكاملة عن كل أبناء شعبنا اليمني الصابر، ونؤكد بأننا ما نزال حريصون كل الحرص على السلام على أساس المرجعيات الثلاث وعلى المجتمع الدولي القيام بواجباته في محاسبة المعرقلين للسلام وتنفيذ القرار الدولي 2216.
 
ولا يفوتني في هذا الصدد أن أتقدم بالشكر المستحق للأشقاء في المملكة العربية السعودية صاحبة الدور الريادي في التخفيف من المأساة الإنسانية عبر ما تقدمه من دعم مستمر يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، وكذا المؤسسات الانسانية لدول التحالف العربي والدول المانحة والمنظمات التابعة للأمم المتحدة على الجهود الإنسانية التي بذلت في اليمن في مواجهة وباء الكوليرا والتي تسببت بتراجع المرض، مع تأكيدنا على أن الوضع ما زال بحاجة إلى الدعم والمساعدة نظرا لمستويات الفقر وانعدام الأمن الغذائي خاصة في المناطق الواقعة تحت الحصار والحرب مثل مدينة تعز المحاصرة أو في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، نتيجة توقف صرف مرتبات الموظفين ونهب الأموال وموارد الجمارك والضرائب والصناعة ونهب احتياطات البنك المركزي.
 
وإزاء هذا الوضع الكارثي فإننا ندعو الأمم المتحدة ومعها المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤوليتها في اليمن من خلال ممارسة الضغط الفاعل على الانقلابيين لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وتقديم التنازلات الحقيقية حتى يجنب اليمن إراقة مزيد من الدماء والدمار والعمل على السماح بوصول المساعدات الإنسانية لكل اليمنيين في مناطق سيطرتها.
 
وأعلن من هنا إننا في الحكومة اليمنية على استعداد لتقديم كل التسهيلات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية لكل المناطق اليمنية من صعدة إلى المهرة وفي مقدمتها المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، فنحن مسؤولون أمام الله أولاً وأمام شعبنا والعالم عن كل أبناء الشعب اليمني بمختلف مناطقهم وانتماءاتهم ولا نريد إلا الحفاظ على حياة كل يمني ودم كل يمني بما فيهم من يطلق الرصاص والقذائف تجاهنا وتجاه أبناء شعبه، ولا أريد كرئيس شرعي منتخب إلا الحفاظ على الأروح ووقف نزيف الدماء اليمنية الغالية، فدم الإنسان على الإنسان حرام، ودم اليمني على اليمني حرام حرام حرام.
 
أيها الحاضرون:
تعمل حكومة اليمن اليوم على مواجهة التحديات التي فرضتها الحرب اقتصاديا وأمنيا وخدماتيا وما خلفته من دمار شامل في كل مناحي الحياة وبإمكانيات محدودة وظروف بالغة التعقيد.
 
واليمن اليوم بحاجة إلى الكثير من الجهود في دعم جهود الحكومة لتثبيت الأمن والاستقرار، وتفعيل الخدمات في المناطق المحررة والسيطرة على الوضع الاقتصادي المرهق والاختلالات الأمنية، وجهود مكافحة الإرهاب، ونحن ندعو الأصدقاء والدول المانحة والمنظمات الدولية إلى تقديم الدعم العاجل لليمن والإيفاء بتعهداتها التي أعلنتها في مؤتمر جنيف للمانحين في أبريل 2017 لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2017 والذي قارب على الانتهاء دون أن تبلغ نسبة الإيفاء بالتعهدات نصفها، كما أدعو الإخوة الأصدقاء في مجموعة أصدقاء اليمن إلى إعادة تفعيل عمل المجموعة الذي توقف نتيجة انقلاب الحوثي- صالح، والمساهمة في إنقاذ اليمن من هذه الحالة الكارثية والانتقال من مرحلة الإغاثة الإنسانية إلى إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي.
 
السيد الرئيس السيدات والسادة:
إن الجمهورية اليمنية تدعم وبصورة فاعلة وصادقة جهود مكافحة الإرهاب خاصة وأن بلادنا قد عانت من الإرهاب طويلا، فنحن نرفض كافة أشكال الإرهاب، بقدر ما نتشبث بقيمنا الإسلامية السمحة التي تنبذ العنف والتطرف والغلو، و تدعو إلى التسامح والإخاء والتعايش، ونضع أيدينا في يد المجتمع الدولي لرفع مستوى التنسيق الكامل ولمزيد من التعاون الأمني والثقافي والمعلوماتي لكسر شوكة الإرهاب وهزيمته.
 
السيد الرئيس:
ما يزال الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وسياسات الاستيطان يشكل أهم أسباب بؤر التوتر في المنطقة، ولذا فإن شعوب المنطقة تتطلع منكم لحل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإنهاء الاحتلال وإيقاف الاستيطان وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
 
السيد الرئيس:
إن الجمهورية اليمنية تدين ما يتعرض له المسلمون من أبناء قومية الروهينجيا في ميانمار من حرب إبادة جماعية عرقية وممارسة السلطات البورمية إرهاب الدولة ضد مواطنيها، وتدعو المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته وعدم السماح بتلك الأعمال المتوحشة التي كنا نظن أن عالمنا المعاصر قد تخلص منها إلى الأبد.
 
السيد الرئيس، الحاضرون جميعاً:
إننا ماضون بعزم لا يلين وثبات لا يخالطه شك وبكل ما نستطيع ومعنا أبناء شعبنا الصابر وأشقاءنا الأماجد وكل الشرفاء في العالم لتخليص الشعب اليمني من تلك المآسي التي تسببت بها المليشيات الانقلابية، وسنحقق بعون الله امآل شعبنا في بلد آمن ومستقر، في دولة اتحادية مدنية تستند على العدل والمساواة ومبادئ الحكم الرشيد.. سنعيد بناء اليمن الجديد الذي يضم كل أبنائه ويكون لكل أبنائه دون إقصاء ولا استحواذ، اليمن الذي يكون مصدر أمن واستقرار لأهله ولجيرانه ومحيطه والعالم.
 
ولا يفوتني هنا أن أتوجه بخالص التهنئة لكافة أبناء شعبنا اليمني العظيم وكل الشعوب المحبة للحرية بمناسبة العيد الخامس والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المباركة التي تمر علينا خلال الأيام القادمة هذه الثورة الجبارة التي اجتثت واحداً من أعتى النظم الاستبدادية وأشدها عنصرية وظلماً وتخلفا ذلك هو نظام الإمامة الذي كان قائماً في شمال اليمن والذي أطاح به الأحرار وأقاموا النظام الجمهوري في عام 1962.
 
وإننا إذ نحيي ذكرى هذه الثورة الخالدة لنشعر بالأسى ونحن نرى امتدادات ذلك النظام العنصري السلالي المتخلف وقد عادت من جديد عبر الحركة الحوثية وحلفائها لتحاول فرض ذلك النظام من جديد وبصورة أشد عنفاً وإرهاباً، ففي خلال السنوات الثلاث الماضية التي سيطر فيها الحوثيون على صنعاء تم قتل وجرح عشرات الآلاف واعتقال الآلاف وإغلاق كل الصحف وحظر وسائل التواصل الاجتماعي وإصدار أحكام بالحبس والإعدام لعشرات الصحفيين وغير ذلك من كل مظاهر الاستبداد والانتقام والاضطهاد، وليس ذلك بغريب على هذه المجموعة العنصرية المريضة التي جاءت من خارج القيم الإنسانية السوية.
 
فتحية لشعبنا اليمني العظيم بمناسبة أعياد ثوراته الخالدة 26 سبتمبر و14 أكتوبر واليوبيل الذهبي للجلاء الـ30 من نوفمبر العظيم.
 
ختاماً، أتمنى لهذه الدورة النجاح وللأمم المتحدة المزيد من التطور والفاعلية ولكل الأعضاء ومجتمعاتهم التطور والرخاء، ولكل المجتمع الإنساني السعادة والخير والازدهار.
وشكراً.


التعليقات