أ.د أحمد الدغشي في حوار مع "الموقع بوست": تحديات عديدة تواجه الجماعات الإسلامية في اليمن
- حوار - عامر الدميني الثلاثاء, 21 نوفمبر, 2017 - 05:00 مساءً
أ.د أحمد الدغشي في حوار مع

[ الدغشي لديه العديد من الكتب في شؤون الجماعات الإسلامية ]

عندما يتحدث الاستاذ الدكتور أحمد محمد الدغشي عن الجماعات الإسلامية في اليمن، فحتما ستشعر بالعمق الفكري الذي يحمله، حيث يقدم لك واقع تلك الجماعات بتأصيل أكاديمي متميز، مستندا ومستشهدا بتاريخ تلك الجماعات التي تتبعها في حقب التأريخ المختلفة في اليمن.
 
الدغشي يعد أستاذا في الفكر التربوي الإسلامي، وباحثا في الجماعات الإسلامية، وإصلاح الخطاب، وصدرت له العديد من المؤلفات حول الجماعات الإسلامية في اليمن، منها: السلفية في اليمن .. مدارسها الفكرية، ومرجعياتها العقائدية وتحالفاتها السياسية، وهو كتاب مرجعي في هذا الجانب، وصدر عن مركز الجزيرة للدراسات، والدار العربية للعلوم ناشرون، وكتاب: سيكيولوجية التحزب في العمل الإسلامي: الإصلاح اليمني نموذجا، وكتاب: الحوثيون ومستقبلهم العسكري والسياسي والتربوي، إضافة للعديد من الكتب الأخرى والدراسات والبحوث والمقالات.
 
في هذا الحوار الذي كان عبارة عن محاور لكثير من الأفكار المتعلقة بالجماعات الإسلامية في اليمن، تحدث الدغشي عن واقع تلك الجماعات اليوم، وتجربتها السياسية، وعلامات الافتراق والاتفاق.

 
إلى الحوار:
 
*كيف تنظر اليوم لواقع التيارات الإسلامية في اليمن؟
 
**واقع التيارات الإسلامية اليوم جزء من هذا الواقع المجتمعي المأزوم، وبدلا من أنه كان يفترض فيها أو بعضها على الأقل أن تتبوأ موقع الريادة  وتقود التغيير المنشود، فتتسابق إلى تقديم أنموذج يقود المجتمع نحو التنشئة على قيم الوحدة والتآخي والبناء المتكامل والشمول الواعي، وإخراج الجيل من تيه النماذج المتصارعة من إسلامية وعلمانية،  للخروج من هذا الوقع بكل إشكالاته، فإن ما أمامنا  لا يؤكّد ذلك، وإن كان بعضها ربما حاول وأحرز تقدما مقدّرا في المرحلة السابقة، غير أن حجم التحديات الداخلية والخارجية التي واجهته أجهضت باكراً  المضي بتلك الأمنية، ومع ذلك فإن سنن الله تؤكد أن هذا الواقع لن يستمر هكذا، ولابد من ريادة باسم الدين في رحابته واستيعابه وآفاقه وشموله وتكامله يعمل على تحقيق تلك الأمنية بمن هو قائم اليوم أو بغيره، مع التأكيد هنا أننا لا نجحد فضل من سعى وحاول وحقق بعضا من الإنجاز، غير أن اتساع  التحدي بالمقابل حال دون المضي في ذلك المسار حتى نهايته، وحتمية انتصار هذا الدين مسالة مؤكدة إنما السؤال الجوهري: من يستحق نيل ذلك الوسام نحن أم أبناؤنا وأحفادنا؟ 
 
*كيف تقيم اليوم تجربة المدرسة السلفية التقليدية في اليمن التي اتجهت لممارسة العمل السياسي كحزب الرشاد مثلا؟
 
**لم يعد حزب الرشاد  ومن في حكمه تقليديا اليوم، كما أن أبرز رموزه تميزّوا باكراً بفكر وسطي جلب عليهم سخط السلفية التقليدية واتهاماتها، وأزيد فأقول إن بعضنا بات يخشى على بعض رموزه اليوم من " ابتلاع غول الحداثوية" وكأن ذلك البعض يسعى لإثبات أنه بريء من تهمة التقليدية بكل الوسائل!
 
تقويمي – إن صحّ لمثلي ذلك- المباركة ولكن مع السعي نحو المجاهدة الذاتية في سبيل تحقيق منهج الوسطية والاعتدال حقا شعاراً وممارسة لا اقتصارا على رفع اللافتة وحدها، ولم أعد أخشى هنا ارتدادها إلى التقليدية، بل بت أخشى عليها من الاندفاع  المتهور نحو (الحداثوية) تلك، والسعي اللاشعوري من قبل بعض رموزها لإشباع نفسية التعويض، كما أسلفت آنفاً، وذلك لو حدث سيكون مجرّد إخفاق جديد، وخيبة أمل متكرّرة، وصدمة لبعض الناشئة والأفراد الذين دفع بهم الهروب من نموذج غلاة السلفية ومقلديها إلى أنموذج ظنوا فيه تلافي ذلك، وتحقيق منهج الوسطية وإذا به- لاقدّر الله- يفرّ  من نقيض الإفراط إلى نقيض التفريط، وأكرّر أن ثمة بوادر من بعض الرموز  تشي بذلك دون أن يعني اتهاما بالتعميم أو أن ذلك غدا اتجاها سائداً  أو غالباً، ولكنه مع الصمت قد يعني المشايعة وعدم الإنكار، ويمكنك أن تقول مثل ذلك على نحو أو آخر عن كيانات أكبر وأسبق .
 
 *ما الذي يعترض اليوم قيام كيان سياسي يضم الأحزاب ذات التوجه الإسلامي لإثبات وجودها؟ وهل الواقع يتطلب ذلك؟
 
**هناك معوقات عدّة تحول دون ذلك على ذلك النحو الوارد في السؤال،  بل هي أمنية تبدو مستحيلة في ضوء الواقع الراهن، ولا أحسبها أولوية حتى في الوضع شبه الطبيعي، بل ربما بدت مخالفة لمنطق الأشياء، وسنن الله في الآفاق والأنفس، إذ التنوع سنة كونية ونفسية، وحتى في عزّ عصور الإسلام وازدهاره ظهر تنوع الفكر الإسلامي بدءا من الصحابة العظام، إذ لم يكونوا سواء في مسالكهم الدعوية، ومنطقهم في فهم النصوص ومقاصدها.
 
 فعندك مدرسة (المقاصد) – على سبيل المثال- ورمزها الأول عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود – مثلاً- مضت نحو الاتجاه المقاصدي بوضوح أكبر،  على خلاف غيرهم من الصحابة، بل يمكن القول  إنها أسست لذلك، ولما غدا بعدها يسمى بـ(مدرسة الرأي)، حتى وإن حدث جموح بعد ذلك لدى بعض المنتمين إلى هذه المدرسة، لكن المقصود أصل الفكرة، هذا ناهيك عن مدارس المذاهب الإسلامية التي كان أئمتها أبو حنيفة ومالك والشافعي  وأحمد وزيد بن علي وجعفر الصادق والأوزاعي والثوري وسواهم يتكاملون مع بعضهم ويجلون غيرهم، وإنما حصل التعصب والانحراف من قبل بعض أتباعهم، فظن بعض من لا يدرك المسار على حقيقته أن المذاهب شر كلها، ونادى من ثم باللامذهبية لكن ليحل محلها "المذهبية الجديدة" بعناوينها المختلفة!
 
*تعرض التيار السلفي في عدن للاغتيالات والمطاردات والاعتقالات لماذا يتعرضون لكل هذا الانتهاكات؟
 
**يبدو لي أن تلك ضريبة مباشرة وباهظة في الوقت ذاته  لصحوة  السلفية، وخروج  بعضها من قمقم التأطير المشبوه والتبعية العمياء! علاوة على أن في تلك المسالك العنيفة تجاهها أحياناً محاولة لخلط الأوراق، كي تتم إعادة الدورة العنيفة مجدّداً كلما بدأ الوعي يزداد والنضوج يقترب من الاكتمال، ووحدة  القلوب تأخذ خطوات مقدّرة .
 
*هناك نموذج آخر للسلفية التي ارتدت عن مبادئها كعبد الواحد المروعي الذي كان يسعى لتأسيس حزب الفجر الجديد ضمن الإطار السلفي ثم انقلب على ذلك وانضم لجماعة الحوثي، كيف نفهم مثل هذا الأمر؟
 
 **يمكن أن يكون مثل هذا النموذج الذي ذكرته في سؤالك هو الحالة الفجّة الصاعقة التي لم تضع رتوشاً  أو (مكياج) ولم تتمسح بتخريجات متهافتة مضحكة مبكية في آن، كما عمد طرف آخر ليحاول تبرير سقوطه المدويّ، غير أنه لايزال يتعلق بأهداب " السلفية" ويحسب الله غافلا عما يعمل "المتهتكون"  أمثاله، وعباد الله جميعا مجرّد قطيع تابع كما يتخيّل حين يرى بعض مريديه المنتفعين.
 
طبعا هذا لا يتناول أولئك المغلوبين على أمرهم  المنكفئين على دعوتهم  المضطرين إلى الصمت – وهو موقف لا يخرج في ظني عن دائرة الشجاعة أيضاً في ظرف كهذا- أولئك الذين لم يسجّل عنهم  مواقف نفاق رخيص ولا مشاركة بلهاء ولا مباركة للانقلاب ورموزه، ولا هيجان مسعور ضدّ الأحرار  ومن رفض القبول بالعبودية والاستحذاء.
 
*ما مدى تأثير الانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثي على المشروع السلفي والجماعات السلفية في اليمن؟
 
**لاشك أنه كان محكا للسلفية وغيرها، وظهرت على ذلك المحك حقيقة عناوين الولاء والبراء، والإخلاص والنفاق، ومزالق التكفير التي تسابق إليها أيام السراء بعض رموز السلفية بالخصوص تجاه الشيعة ولاسيما الاثني عشرية  والحوثية التي رأوا فيهما وجهين لعملة واحدة بلا فرق يُذكر، وكان زايد بعضهم أكثر  في الرخاء فاتهم المختلفين معه من الأطر الأخرى بانحراف العقيدة وسوء الاستقامة، وتحدّث أو كتب قبل سيطرة الحوثيين على صنعاء وغيرها  ضدّ الشيعة والحوثية تكفيرا و تحذيراً بما لو جمع ورقيا مثلاً فلا تتسع له عشرات المجلدات، لكن الأحداث أثبتت من ظل منهم محتفظاً بموقفه ووفياً مع مبادئه بصرف النظر عن خطئها من صوابها  ممن انقلب رأساً على عقب.
 
وكم زايد بعضهم على غيره في ذلك، ولكن يشاء الله أن يبتلي الجميع بتلك الآفة (الحوثية) فاتضح الأصيل من الدخيل والذهب من المدر، وفي الأثر:" لا تعيّر أخاك بما ليس فيه فيعافيه الله ويبتليك"، وبذلك ففي حين أثبت بعضهم حرّية وإباء ولو حتى بالصمت والاعتزال  -كما قلت آنفاً- فإن بعضهم أثبت سقوطاً  مروّعاً مفزعا، ً كما أن جزءاً ثالثاً تحوّل إلى محور المقاومة العسكرية لمشروع الحوثية وانقلابها بصدق وبسالة وأثبت بلاء حسنا، على حين توجّه جزء رابع إلى مربع المقاومة المسلّحة كذلك، ولكن سقط في أتون التبعية لأجندة خارجية وإقليمية معروفة الهدف سيئة السمعة لدى الشعب اليمني، اللهم لا شماتة ونسأله  تعالى الثبات لنا أجمعين، ولكن المقصود أخذ العبرة لأجيالنا بالذات.
 
*السعودية أعادت ترتيب أولوياتها فيما يتعلق بنظرتها للحركة السلفية ودورها في المملكة وتحجيم دورها، ومن المعلوم أن الحركة السلفية في اليمن مرتبطة بالسعودية، فهل سيؤثر هذا على السلفيين في اليمن؟
 
**ليس من قبيل الادّعاء أن العبد الفقير نبّه منذ وقت مبكّر  نسبياً كما في رسالته ( التقريب بين السنة والشيعة: رؤية أخرى والخلاف السلفي السلفي: فقه العبرة وحتمية المراجعة) إلى أن الرسميين في مجتمعاتنا ومن يدور في فلكهم لا يمكن وصفهم حقيقة لا بسلفية ولا بخلفية ولا بسنّة ولا بشيعة ولا بإسلاميين ولا بعلمانيين...إلخ  وإن كانوا يتدثرون بتلك الأردية  ليسوّقوا أجندتهم  الخاصة بما يضمن بقاءهم مسيطرين وذرياتهم على الحكم، ولكن بما يظنونه أكثر الوسائل رواجاً  ومشروعية بين الشعوب في هذه المجتمعات أو هذه المرحلة أو تلك، وما يجري اليوم  لدى أكثر من  نظام سياسي يؤكّد تلك الحقيقة.
 
*هناك اليوم العديد من التيارات داخل الحركة السلفية في اليمن، وبعضها يقوم على تخوين الأخر وإثبات صحة توجهاته، أين افترقوا وأين اتفقوا؟ وهل يمثل هذا الوضع ظاهرة إيجابية أم سلبية؟
 
**يستطيع أيّ أحد فرداً كان أم جماعة أن يطلق أيّ شعار يريد، وأن يدّعي أي دعوى تحلو له، وأن يتهم كل من يكره و يبرّئ كل من يرغب في براءته، غير أنه علاوة على الرقابة الذاتية، واستشعار أن الكلمة موقف ومسؤولية بين يدي الخالق جلا وعلا قبل أيّ أحد آخر، فإن الأحداث القائمة أجابت بجلاء عن حقائق كل ذلك.
 
وعلى المستوى التفصيلي فأحسب أنني أجبت على ذلك في رسالتي المشار إليها عن الخلاف السلفي السلفي في اليمن، وفي كتابي الأكبر الصادر  في 2014م عن مركز الجزيرة للدراسات بالدوحة بعنوان (السلفية في اليمن: مدارسها الفكرية، ومرجعياتها العقدية، وتحالفاتها السياسية).
 
*بالنسبة لتنظيم القاعدة، كيف يمكن النظر لدوره اليوم؟ وماذا عن وجود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في اليمن، ما مبررات الظهور؟ وبماذا يختلف في توجهاته عن تنظيم القاعدة؟
 
**هذه العناوين متداخلة وفيها من الملابسات والإشكالات وما وراء العناوين ما يحكي عنه واقعياً أبلغ تعبير  - لكل من أراد معرفة ما وراء الأكمة - سيناريو تدمير العراق  وبالأخص  في الموصل وما يجري في سوريا، وما يسمى بالتحالف الدولي في الحرب على الإرهاب!
 
*بالنسبة للتجمع اليمني للإصلاح هل هناك ما يقتضي المراجعة لهذا الحزب من ناحية الأداء؟
 
**بطبيعة الحال حزب الإصلاح هو أكثر المعنيين بمراجعة المسار  تقويماً ونقداً بشفافية وشجاعة، نظراً لأن ذلك واجب شرعي ومسلك تربوي وعلمي، ولأن الإصلاح بحجمه واتساع قاعدته وتأثيره وتضحياته أدعى لأن يعمل مبضع النقد ومسلك التقويم قبل أي فصيل إسلامي آخر.
 
*أعلن حزب الإصلاح عدم وجود علاقة تجمعه بتنظيم الإخوان المسلمين وحركاته حول العالم، كيف يمكن تفسير هذا الأمر؟
 
**سأجيبك بطريقة غير تقليدية أو مباشرة، بل بأصل الفكرة أو باعثها من الأساس،  خاصة وأنني أدّعي أنني لا أنتمي إليها ولا إلى غيرها من الأطر، إذ  لو كان هناك منطق وأخلاق تجاه الموقف من الإصلاح أو الإخوان أو غيرهما فإن السؤال المنطقي المفترض طرحه ابتداء: لماذا معاداة  أيّ منهما أو أحدهما إذا كانا اسمين لمسمّى واحد وكذا ما في حكمهما ممن يصنّف عليهما من قبل أطراف داخلية  أو خارجية؟ فإن قيل لأن أيّاً منهما يتبنى العنف مسلكاً والإرهاب (ديناً) يتقرّب به إلى الله! فإن الجواب هل ذلك حقا هو الواقع؟ معلوم أننا من الناحية العلمية لا نستطيع أن نستدل على شيء ما أو ظاهرة معيّنة إلا بأدلة موضوعية ومستمسكات مادية؟
 
 فهل في أدبيات الإخوان ما يدل على ذلك بيقين؟ وإن وجد- على سبيل التنزّل- فهل ذلك موجّه في ظرف معين لطرف معيّن استعماري أو خارجي أو نحو ذلك؟ وهل ذلك مستمر في كل الظروف وفي جميع البيئات ؟  وهل في سلوكها العملي ما يؤكّد ذلك؟ أم أنها ضحية لجماعات العنف بشقيه الرسمي  وغير الرسمي، والمضحك أننا نجد جماعات عنف حقيقية تتبنى  العنف في أديباتها وتؤكّد عليه  بل وتباهي به في مصادرها، وتبرّر له بما لا يحتمل سوى العنف تجاه كل من يختلف معها في فكرها أو مسلكها مجرّد اختلاف،  ثم تجد من كثير من تلك الأطراف من يدافع عنها، أو يتلمس لها المبررات، أو يقلل من خطورتها، وحين تبحث عن السرّ وراء ذلك التعاطف رغم بروز الدلائل عليه تجده  كونها واقفة في خندق مواجهة الإخوان والعمل على استئصالهم جنبا إلى جنب مع أنظمة الاستبداد والقمع ومن يدعمها ممن يزعم تبنيه للخيارات (الديمقراطية) وإرادات الشعوب!!
 
 *كيف تقرأ مستقبل الحركة السلفية في اليمن؟ وهل ستستطيع الصمود في وجه موجة المد الرافض للحضور الإسلامي؟
 
**الحركة السلفية  بصورة عامة في اليمن وغيرها بدأت في السنوات الأخيرة تتمايز إلى اتجاهات ثلاثة رئيسة: سلفية تقليدية تراثية بعضها (ماضوي)  مدخلي مغال، إلى حدّ استخدام العنف المفرط ضدّ خصومها حتى الفكريين كما في ليبيا كأبرز  نموذج صارخ اليوم،  وسلفية  حركية جديدة بعضها تجديدي، وبعضها مستقل، وسلفية مقاتلة أو (جهادية).
 
وأحسب أن مصير جماعات الغلو بشقيها الماضوي والمسلّح إلى انحسار ، أيا ما بدا الواقع أحيانا في الظروف غير الطبيعية مخالفا لهذا الاستنتاج، على حين تتسع قاعدة السلفية الجديدة، ومع الترشيد وعدم الانجرار إلى ردود الأفعال يمكن لها أن تحقق مع نظيراتها السلمية نتائج إيجابية ونموذجا جديرا بالتعويل وحضوراً  يفرض تجسيد أمل مجتمعاتنا وتطلعاتها من منطلق الأصالة والمعاصرة أو الأصالة المعاصرة بتعبير أدّق.
 


التعليقات