غضب يمني بعد مقتل ناشطة في تعز على يد الحوثيين (رصد خاص)
- طلال الشبيبي الخميس, 08 فبراير, 2018 - 09:41 مساءً
غضب يمني بعد مقتل ناشطة في تعز على يد الحوثيين (رصد خاص)

[ الناشطة الحقوقية ريهام البدر ]

أثار استشهاد الناشطة الحقوقية وعضو فريق الرصد باللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ريهام بدر برصاص قناصة مليشيات الحوثي الانقلابية في تعز، موجة غضب لدى اليمنيين والناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي.
 
وقتلت الناشطة ريهام البدر اليوم الخميس، برصاص قناصة مليشيا الحوثي في منطقة أبعر شرق مدينة تعز أثناء توزيعها مساعدات إغاثية، كما تقوم برصد الانتهاكات التي تطال المدنيين.
 
وريهام البدر تعمل في اللجنة الوطنية لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، وناشطة مجتمعية من مؤسسي فريق قافلة أسامة سلام (حبي لها) الذي استشهد الشهر الماضي بقذيفة حوثية، والتي تعمل في مجال دعم أفراد الجيش بالمواد الغذائية.
 
وبعث كل من نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر  ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر برقية عزاء باستشهاد المحامية ريهام بدر.
 
وأكد نائب الرئيس بأن هذه الجريمة تكشف حقيقة ميليشيا الحوثي وممارساتها التي لا تفرق بين طفل أو امرأة ولا مدني أو غيره، وعرقلتها لعمل منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.
 
لا نامت أعين الجبناء

وفي السياق قال وزير الشباب والرياضة نايف البكري‏، ريهام البدر تُستهدف بقذيفة الجبناء، لم يبقِ هؤلاء الانقلابيون أي معنى من المعاني الإنسانية والأخلاقية" مضيفا "إلى جنة الخلد يا ريهام، ولا نامت أعين الجبناء".
 
فاجعة

من جانبها قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، "فاجعة اخرى، استشهاد الناشطة الحقوقية ريهام البدر وهي تكافح من أجل إظهار الحقيقة".
 
وأضافت أن "رحيل ريهام على يد ميليشيات الحوثي الفاشية يؤكد على كفاح عظيم للشعب اليمني وفي مقدمته النساء، وعلى أن المليشيات في مواجهة المدنية، والهمجية في مواجهة تعز".
 
وتابعت كرمان قائلة "عاشت ريهام البدر حياتها القصيرة شجاعة مؤمنة بثورة ١١فبراير التي كانت أحد من شاركوا فيها بكل إخلاص وعنفوان".
 
وقالت "توقف قلب رهام اليوم، لكن أحلامها في بناء دولة الحقوق والحريات والمواطنة المتساوية لم تمت" وقالت "عزائي الكبير لأسرتها ولنا وكل محبيها، لقد فقدنا واحدة من ملائكة اليمن وتعز".
 
خسارة

الإعلامية اليمنية‏، أسوان شاهر  بدروها علقت على حادثة قتل مليشيا الحوثي للناشطة رهام بدر وقالت " كانت دائما مشكلتنا مع العابثين بالملف الحقوقي، أنهم شوية سفلة روجوا بكل إمكانياتهم لكذبة أنه لا يمكن أن تكون ناشطا حقوقيا وبنفس الوقت صاحب موقف وطني واضح وغير محايد، وبهذه المساحة تلاعبوا وميعوا قناعات البعض، وحيدوا مشاعر كثير من الشباب تجاه قضاياهم الوطنية.
 
وأضافت شاهر "كانت ريهام البدر على عكس من ذلك راصدة حقوقية ومحامية قانونية من العيار الاحترافي ومنتمية إلى قضيتها بكل جوارحها".
 
وتابعت "قضت ريهام خلال سنوات الحرب أيام وليال في الرصد والتوثيق بين الرصاص والقصف والألغام الحوثية ونجت غير مرة من الموت المحقق، وما إن كانت تنتهي من مهمتها حتى تتوجه بالمساعدات الغذائية إلى الجبهات لدعم المرابطين على أطراف المدينة المحاصرة يحرسونها بأسلحتهم البسيطة حيث سقط شقيقها أحمد شهيدا قبل عام".
 
وقالت "كانت ريهام من ذلك النوع الذي يجمع بين الهدوء والاحترافية والوطنية والتواضع، كانت نوع آخر ومختلف من الحقوقيين، نوع خالص من الفبرايريين"، وقالت "يا لخسارتنا بك يا ريهام، يا لفداحة ما فقدناه".  
 
حزن

الناشط فهيم المخلافي، علق بدروه على الأوضاع المأساوية التي تشهدها مدينة تعز جراء الحرب التي فرضتها مليشيات الحوثي وقال "تعز.. أب يودع ابنته الشهيدة ريهام بدر، وأم تبكي فقدان ابنتها ريهام"، مضيفا "قصص يومية في تعز، وتساءل قائلا: إلى متى يستمر الحزن فيك يا تعز؟  
 
قلب الإنسانية

الشاعر اليمني المعروف عامر السعيدي غرد قائلا "يا قهراه عليك يا رهام البدر.. لقد أوقف الأوغاد قلب الإنسانية وأطفؤوا روح ثورتنا وقطفوا زهرة ربيعنا".
 
وقال مخاطبا ريهام "قلت لك في آخر حديث أنك لست صديقتي بل قصيدتي التي تمشي في الأرض على قدمين من نور"، مضيفا "أنا اليوم بلا قصيدة، واليمن بلا ريهام البدر، وتعز بلا يد حانية تلمس جراحها وحاجتها".
 
وأضاف السعيدي "لا كلمات للرثاء أيتها المرأة العظيمة "كيف يرثى الجمال والكبرياء، رهام المحامية والناشطة الحقوقية التي نذرت حياتها لرصد انتهاكات حقوق الإنسان ومساعدة المحتاجين في تعز وقتلتها قناصة الحوثي اليوم".
 
ثائرة فبراير

‏الكاتب اليمني أحمد عثمان‏، وصف ريهام بدر بأنها امرأة بمدينة ومدينة بحجم وطن، وقال "رهام فتاة نحيلة الجسم شامخة الروح قوية الإرادة صافية العقل دائبة الحركة، مثال للشجاعة لا تهاب الموت، تجدها يوميا على بوابة الموت وفوهة النار لتموت واقفة كشجرة باسقة مثمرة من أجل حياة كريمة".
 
واضاف "رهام تعرفها الجبهات بل هي من مفردات معركة المجد في تعز، لم تكن رهام وزميلتها –حسب قوله- نسيم ثنائي يوزعن الغذاء والماء والكساء فقط، بل يمنحن الروح المعنوية ويقدمن المثال للفتاة التعزية المجاهدة من اجل حياة كريمة".
 
وتابع عثمان قائلا "تتحرك كقائد عسكري وتدعم المقاتلين ماديا ومعنويا، تقتحم الأماكن الخطرة تتحرك ضد الاغتيالات وتقتحم عش الدبابير تعمل كثيرا وتتكلم قليلا".
 
وأردف "ريهام ثائرة فبراير، وقائدة تعمل بصمت هادر يتقزم أمامها الكثير من الأدعياء المنتفخين بالزيف" وقال "رهام أبت إلا أن ترتقي في ذكرى هذه الثورة المجيدة لتعطي رسالة لمن يريدون افراغ فبراير من أهدافها بأن ١١فبراير منتصرة بالدم الغالي و لن تموت وفيها أمثال ما نرى من شباب وفيها أمثال رهام".

 ايقونة

أما الكاتب والسياسي عبدالعزيز المجيدي فقال "أيقونة أخرى، من فلذات فبراير، خسرتها تعز اليوم في واقعة إرهابية جديدة على يد مليشيا الإجرام الحوثي.
 
واضاف المجيدي "كانت ريهام، رفقة قافلة إغاثية تطوف الأحياء الشرقية لتعز، تحاول مواساة الأهالي الذين يموتون كل يوم بالرعب وقذائف القتلة"، وقال "لعلها شاهدت المأساة على وجوه وأرواح الناس التي تشبه جدران منازلهم المدمرة وبقايا نوافذ مهشمة لم تعد غير معبر للموت القادم من تلال عصابة الإجرام".
 
وتابع "لا أظنها حصلت على الوقت اللازم لتدوين مشاهداتها، فقد فتكت بها قذيفة العصابة وبأحد رفاقها، وكانت تلك آخر الخطوات لأقدام ركضت كثيراً، ثائرة في ساحات واحتجاجات فبراير كواحدة من أفضل أبنائه".
 
وختم المجيدي قوله "لم تعد تملك القدرة الآن على الإدلاء بمشاهداتها، ولن تكون هذا العام حاضرة للاحتفاء بذكرى فبراير، المحاولة الثورية المغدورة".


التعليقات