المهمشون في اليمن.. العيش السيئ بسبب اللون والنسب
- ترجمة خاصة الخميس, 15 فبراير, 2018 - 06:59 مساءً
المهمشون في اليمن.. العيش السيئ بسبب اللون والنسب

[ المهمشون باليمن ]

قال موقع "الديمقراطية المفتوحة" إن "الأخدام (المهمشين) في اليمن يعانون من التمييز الاجتماعي والاقتصادي، مشيرا إلى أنهم يواجهون صعوبات في إلحاق أطفالهم بالمدارس والحصول على فرص العمل.
 
وذكر "الديمقراطية المفتوحة" في تقرير له ترجمه "الموقع بوست" أن الأغلبية العربية في اليمن تعتبرهم كأقل مجموعة مرتبة من النظام الهرمي للنسب اليمنية. وبسبب هذه الوصمة الاجتماعية، فإنهم يدينون بالحبس الداخلي والهامشية الاجتماعية والسياسية.
 
وأوضح التقرير أنه في العام 2013، شارك نعمان الحذيفي، رجل من أصل الأخدام، في مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في صنعاء كجزء من جهود المصالحة في الأزمة بعد الربيع العربي في اليمن عام 2011. في ذلك الوقت، كان الحذيفي رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين وعضو في المؤتمر الشعبي العام.
 
وقد عرف في الماضي "المهمشون" بأنهم جميعاً "مستبعدون من الملكية والتعليم، ويجبرون على العيش على هامش المجتمع".
 
وذكر التقرير أن الأخدام في اليمن هم مجموعة أقلية من سكان الأحياء الفقيرة السود الذين غالباً ما يقومون بمهام "النجاسة" أو "الصعبة"، كالخدمة والعروض الموسيقية والسحر وغيرها. تقليدياً، كان معظمهم يعيشون في المناطق الريفية في اليمن الغربي والجنوبي. ومع ذلك، وبعد ثورة 1962 التي أقامت الجمهورية العربية اليمنية، اضطر الكثير من الأخدام إلى العمل كعمال نظافة في شوارع المدن الكبرى.
 
وقال التقرير الذي ترجمه "الموقع بوست" إن خطوط النسب هي العرب الشماليون والعرب الجنوبيون، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين ينتمون إلى هذين المخزنين في الأنساب يجسدون صفات أخلاقية رفيعة، مثل الكرم والشجاعة، ويعتبرون من المسلمين المتدينين.
 
بينما يوصف أقلية متبقية من السكان بأنها "تفتقر إلى الأصل"، ويعتقد أنها تعاني من نقص أخلاقي، وهي فئة تشمل الأشخاص ذوي البشرة البيضاء، وهم عادة ما يعملون كخدم أو جزارين، وذوي البشرة الداكنة على حد سواء.
 
وقال التقرير إن الأنساب تعتمد على شكل غريب من الوعي التاريخي، والذي يعرفه أندرو شريوك "بالخيال الأنساب". ويشير هذا الشكل من الخيال التاريخي في أصولهم الأخلاقية إلى أصلهم السابق: الأفعال المجيدة أو الأعمال السيئة، السمعة التي يتفق عليها الأجداد لتحديد الذات الأخلاقية في الوقت الحاضر.
 
وأضاف "خلال الإمامة، كانت السلطة السياسية حكراً للأشخاص من أصل هاشمي (أي العرب الشماليون وذرية النبي محمد - الهاشميون) ، وبالتالي تم تكييف مفهوم العنصرية أولاً مع السياق اليمني من أجل إدانة استخدام الأنساب كوسيلة للحكم.
 
وأشار التقرير إلى أن الدستور المؤقت لعام 1962 عزز أيديولوجية المساواة، وألغى الفروق القائمة على النسب، وأن دستور 1991 أكد مجددا المبدأ بأن الدولة اليمنية "تضمن تكافؤ الفرص لجميع المواطنين في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
 
وقال إن الأنساب تبقى مصدر قلق رئيسي في اليمن المعاصر، وتصور أجهزة الدولة الأيديولوجية "الطابع الوطني" على أساسين: المواطنون اليمنيون يعرفون بأنهم مسلمون و"أبناء قحطان" أي العرب الجنوبيون.
 
وتابع " أن الاخدام، كغيرهم من جماعات الأقلية المهمشة، غير مؤهلين إما لأنهم: أولا، لا يستطيعون تتبع نسبهم إلى سلف العرب الجنوبيين، وثانيا، فإن طابعهم الأخلاقي يعتبر مقلقاً، كما يقول من المثل "لا تنظر إلى جمال الأخدام، الخطايا في عظامهم.
 
أما الجزارون ذوو البشرة البيضاء، والخدم كغيرهم من الطبقات المهنية الأخرى، -حسب التقرير- فهم يتعرضون للتمييز الشديد من قبل العرب، وخاصة على أساس الزواج، واستناداً إلى التقاليد التاريخية التي تعتبر الامتيازات النسبية كشكل من أشكال التمييز، فإن هذه الفئة من الناس ذوي البشرة البيضاء "تفتقر إلى الأصل.
 
وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن الأخدام ذوي البشرة السوداء يشددون على شكل من أشكال التمييز العنصري القائم على اللون، مستخدمين لون البشرة كوسيلة لبناء هوية جماعية شاملة والمطالبة بالاندماج الاجتماعي والسياسي.
 
في يوليو 2013، أسس الحذيفي حزباً سياسياً يدعى أخدام الله. وأثناء العرض، أكد "إنه صراع طويل، لقد سرنا على طريق أسلافنا: مانديلا في جنوب أفريقيا ومارتن لوثر كينغ في الولايات المتحدة "، وباستحضار الشخصيات الرئيسية الدولية للحركات السوداء في جنوب أفريقيا والولايات المتحدة، لجأ إلى العنصرية باعتبارها قوة، معترف بها دوليا، وأداة للنضال السياسي".

*نشرت المادة في موقع "الديمقراطية المفتوحة" ويمكن الرجوع لها على الرابط هنا
 
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.


التعليقات