إيكونوميست: هكذا تلتهم الإمارات والسعودية اليمن (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة السبت, 24 فبراير, 2018 - 09:30 صباحاً
إيكونوميست: هكذا تلتهم الإمارات والسعودية اليمن (ترجمة خاصة)

[ جنود يتبعون التحالف العربي في اليمن ]

على ضفاف البحر العربي تتمايل القوارب المطلية بألوان زاهية، المزاد العلني الصباحي للصيادين والذين يبيعون فيه ما جمعوا من أسماك التونة وأسماك شياطين البحر وأسماك سياف البحر، تجف أسماك الساردين في الشمس ثم يتم تقديمها كطعام للجمال التي تمشي في الشوارع، في ميناء الغيظة عاصمة محافظة المهرة الواقعة في اقصى الشرق اليمني تكون الحياة بسيطة.
 
لكن وصول الجنود الذين دعاهم هادي لصد المتمردين الحوثيين من السعودية والإمارات العربية المتحدة عقد الأمور، -وتم دفعه للخروج في 2015-، بالإضافة لسيطرة الحوثيين على خمس الأراضي، وتسيطر القوات السعودية والإماراتية على باقي اليمن، ولكن تلك السيطرة لم تحمِ اليمن من التشطير.
 
ويقول مسؤولون سعوديون وإماراتيون إن انتشارهم في أنحاء البلاد جزء من جهودهم الحربية، لكن بالنظر إلى النقاط والمواقع التي تتمركز فيها القوات السعودية نرى أنها تتصل أو تتطابق مع طريق البخور التجاري الذي كان معبرا لفترة طويلة من المحيط الهندي إلى الجزيرة العربية، وتبدو فيه المملكة تنحت ممرا جديدا للساحل، وفي الوقت نفسه تبدوا الإستراتيجية التي تتخذها دولة الإمارات في اليمن جزءا من استراتيجية أكبر لالتهام الموانئ على طول أكثر طرق الشحن ازدحاما في العالم.
 
وكان السعوديون الذين يعملون في مطار الغيظة، الذي استولوا عليه في تشرين الثاني / نوفمبر، قد اشتروا شيوخ القبائل في الشرق والجنوب من خلال توزيع الأسلحة والسيارات وجوازات السفر السعودية، وتهدف  من خلال تلك الولاءات إلى منع شحنات الأسلحة الإيرانية في الميناء البحري، وفي سيئون، قاموا بتدريب المقاتلين الموالين للسيد هادي، كما يعملون بشكل وثيق مع علي محسن، نائب الرئيس اليمني، وحلفائه في الإصلاح، -وهي حركة إسلامية-، لإعادة بناء الجيش اليمني، الذي قام الحوثيون بتوجيهه عندما استولوا على العاصمة صنعاء عام 2014.
 
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر نشاطا، في مطلع العام الماضي، حيث أطلق الهلال الأحمر الإماراتي حملة إنسانية في الغيظة، وبحلول أغسطس / آب، تولى الجيش الإماراتي المهمة، واستولت الإمارات على سلسلة من الموانئ الجنوبية، مثل المكلا وعدن والمخاء، وهي تسيطر على المصنع الوحيد لتسييل الغاز في اليمن، في بلحاف، ومحطة تصدير النفط في الشحر، في حين  تبدو جزيرة سقطرى الإستراتيجية أكثر من أي وقت مضى وكأنها قاعدة إماراتية، كما تدير الإمارات اثنين من معسكرات الجيش في منطقة حضرموت النائية، حيث قامت قواتها بتدريب حوالي 25،000 مقاتل محلي.
 
ويقول المحللون إن هدف دولة الإمارات العربية المتحدة من تأمين الموانئ هو تعزيز موقع ميناءها الخاص في جبل علي، إما عن طريق خنق المنافسة أو توجيه حركة المرور في اتجاهها.
 
ويرحب الكثيرون بالسعوديين والإماراتيين، ويقول عبد الهادي التميمي، مسؤول في حضرموت: "ننسى مفاهيم السيادة التي عفا عليها الزمن". "يمكننا جميعا أن نربح من التجارة"، ويضيف "تمول دولة الإمارات العربية المتحدة المستشفيات ومحطة توليد الطاقة الجديدة في المنطقة التي تعاني من نقص الطاقة، ويشيد المسؤولون في سيئون بقوة جديدة لمكافحة الإرهاب، تدرب من قبل السعوديين، كحصن ضد القاعدة، ويقول السكان المحليون إن المقاتلين المدربين من الإماراتيين هم أكثر انضباطا من الجنود اليمنيين.
 
لكن آخرين يخشون تحول الزحف الى سيطرة، حيث يدير السعوديون والإماراتيون مراكز اعتقال خاصة لا يعلم بها المسؤولون المحليون، ويشكو المهربون في المهرة من فقدان الأعمال التجارية، كما يقمع القادمون الجدد، كثيرون في المنطقة يتحدثون اللغة المهرية، اللسان السماوي القديم، وهناك خوف من أن يفرض الخليجيون العربية، وينذر توزيع جوازات السفر من إمكانية السيطرة، سقطرى لديها 60،000 شخص والمهرة ربما 160،000، ومن الناحية النظرية يمكن ضم كل منهما.
 
في الوقت الحالي يزداد التوتر بين وكلاء السعودية والإمارات، فبينما تسعى السعودية للوقوف مع أو دعم الجيش ذي القاعدة الشمالية بقيادة محسن، تقوم الإمارات بتدريب مقاتلين من الجنوب كثير منهم يرغبون في إعادة تأسيس دولة اليمن الجنوبي التي توحدت مع الجزء الشمالي الأكثر كثافة سكانية في عام 1990م، حيث سيطر الانفصاليون المدعومون إماراتيا على عدن الشهر الماضي.
 
وتساهم الميليشيات الجديدة التي تدعمها دول الخليج في تسريع تفتيت اليمن، حيث يستغل قادة القبائل الفوضى، ويزيل المتظاهرون الذين يدعون أنهم يمثلون الدويلات، الأعلام القديمة.
 
 
*نشرت المادة في إيكونوميست ويمكن الرجوع لها هنا


*ترجمة خاصة بالموقع بوست.
 


التعليقات