اختطافات وإخفاء وتعذيب.. الحوثيون يحولون اليمن إلى مناطق بلا حقوق
- خاص السبت, 24 فبراير, 2018 - 07:43 مساءً
اختطافات وإخفاء وتعذيب.. الحوثيون يحولون اليمن إلى مناطق بلا حقوق

[ انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان في اليمن ]

منذ أكثر من ثلاثة أعوام، يستمر الحوثيون في اليمن، بارتكاب العديد من الانتهاكات، ضد مواطنين عزل ومعارضين لهم، في عدة مناطق بالبلاد.
 
وينفذ الحوثيون المتهمون بتلقي الدعم من إيران، العديد من عمليات القمع، التي تشمل الاختطاف والإخفاء القسري، بالإضافة إلى تعذيب المختطفين حتى الموت، ناهيك عن ارتكاب العديد من الانتهاكات التي حولت المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، إلى مناطق بلا أدنى حقوق.
 
انتهاكات متواصلة
 
تعد مليشيات الحوثي من أكثر الجماعات التي قامت بانتهاكات في مجال حقوق الإنسان، وطالت يدها أغلب مناوئيها، في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
 
واتهمت رابطة أمهات المختطفين، مليشيات الحوثي، باختطاف أكثر من 5 آلاف شخص خلال العام 2017.
 
وأفادت المنظمة أنها رصدت خلال العام الماضي 142 حالة تعذيب ضد مختطفين في سجونها، مشيرة إلى وفاة 19 مختطف جراء التعذيب.
 
دروع بشرية
 
وكانت من أكثر الانتهاكات البشعة التي مارستها مليشيات الحوثي بحق المختطفين والمخفيين قسرا، هي استخدامهم كدروع بشرية.
 
في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قام الحوثيون بنقل بعض المعتقلين لديها وبشكل سري، إلى معسكر الشرطة العسكرية بصنعاء الذي سبق وأن قصفه التحالف.
 
واستهدفت مقاتلات التحالف العربي مقر الشرطة العسكرية بغارات جوية، أدت إلى مقتل أكثر من 40 قتيلا، وسقوط أكثر من 60 جريحا، أغلبهم من المعتقلين المدنيين.
 
وشكلت تلك الحادثة التي تتكرر من وقت لآخر، فاجعة لدى أهالي القتلى، الذين لم يعلموا بأمر نقل أبنائهم إلى أماكن عرضة للاستهداف، إلا بعد أن علموا بمقتلهم.
 
وكان أمين ناصر الضبياني، شقيق الإعلامي بقناة سهيل محمد الضبياني، أحد الذين قتلوا بتلك الغارة.
 
وأكد الضبياني في حسابه بموقع "فيسبوك"أن أخاه الذي اختطفته مليشيات الحوثي من محله التجاري بصنعاء، تعرض للتعذيب الوحشي، ووضعته بعد ذلك مع عشرات المختطفين كدروع بشرية في الشرطة العسكرية.
 
قمع احتجاجات نسوية
 
وتتزايد مخاوف الأهالي من تعرض أبنائهم للاختطاف، أو التعذيب بالسجون، من قِبل مليشيات الحوثي الانقلابية، التي تمارس مختلف الانتهاكات بحقهم.
 
وتنفذ من وقت لآخر أمهات المختطفين التي أسست رابطة باسمها، وقفات احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن أبنائهن المعتقلين لدى مليشيات الحوثي.
 
لكن الانقلابيين يقومون بقمع تلك الاحتجاجات بالقوة، والاعتداء على المشاركات فيها، إما عبر أتباعهم، أو بتجنيدهم لبعض النساء لتنفيذ عمليات القمع.
 
تعذيب
 
ويتعرض المختطفون والمخفيون قسرا في سجون الحوثيين –وفق تقارير صادرة عن رابطة أمهات المختطفين اليمنيين- للتعذيب الممنهج، وسوء المعاملة، إضافة إلى منع إدخال الطعام والشراب والأدوية إليهم، والمنع من الزيارة.
 
ونتيجة التعذيب الوحشي، قتل العديد من المختطفين لدى مليشيات الحوثي، فيما أقدم البعض منهم على الانتحار بسبب الظروف السيئة التي يعانون منها.
 
وتستمر مليشيات الحوثي بانتهاكاتها ضد المختطفين، في ظل صمت المنظمات الدولية، التي يقول حقوقيون إنها لا تمارس أي ضغوط ضد تلك الجماعة.
 
فيما تطالب رابطة أمهات المختطفين تجنيب المختطَفين والمختفين قسرا الصراعات المسلحة والمقايضات السياسية، وإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط، مؤكدة أن قضيتهم إنسانية.
 
كما طالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بالضغط على جماعة الحوثي للتوقف عن تلك الانتهاكات، والعمل من أجل الإفراج الفوري عن جميع المختطفين، وإظهار مكان المخفيين والإفراج عنهم دون شرط أو قيد.
 
يُذكر أن فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة والمعني بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان باليمن، سيقدم أول تقرير خطي له، إلى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، بحلول سبتمبر/أيلول 2018.


التعليقات