هل انتهى عصر التلفزيون التقليدي؟
- الحياة الإثنين, 17 أبريل, 2017 - 12:13 مساءً
هل انتهى عصر التلفزيون التقليدي؟

لعل التجربة البسيطة التي حدثت معي شخصياً قد تكون مثالاً حياً عن مستقبل التلفزيون عالمياً وفي العالم العربي أيضاً.
آ 
فمنذ فترة طويلة، لم ألجأ لاستعمال التلفاز، نظراً لأن مقتضيات عملي تتطلب توافراً شبه دائم على شبكة الانترنت. ومع وجود الانترنت، استطعت الاستغناء نهائياً عن التلفزيون حتى أصبح كجزء من ديكور المنزل لا أكثر. وفي أحد الأيام، اكتشفت أن التلفزيون معطل بعد أن انقطعت شبكة الانترنت في المنزل لساعات قليلة.
آ 
آ وما زلت حتى اليوم أحاول اكتشاف الفترة التي تعطل فيها التلفزيون، إلا أن كل محاولاتي باءت بالفشل نظراً إلى أنني لم أستطع التذكر متى كانت المرة الأخيرة التي شاهدت فيها التلفزيون. ومن المؤكد، أنه لولا تعطل التلفزيون لما كنت تنبهت إلى هذا العطل، خصوصاً أني لم ألجأ إلى استبداله أو تصليحه حتى يومنا هذا.
آ 
بهذه المعادلة التي أصبح من الممكن تعميمها على نطاق ضيق أقله، يُمكن الحكم على مستقبل التلفزيون. إذ لن يتمكن في المدى المنظور من مجاراة التطور، خصوصاً أنه لا تزال الكلفة المترتبة على عمليات التطوير في ظل انخفاض كلف الحلول البديلة، تساهم في تصعيب مهمته أكثر فأكثر. فاليوم يستطيع أي مستخدم لقاء أقل من عشرة دولارات شهرية أن يشترك بشبكة «ننيتفليكس» والتمتع ببرامج عدة وبعضها حصري للشركة وغير متوافر في أي مكان آخر ومنها على سبيل المثل لا الحصر وثائقي «القبعات البيضاء» من إنتاج الشركة نفسها.
آ 
ولا تقتصر نقاط القوة على هذه الأمور، إذ استطاعت هذه الشركات إنشاء قاعدة ناجحة في «تجارة» التلفزيون من خلال أنظمة الاشتراكات الشهرية في وقت تعاني غالبية شبكات التلفزيون العادية من نقص في التمويل والإعلانات.
آ 
ولعل المضحك المبكي أيضاً بالنسبة للتلفزيونات التقليدية، هو لجوؤها إلى وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لنفسها. إذ غالباً ما تلجأ الشبكات العادية إلى عرض الحلقات الكاملة من برنامج أو مسلسل ما على وسائل التواصل الاجتماعي، في رسالة «غريبة» تفيد وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر من الإفادة التي تقع على التلفزيونات عموماً.
آ 
والحال أن التطور التكنولوجي الذي يصيب قطاع صناعة التلفزيونات، وتحولها إلى تلفزيونات ذكية تعمل على الانترنت سيزيد من صعوبة القنوات المحلية والتقليدية التلفزيونية. إذ ستكون خيارات المستخدم واسعة إلى درجة لن تستطيع الشبكات المحلية تلبيتها، ما يُضعف حصتها السوقية ويزيد الأعباء المالية والاجتماعية على النمط القديم من القنوات.
آ 
والأكيد أن مستقبل التلفزيونات في العالم سيكون قاتماً في السنوات القليلة المقبلة. إذ ستتطور التكنولوجيا بوتيرة أسرع من قدرة القنوات على التأقلم، ما سيدفعها من دون أدنى شك إلى اللجوء إلى نمط المشاهدة وفق الطلب عوضاً عن النمط التقليدي السائد حالياً.
آ 


التعليقات