إيران تسعى للسيطرة على 700 مليار دولار عبر باب المندب (ترجمة خاصة)
- ترجمة/ عادل هاشم الاربعاء, 19 أكتوبر, 2016 - 10:50 مساءً
إيران تسعى للسيطرة على 700 مليار دولار عبر باب المندب (ترجمة خاصة)

قالت مجلة "آوت لوك" الناطقة باللغة الإنجليزية، إنه من الواضح أن إيران قد زودت الحوثيين بصواريخ "سي – 802"، التي تم شراءها من الصين، وقامت بتصنيع نسخة من هذه الصواريخ حملت اسم "نور".
 
ولفتت المجلة، في تقرير قام (الموقع بوست)، بترجمته، إلى تعرض مدمرة أمريكية، الأربعاء الماضي 12 أكتوبر، لهجوم صاروخي من قبل الحوثيين، شمال مضيق باب المندب، في 12 أكتوبر، بعد هجوم سابق في 9 أكتوبر، وكذا الهجوم على سفينة إماراتية يوم 1 أكتوبر، وهي الهجمات التي دفعت الجيش الأمريكي إلى الرد بقصف مواقع ساحلية للحوثيين حول باب المندب، الذي يعتبر من أهم طرق الطاقة الدولية.
 
وبحسب كاتب التقرير، فإن الرد الأمريكي جاء سريعا بتوجيهات من الرئيس باراك أوباما، بعد المغامرة المتهورة للحوثيين، باستهدافهم سفن حربية أمريكية، مشيرا إلى أن التقارير تؤكد أن الحوثيين قد استخدموا أثناء الهجوم صواريخ "سي-802" وهي صواريخ مضادة للسفن مصممة صينياً.
 
وأوضحت مجلة "آوت لوك"، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تزود فيها إيران الميليشيات المسلحة بهذه الصواريخ، حيث زودت حزب الله في لبنان بهذه الصواريخ الذي استخدمها في حرب لبنان عام 2006.
 
وقالت إن توريد هذه الأسلحة لجماعة المتمردين الحوثيين يشكل انتهاكاً واضحاً لحظر الأسلحة التابع للأمم المتحدة، والأهم من ذلك أن الهجمات تشير إلى الخطر المحدق بالتجارة الدولية البحرية من جهة والتصعيد الخطير للصراع الحالي الذي أدى إلى مقتل أكثر من 10 الآلف شخص من جهة أخرى.
 
وقالت المجلة، إن هذه الهجمات التي قامت بها ميليشيات الحوثي وصالح، تعكس التركيز الإستراتيجي الجديد من ناحية السيطرة على البحر، مشيرة إلى أن لهذه الإستراتيجية عنصرين هما: "أولاً : من الواضح أن هذه الموجه تهدف لخلق تكافؤ مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا، ثانياً: إن السيطرة على باب المندب قد يمكنهم من ابتزاز المجتمع الدولي ولفت انتباه أوسع للصراع اليمني".
 
وأضافت: "يعتبر باب المندب أقصر الطرق بين البحر الأبيض المتوسط (أوروبا وشمال أفريقيا) والمحيط الهندي( الهند والصين وشرق آسيا)، حيث تقدر التجارة البحرية التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى قناة السويس بين أوروبا وآسيا بحوالي 700 مليار دولار. يعتبر موقع باب المندب طريق حرج للتجارة العالمية وإن أي تعطيل للشحن التجاري في باب المندب وقناة السويس خاصة لنقل النفط سوف يسبب كارثة كبيرة وستكون البدائل في حالة إغلاق المضيق قاتمة ،حيث سيؤدي إلى إجبار السفن لعمل رحلة مكلفة للغاية حول رأس الرجاء الصالح.".
ونوهت إلى أنه في حال لم يتخذ المجتمع الدولي الإجراءات اللازمة لإحباط المزيد من المغامرات في المضيق وفي الوقت المناسب، فإن الوضع يمكن أن يخرج عن السيطرة خاصة مع تلقي المتمردين الحوثيين الدعم المالي والعسكري من إيران، والذي بالتأكيد سيرمي التجارة العالمية إلى فوضى عارمة من خلال إغلاق المضيق أو نشر الألغام البحرية أو مضايقة السفن عبر زوارق دورية صغيرة أو شن هجمات عبر مجموعات صغيرة.
 
وقالت مجلس "آوت لوك": "إن إيران هي الراعي الرئيسي للحوثيين وليس جديداً عليها صناعة مثل هذه الألعاب وزعزعة الاستقرار. إن التهديدات الإيرانية للتجارة الدولية معروفة جيداً وقد تمثلت في إغلاق مضيق هرمز. تفاخر قائد فيلق الحرس الثوري الإيراني عام 2008 أن إغلاق مضيق هرمز لفترة قصيرة يعتبر أمراً سهلاً للغاية ،وأيضاً هددت إيران في عام 2012 بإغلاق مضيق هرمز إذا لم يتم رفع العقوبات عليها بسبب برنامجها النووي".
 
وأشارت إلى أن مضيق هرمز وباب المندب اللذان يمثلان ما نسبته 18% و 4% من تجارة العالم في مجال النفط والسلع الأخرى قد يصبحان السبب لمواجهات عسكرية من أطراف عالمية. وبعبارة أخرى انه إذا لم يتم حل الصراع في أفقر دول الشرق الأوسط فإن إيران قد تكون باستطاعتها تعطيل 22% من تجارة النفط في العالم. 
 
وأوضحت أن الوضع خطير جداً وسيكون له عواقب وخيمة ليس فقط لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولكن لبقية أنحاء العالم أيضاً، مشيرة إلى أن الطريقة التي وسعت فيها إيران نفوذها عبر تسليح وكلائها في الشرق الأوسط منذ العقد الماضي أدى إلى التصدي لها من قِبل المملكة العربية السعودية وحلفائها في المنطقة ، وهذه هي الخلفية للتطورات الراهنة. لكن الشرق الأوسط قد يتحول مع مرور الوقت لساحة معركة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا أيضا.
 
وأضافت: "تقول الأسطورة إن باب المندب تم إنشاؤه من الحركات التكتونية على طول ثلاثة من خطوط التماس، وهي في الواقع تلك التطورات التكتونية ( البنائية) ذات الطابع العسكري والسياسي التي تكتشف في الوقت الراهن حول المضيق"، مشيرة إلى أن السؤال هو هل سيصعد المضيق من الصراع القائم أو ستسعى القوى العالمية لتسريع عمل تسوية سياسية؟.
 
وأكدت أن الهجمات الثلاث ضد السفن الحربية الأمريكية، تشير إلى الخطر المحدق بالتجارة الدولية في مضيق باب المندب، مبينة أن طهران تسعى من خلال دعم جماعة التمرد الحوثية في اليمن بصورايخ "سي 802"، للسيطرة على طريق التجارة البحرية لباب المندب والتي تقدر بأكثر من 700 مليار دولار سنوياً.
 
واختتمت مجلة "آوت لوك"، تقريرها بالقول: "إن التهديد الإيرانية المتمثلة في سحق التجارة العالمية من خلال الإخلال بالأمن في مضيق هرمز هو أمر معرف لدينا جميعاً".
 
*مجلة آوت لوك  
 


التعليقات