الحوثيون في مهمة البحث عن حليف جديد، هل سينجحون؟ (تقرير خاص)
- وئام عبدالملك الخميس, 01 ديسمبر, 2016 - 10:45 مساءً
الحوثيون في مهمة البحث عن حليف جديد، هل سينجحون؟ (تقرير خاص)

[ وفد جماعة الحوثي في الصين ]

يواصل الحوثيون مساعيهم للبحث عن داعم جديد، في ظل التغييرات التي يشهدها العالم مع صعود الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى سدة الحكم، التي ستتغير معها بعض ملامح السياسسة الخارجية الأمريكية، وهو ما سيؤثر بشكل أو بآخر على الأدوار الجديدة للدول الكبرى، فضلا عن اللاعبيين الجدد في المنطقة العربية تحديدا.

وأنهى وفد من جماعة الحوثي برئاسة المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام، اليوم الخميس 1 ديسمبر/كانون الأول، زيارته لدولة الصين الشعبية، هي الأولى، منذ سقوط العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، استمرت عدة أيام، أجرى خلالها الوفد مباحثات- وصفتها وسائل الإعلام التابعة لهم بـ"المهمة"-، مع المسؤولين الصينيين.

ولم تتضح طبيعة تلك الزيارة الغاضمة، لكنها جاءت قُبيل زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني محمد ظريف إلى الصين، وهو ما يؤكد- وفق مراقبين- أن تحرك الحوثيين كان بإيعاز من طهران، التي هي الأخرى تترقب طريقة تعاطي الرئيس الأمريكي الجديد معها، بشأن الاتفاق الذي أبرمته الدول الست معها في يونيو/حزيران 2015، الذي مُنحت على إثره نفوذا أكبر في المنطقة، وهوما يعارضه" ترامب"، في تصريحاته المُعلنة.

العلاقات الصينية اليمنية

تمكنت الصين من توسيع نفوذها بدعم اقتصادها، وانتهاجها لسياسة حذرة، في التعامل مع الملفات الساخنة في مختلف دول العالم، حتى صارت المنافس الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية، بعد هيمنتها على الاقتصاد العالمي.

وبناء على ذلك، واصلت الصين التي تربطها باليمن علاقات متينة في مختلف المجالات، بدأت منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي، دعمها للشرعية في اليمن، وللمرجعيات الثلاث لحل الأزمة في البلاد، وأبرزها قرار 2216، لكن ذلك أيضا لم يمنعها من فتح قناة للتواصل مع الحوثيين.

وبرره المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كانغ، في رد مكتوب تلقاه مكتب الجزيرة ببكين، بالقول، إن بلاده" منفتحة على كافة الأطراف اليمنية بهدف تعزيز الحوار فيما بينها، وأن الحكومة الصينية ستواصل بذل الجهود البناءة والإيجابية والدفع باتجاه إيجاد حل سريع للأزمة اليمنية".

منطق الربح والخسارة

وحول أسباب انفتاح الصين على الحوثيين، يقول المحلل السياسي فيصل علي، إن اليمن بالنسبة لبكين واحدة من الأسواق المهمة لها، ومع بدء اضطراب الأوضاع في اليمن منذ ثورة فبراير/شباط، وحتى انقلاب سبتمبر/أيلول، تضررت الكثير من الشركات الصينية التي تعمل في اليمن، وهو ما دفع بها للتعامل مع مختلف الأطراف، مع ثبات رؤيتها الواضحة حول الحل السلمي للأزمة وفقا للمرجعيات.

ويضيف في حديثه لـ(الموقع بوست)، أن الصين لن تدعم الحوثيين سياسيا، لكنها من أكبر مصدري السلاح في العالم، والانقلابيون في مرحلة حرب وبحاجة لسلاحها، خاصة مع استمرار الشرعية والتحالف في تضييق الخناق عليهم.

ويلمح" علي" إلى وجود تبادل أدوار بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، والتي من بينها الصين، وهو ما يفسر تزويد بكين عبر إيران للحوثيين بالصواريخ التي استهدفت السفن المدمرة الأمريكية مؤخرا، لافتا إلى وجود مصالح متداخلة بين شركات السلاح وحكومات الدول، وهو ما يعني استمرار تصدير وتهريب السلاح في العالم، ومواصلة بكين تعاملها بمنطق المكسب والخسارة، خاصة في الدول التي تشهد صراعات.

وتبحث الصين- وفقا لـ"علي"-، عن أدوار مستقبلية في اليمن والقرن الإفريقي، وضعف الشرعية، والأداء الدبلوماسي، يغري كثير من دول العالم بالتعامل مع الحوثيين، خاصة في ظل الدعم الإيراني المتواصل لهم في الخارج، مؤكدا أن جدية الشرعية والتحالف العربي في كسر شوكة الحوثيين، هي الكفيلة في إحجام عديد من الدول عن التعامل مع الانقلابيين.

وبرغم اتباع بكين لسياسة حذرة في سياستها، إلا أن قيامها بأدوار متناغمة مع الموقف الروسي، في كثير من الملفات أبرزها الملف السوري، نابعة من المصالح الاقتصادية بين البلدين، وهو ما يضع عدة استفهامات حول الدور الذي قد تلعبه في اليمن، إذا ما انتهجت سياسة التدخل المباشر مع  صعودها، ووجود تنسيق بينها وبين الدول الكبرى الأخرى، ومع استمرار الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب التدريجي من المنطقة، وتسليمه للاعبين جدد.

أسباب توسع النفوذ المتوقع

تكاثرت مؤخرا المحاولات الصينية، في سبيل إقامة علاقات جديدة، تحقق لها مزيدا من النفوذ، ولعب أدوار أكبر في مختلف الدول. 

وتعهد" ترامب" أثناء حملته الانتخابية، بفرض عقوبات في صورة رسوم جمركية على السلع المستوردة من الصين، تصل نسبتها إلى 45%، ما يعني بحث بكين- العملاق الاقتصادي الصاعد- عن أسواق جديدة لها، تحديدا في المنطقة العربية وإفريقيا.

كما يعارض ترامب، اتفاق الشراكة المقترح عبر المحيط الهادئ، الذي تعده الصين ترسيخا للهيمنة الاقتصادية لأمريكا، وتحجيما لها، وهو ما سيفتح لها الباب أمام إقامة منطقة تبادل حر لآسيا والمحيط الهادئ ستضم أكثر من عشر دول، وسيمنحها ذلك نفوذا جيوسياسيا كبيرا، لن يستطيع أحد استثنائها معه.

يُذكر أن الصين أغلقت سفارتها في صنعاء في أبريل/نيسان 2015، وذلك بعد اشتداد الصراع في اليمن، ودخول الشرعيةالمسنودة من التحالف العربي، في مواجهة مع الحوثيين، لإنهاء الانقلاب.


 


التعليقات