أحدهم حاول إحراق نفسه وآخرون تعرضوا للضرب.. جرحى مقاومة عدن في الهند يعانون الإهمال (تقرير)
- عدن - أدهم فهد الاربعاء, 15 فبراير, 2017 - 01:37 صباحاً
أحدهم حاول إحراق نفسه وآخرون تعرضوا للضرب.. جرحى مقاومة عدن في الهند يعانون الإهمال (تقرير)

[ من مظاهرة احتجاجية للجرحى في الهند ]

كان جرحى المقاومة الشعبية بعدن يعتقدون بأن معاناتهم التي عاشوها في المشافي المحلية ستنتهي وجراحهم ستطيب فور تسفيرهم للخارج، إلا أن الاعتقاد أصبح أشبه بالحلم، في ظل سيطرة النافذين على ملف الجرحى في الخارج، كما يقولون.
 
أكثر من 250 جريحًا يعانون الإهمال المتعمد من قبل المسؤولين عن ملف الجرحى في مدينة بونا الهندية، وبالرغم من حراكهم الاحتجاجي المستمر لكنه لم يصل لمبتغاه في إسماع الجهات الحكومية ممثلةً بوزير الدولة المكلف بملف الجرحى هاني بن بريك.
 
ويشكو الجرحى المتواجدون في مدينة بونا الهندية من الجوانب المتعلقة بمخصصاتهم المالية، ما تسبب في إغلاق حساباتهم لدى المشافي والصيدليات، إضافة للمعاملات السيئة التي يتلقونها من الموظفين الهنود لدى مسؤولي ملف الجرحى والذين من المفترض أن يقوموا بالاعتناء بالجرحى والاهتمام بهم.
 
ونظم الجرحى المتواجدون في مدينة بونا الهندية عدة وقفات احتجاجية للتنديد بما يتعرضون له من إهمال، وللمطالبة بتنفيذ الحكومة الشرعية لتعهداتها تجاههم، وأعقبتها محاولة أحد الجرحى إحراق نفسه.
 
وتتمثل أبرز مطالب الجرحى في تغيير المسؤولين الحاليين، وإحالة الملف للمسؤولين الجدد المكلفين من قبل الوزير هاني بن بريك، ومحاسبة من تسبب بهذا الوضع، والإسراع في استكمال علاج الجرحى الموقوفة عملياتهم، إضافة إلى دفع الديون عند المشافي التي أغلقت أبوابها أمام الجرحى نتيجة عدم تسديدها.
 


فساد ونهب
 
لم تشفع تضحيات الجرحى الجسيمة في سبيل دعم الشرعية ودحر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، أمام المسؤولين عن ملف الجرحى الذين قاموا باستثمار ملفهم، وأخذ عمولات من المشافي الهندية حسب ما ذكرت مصادر مطلعة.
 
وكشفت المصادر في حديثها لـ"الموقع بوست" عن تورط مسؤولين -نحتفظ بأسمائهم- بنهب مخصصات جرحى المقاومة الشعبية بأكثر من طريقة ووسيلة، أبرزها السمسرة والاتفاق مع المشافي الهندية الرديئة، حيث يستلمان عمولات تصل لـ30% مقابل تحويل الجرحى لمشافي معينة.
 
وتابعت بأن المسؤولين عن ملف الجرحى لم يتوانوا عن طرد الجرحى من المشافي وإغلاق حساباتهم لديها ولدى الصيدليات، وذلك للضغط عليهم ومنع قيام أي احتجاجات أو تظاهرات تطالب بتغييرهم.
 
وأشارت إلى أن الجرحى في مدينة بونا الهندية تعرضوا لثلاثة اعتداءات جسدية من قبل الموظفين الهنود، كان آخرها يوم 28 من يناير الماضي، حيث تعرض عشرات الجرحى للضرب والاعتداء بأدوات حادة، في ظل صمت مطبق للمسؤولين عن ملف الجرحى والوزير المكلف بمتابعة الملف هاني بن بريك.
 


تعسف وإهمال
 
وفي هذا السياق يتحدث الجريح بهيج باجراد،وهو قيادي ميداني في كتائب المحضار، عما يعانيه الجرحى في المشافي الهندية من تعسفات وإهمال انعكس سلبا على نفسيات الجرحى قبل وضعهم الصحي.
 
يقول باجراد في حديثه لـ"الموقع بوست": "تم إيقاف حسابات عدد كبير من زملائنا الجرحى في المشافي والصيدليات الهندية، وذلك بفعل الفساد والنهب الممنهج الذي تتعرض لها مخصصاتنا من قبل المسؤولين على ملف الجرحى في الهند".
 
وبخصوص الاعتداءات التي تعرض لها الجرحى يذكر الجريح باجراد ذتعرضنا لثلاثة اعتداءات من قبل عمال هنود من المفترض أن يقوموا بخدمتنا، إلا أن المكلفين بملف الجرحى يحاولون إذلالنا وإهانتنا، وذلك من أجل إسكاتنا عن المطالبة بحقوقنا، وتركهم يقومون بنهبها لصالحهم الشخصي".
 
ويشير إلى أن الجرحى يقفون مكتوفي الأيدي أمام الاعتداءات التي يقوم بها العمال الهنود، كون إقاماتهم منتهية، وبمجرد ذهابهم لأقسام الشرطة لتقديم الشكوى بحق العمال الهنود سيتم احتجاز الجرحى نتيجة انتهاء أوراقهم، وهو ما يجعلهم يقومون بالدفاع عن أنفسهم قدر المستطاع.
 
تهديد للمحتجين
 
أصبحت الاحتجاجات والتظاهرات الطريقة الوحيدة لإيصال الجرحى رسائلهم للجهات المعنية ممثلة بوزير الدولة المكلف بملف الجرحى هاني بن بريك، والذي لم يبد أي اهتمام يذكر لحلحة مشاكلهم وإنهاء معاناتهم، كما يقولون.
 
لكن هذه الطريقة لم تجد مع الجهات المعنية,، بل كان لها تأثيرا سلبيا على أوضاع الجرحى، حيث يتعرض الجرحى المحتجون لسيل من التهديدات والوعيد من قبل المسؤولين هناك، وذلك بهدف إسكاتهم حسبما ذكر الجرحى في أحاديث متفرقة مع "الموقع بوست".
 
ويضيف الجرحى الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم لأسباب تتعلق بسلامتهم الشخصية أن "المسؤولين عن ملف الجرحى قاموا بالتلاعب بشؤون الأرقام العسكرية المخصصة للجرحى، والذين لم يعودوا قادرين على الخدمة العسكرية نتيجة لإصابتهم التي أقعدتهم وحدت من إمكاناتهم".
 
وذكروا بأن "أهالي الجرحى يقومون بإرسال مبالغ مالية يوفرونها بشق الأنفس وذلك لمساعدة ذويهم، الذين يتم نهب مخصصاتهم بشكل مهين، حيث يضطر الجرحى لدفع تكاليف نقلهم من المشافي إلى السكن، إلى جانب دفع أجزاء من تكاليف العلاج والغذاء، بالرغم من وجود ميزانيات مرصودة لكل ذلك".
 
وأشاروا إلى أن قوات الأمن الهندية داهمت مساكن مجموعة من الجرحى في مدينة بونا الهندية، وذلك عقب تبليغ أحد المسؤولين عن الجرحى الذين نفذوا الفعالية الإحتجاجية، ليتم التحقيق معهم بتهمة الإخلال بالأمن والسكينة في الهند.

محضار ناصر بن ناصر، أحد أبطال المقاومة الشعبية الذين كان لهم الدور الأبرز في تحرير العاصمة المؤقتة عدن في منتصف يوليو/تموز من العام 2015، إلا أنه لم يتلقى الرعاية الطبية اللازمة كغيره من آلاف الجرحى.


 
مطالب للشرعية
 
ويتحدث الجريح محضار لـ"الموقع بوست" قائلا: "أصبت  خلال معارك تحرير عدن قبل قرابة العام و7 أشهر، وتم نقلي لتلقي العلاج في دولة السودان في شهر أكتوبر من العام 2016 لأقضي فيها شهرين قبل نقلي لمدينة بونا الهندية".
 
وبخصوص إصابته يذكر محضار بأنه مصاب بطلقة نارية في النخاع الشوكي، أقعدته عن الحركة، وبحاجة لعدة عمليات جراحية واهتمام طبي، وهذا مالم يجده في المشافي الهندية.
 
وأضاف: "نعامل بشكل سيء ووضعنا الصحي يزداد سوءا، وأوضاعنا الإنسانية لا تخفى على أحد نتيجة الإدارة الفاسدة والمسؤولة عن ملفنا بالمشافي الهندية".
 
ويعلق مئات الجرحى المتواجدون في مشافي الخارج آمالهم بالحكومة الشرعية ودول التحالف العربي في أن يولوهم اهتماما يليق بتضحيات هم، في الوقت الذي يقاسي فيه آلاف الجرحى صنوف العذاب والمعاناة في المشافي المحلية التي تفتقر لأدنى الإمكانات على أمل أن تشملهم المنح العلاجية الخارجية.
 


 


التعليقات