لماذا وضعت الإدارة الأمريكية الجديدة الحرب على الإرهاب في اليمن هدفًا رئيسيًا لها؟ (تحليل)
- عبد السلام قائد الاربعاء, 15 فبراير, 2017 - 08:20 مساءً
لماذا وضعت الإدارة الأمريكية الجديدة الحرب على الإرهاب في اليمن هدفًا رئيسيًا لها؟ (تحليل)

[ اعتادت أمريكا على توجيه ضربات عبر طائرات مسيرة تقول إنها تستهدف القاعدة في اليمن ]

ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺭﺩﺍﻉ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ، ﻳﻮﻡ 29 ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻭﺳﻂ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ، ﻭﺍﺗﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﺆﺷﺮًﺍ ﺃﻭﻟﻴًﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺸﻞ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ، ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺃﺳﻔﺮﺕ ﻋﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﻗﺘﻠﻰ ﻭﺟﺮﺣﻰ ﻣﺪﻧﻴﻴﻦ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺳﻴﻠﻘﻲ ﺑﻈﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺩﻭﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﺍﻣﺐ، ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺮﺡ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻗﺒﻞ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻪ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻪ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﻣﺎ ﻳﺼﻔﻪ ﺑـ"ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ".
 
ﻭﺑﻌﺪ بضعة أيام على ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ، ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺼﺎﺩﺭ إعلامية ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻛﻬﺪﻑ ﺃﻭﻝ ﻟﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻘﺐ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﻥ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺸﺪﺓ، ﺧﻼﻓًﺎ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭﺑﺎﻣﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺴﻤﺖ ﻓﺘﺮﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺧﻲ.
 
- ﻣﺨﺎﻭﻑ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ
 
ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﻗﻴﺎﺳًﺎ ﺑﺤﺠﻢ ﻭﻣﺪﻯ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ، ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ، ﻋﻠﻤًﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻋﺪﺓ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ، ﻭﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻷﻣﺮﻳﻜﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳُﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ.
 
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺮﺭﻧﺎ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺑﺎﻟﺨﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻢ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﻋﺒﺮ ﻣﻀﻴﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺪﺏ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺯﺍﺭﻕ ﺣﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﻄﻌًﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻭﺍﻟﺒﻮﺍﺧﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﻗﻮﺍﺕ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻀﻴﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺪﺏ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺣﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ.
 
ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ "ﻳﻮ ﺇﺱ ﺇﺱ ﻛﻮﻝ" ﻓﻲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2000، ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﺣﺎﺩﺛﺔ "ﺍﻟﻄﺮﺩﻳﻦ" ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2010، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ، ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺧﺘﻄﺎﻑ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﻟﺮﻋﺎﻳﺎ ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺡ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ.
 
ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺒﺮﺭًﺍ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﺘﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﻣﺨﺎﻭﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﻯ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺗﻜﺜﻒ ﻣﻦ ﻏﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻭﻃﻠﻌﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﻭﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ، ﻭﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ "إﺭﻫﺎﺏ ﻋﻜﺴﻲ"، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺸﻦ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺿﺪ ﻣﺪﻧﻴﻴﻦ ﺃﺑﺮﻳﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺗﺘﻮﻗﻊ -ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻮﻗﻊ- ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺭﻋﺎﻳﺎﻫﺎ ﺃﻭ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ.
 
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺳﺒﺐ ﺁﺧﺮ ﺭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﻜﻞ ﺩﺍﻓﻌًﺎ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﺘﻀﻊ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺎﺏ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺗﺘﺒﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ، ﻭﺗﺤﺠﻴﻢ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﻭﺍﻟﺘﻤﺪﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﻦ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻳﺔ ﺿﺪ ﺧﺼﻮﻣﻪ، ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺣﺎﻟﻴًﺎ، ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ، ﻳﻮﻓﺮ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻟﻠﺘﻤﺪﺩ ﻭﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ.
 
- ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺪﺏ
 
ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﻀﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴًﺎ، ﻭﺗﺸﺘﺮﻙ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﻏﺮﺑﻴﺔ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻊ ﻭﻛﺄﻥ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣًﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ.
 
ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺳﻨﺠﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﻛﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺬ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﻮﺍﺟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ.
 
ومن ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ، ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﺒﺮﺭًﺍ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺗﻮﺍﺟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻀﻴﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺪﺏ، ﺑﻐﺮﺽ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪً، ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺳﻔﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﻗﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻭﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ.
 
ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻈﺮﻱ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻗﺪ ﺃﺑﺪﻭﺍ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﻭﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻲ، ﻹﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻴﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺪﺏ، ﻭﺩﻋﻮﺍ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭ ﻋﺒﺮ ﻣﻀﻴﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺪﺏ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ.
 
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﻻ ﺗﺆﻫﻠﻪ ﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﻋﺒﺮ ﻣﻀﻴﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺪﺏ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻐﻠﻘﺔ ﻻ ﺗﺸﺠﻊ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻟﻠﺘﺠﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻟﻼﻧﻘﻀﺎﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﺎﺿﻨﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ.
 
- ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻷﺿﻌﻒ
 
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻷﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻭﺗﻌﺘﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮﻫﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻤﺎ ﻟﻮ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ.
 
ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ، ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﺗﻮﺩ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﺃﻱ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻟﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﻳﻈﻞ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻣﺤﺼﻮﺭًﺍ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺘﺨﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ.
 


التعليقات