"بلاد الوافي".. ضحية جديدة لانتهاكات الحوثيين (تقرير)
- متولي محمود الإثنين, 20 فبراير, 2017 - 10:10 صباحاً

[ أحد أفراد المقاومة في بلاد الوافي غرب تعز ]

واصلت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح حصار قرى "بلاد الوافي" غرب تعز للشهر الثاني على التوالي، مانعة دخول أي مواد غذائية.
 
وقال سكان محليون إن الحصار بدأ قبل شهرين، بعد سيطرة المليشيات على منطقة شرف العنين المرتفعة، فيما يتم استهداف أي سيارة تحاول دخول القرى المحاصرة.
 
وفي سياق متصل، يتعرض سكان قرية "تبيشعة" التابعة كذلك لبلاد الوافي، لانتهاكات صارخة تتمثل في القنص، الحصار، تفجير وإحراق منازل المواطنين، وتهجيرهم قسرا.
 
وأكد أهالي المنطقة قيام مليشيات الحوثي والمخلوع صالح بتفجير 6 منازل للمواطنين: (الأجدل، رؤوف غالب، محمد غالب، القطمة، حسان الهون فؤاد الذاعر) فضلا عن إحراق أكثر من 10 منازل آخرين، وتهجير معظم سكان القرية.
 
سكان محليون تحدثوا، كذلك، عن حيوانات سقطت وهي تنقل المواد الغذائية للسكان المحاصرين، بسبب وعورة الطريق، كما أفادت إحدى نساء القرية أنها تخرج في وقت صلاة الفجر من بيتها باحثة عن طعام لأطفالها، ولا تتمكن من العودة سوى بعد وقت الظهيرة.
 
وناشد إعلاميون، عبر تدشين هاشتاقات عبر مواقع التواصل، ناشدوا المنظمات الحقوقية والإغاثية لإنقاذ سكان المنطقة ونازحيها، وحمايتهم، وإنهاء معاناتهم بشكل عاجل لا يحتمل التأخير.
 
 إدانة
 
أدان المركز القانوني اليمني قيام مسلحي الحوثي وقوات صالح بتفجير منازل المدنيين في قرية تبيشعة بلاد الوافي جبل حبشي وقيامهم بالترحيل القسري للسكان.
 
وقال في بيان إن شهود عيان أكدوا للمركز أنه تم تفجير منازل مواطنين، كما أقدم مسلحو الحوثي وصالح على إجبار السكان المدنيين على الرحيل قسرا من منازلهم.
 
بالإضافة إلى استمرار فرض حصار على العديد من قرى بلاد الوافي منذ شهر تقريبا، حيث تم قطع الطريق التي تؤدي إلى تلك القرى، مما ضاعف من معاناة السكان وحصولهم على المواد الغذائية الأساسية من المدينة.
 
كما أكد المركز أن أعمال التفجير للمنازل والترحيل القسري ومنع وصول المواد الغذائية الأساسية للسكان المدنيين، تعد انتهاكا لقواعد القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف الأربع، كما تعد جرائم حرب لا تسقط بالتقادم.
 
 قنص لكل ما يتحرك
 
"بدأ الحصار على بلاد الوافي منذ شهرين، حيث وصلت مليشيات الحوثي وصالح إلى منطقة "شرف" وهذه المنطقة جبال مرتفعة، وهي تتمركز فيها وتطلق الرصاص على أي سيارة تحاول الدخول إلى المنطقة".
 
وقال طه صالح، وهو مصور تلفزيوني: "حاولت بعض السيارات الخروج من الطريق الرسمية لقرى بلاد الوافي، لكنه تم القنص عليها وسقط قتلى وجرحى من المواطنين".
 
وأضاف صالح لـ"الموقع بوست": "جاء هذا الحصار بعد محاولات الحوثيين السيطرة على هذه القرى من أجل الوصول إلى الجبال المطلة على خط الضباب جنوب غربي تعز، غير أن صمود أبناء هذه القرى منعهم من التقدم فقاموا بقطع الطريق وفرض الحصار".
 
جبال شاهقة يصعدها الأهالي
 
وتابع صالح: "تقوم المليشيات، حاليا، بمنع دخول أي مواد غذائية أو دوائية، كما تمنع الدخول والخروج من وإلى هذه القرى، بما في ذلك المرضى لا يسمح لهم بالخروج من الطريق الرسمية".
 
وأردف: "الطريق الرئيس لأبناء قرى بلاد الوافي هو طريق "الرمادة" الذي أغلقه الحوثيون، حيث يضطر أبناء القرى حاليا لصعود جبال شاهقة وبعيدة إلى أقرب قريتين وهي "المحشا" و "جورية" التابعة لعزلة بني عيسى، حيث تعتمد هذه العزلة على مدخل آخر من مداخل جبل حبشي، وهو الممر الذي يأتي عبر خط الضباب".
 
 جرائم وانتهاكات مختلفة
 
الناشط فارس البنا متحدثا عن معاناة أبناء جبل حبشي: "في مديرية جبل حبشي، مخزن الرجال ومصنع الأبطال، تفرض المليشيات الانقلابية حصارا جائرا على أهالي "بلاد الوافي"، وتقوم اليوم بتهجير أهالي منطقة "تبيشعة" قسريا من منازلهم، إلى جانب رصد حالات تفجير لعدد من المنازل وقنص للمواطنين المارة".
 
وأضاف البنا: "كل هذا يحدث في إحدى مديريات تعز، بينما يتسلط الضوء على انسيابية الحركة في شارع جمال، بشكل يدعو للسخرية، ويبعث على الإحباط، من الدرجة التي وصلنا إليها، بسبب انعكاسات الحرب".
 
وتابع: "كارثة الكوارث أن نستمرئ الجرائم، ونتعايش مع الانتهاكات كحدث عابر ومتكرر".
 


التعليقات