معارك نهم.. تقدم حذر صوب صنعاء وسط مخاوف عسكرية وسياسية (تقرير)
- وئام عبدالملك الثلاثاء, 21 مارس, 2017 - 12:26 مساءً
معارك نهم.. تقدم حذر صوب صنعاء وسط مخاوف عسكرية وسياسية (تقرير)

[ الجيش الوطني - نهم شرق صنعاء ]

تخوض القوات الشرعية معارك عنيفة لاستكمال تحرير مديرية نهم التي تعد البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، والخاضعة لسيطرة الانقلابيين منذ نحو عامين.
 
وتمضي الشرعية نحو استكمال استعادة سلسلة جبال الحمراء، والقناصين، والصافح، في نهم، بعد السيطرة على جبهة الميمنة على مشارف مديرية أرحب القريبة من مطار صنعاء.
 
وما يزال أمام الجيش الوطني استعادة مركز مديرية نهم، ونقيل ابن غيلان الإستراتيجي، آخر تحصينات الانقلابيين في شرق صنعاء، والذي يبعد عن صنعاء ما بين 20 إلى 30 كيلو متر، ومن خلاله ستكون عديد من مديريات العاصمة تحت السيطرة النارية للجيش، وعدد من المعسكرات.
 
وتبعد نهم عن أمانة العاصمة حوالي 50 كيلو مترا، وتتميز بطبيعة جبلية وعرة، وهو ما أدى إلى بطء التقدم فيها، وحظيت مؤخرا بزيارات مكثفة لنائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن الأحمر.
 
نقطة تحول
 
ويعتبر المحلل السياسي ياسين التميمي أن ما حققته القوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي، إنجازا عسكريا سيشكل نقطة تحول على المستويين الميداني والمعنوي.
 
ويعود ذلك -كما يقول لـ"الموقع بوست"- لاقتراب الجيش من تنفيذ عملية التفاف على العاصمة صنعاء من الجهة الشمالية، ولهذا أثره في هدم معنويات الانقلابيين، وتحطيم الخطوط الحمراء التي رسمها من قبل الراعون الدوليون لعملية السلام في اليمن.
 
ووفقا لمحللين، فإن التقدم العسكري في جبهة نهم يضفي من المزيد من المصداقية على إمكانية المضي قدما في مسار الحسم العسكري، وإن حدث ذلك فهو -بحسب التميمي- سيسهم في إطلاق مرحلة جديدة ومختلفة من العمل السياسي الذي سينظر في كيفية استسلام المتمردين، أو تدبير مخرج آمن لخروجهم من ميدان المواجهة العسكرية والسياسية معاً، في أفضل الأحوال.
 
 
معوقات في طريق التحرير
 
لكن ما يزال هناك معوقات تعترض مسار استعادة العاصمة بأكملها، ويتمثل العائق السياسي فيها -كما يرى المحلل السياسي علي الذهب- بالتوجس من تكرار تجربة حصار السبعين يوما عام 1967، إذ قد يعمد الصف الجنوبي ذي المنزع الانفصالي إلى اتخاذ خطوات إجرائية من شأنها فصل الجنوب عن الشمال، في ظل انشغال صفوف المقاومة الأخرى في معركة صنعاء، التي قد يطول أمدها بعد أن تكون معركة حياة أو موت.
 
ويعتقد -في حديثه لـ"الموقع بوست"- أن الوضع الآن في الجنوب يمثل في الواقع انفصالا غير معلن، لأن عنصر الإدارة في أجهزته مغيب فيها العنصر الشمالي تماما، فيما عدا بعض وحدات القوات المسلحة في المحافظات الشرقية.
 
ويتطلب الإقدام على خوض تلك المعركة -كما يقول الذهب- ضمانات من قبل التحالف العربي، وأخرى عملية تتيح إفشال ذلك حال وقوعه، بوصفه عملا تخريبيا يهدم مشروع الدولة الاتحادية التي توحدت حولها صفوف الشرعية.
 
ويكتنف الكثير من سكان محيط صنعاء حالة من التوجس والخوف تجاه الشرعية، جراء الشحن الإعلامي الذي يصورها بالقوة الغازية للبلاد، والتي لم يستطع إعلامها تبديدها، وذلك قد يولد إصرارا على المقاومة المستميتة التي قد تطيل من أمد الحصار، وهو أمر ليس من مصلحة الشرعية، وعليها قبل ذلك البدء في معاجلة هذه النقطة بأسرع وقت ممكن، وفق المحلل السياسي الذهب.
 
ويعد الاصطفاف الخاطئ في جانب الشرعية -من وجهة نظر المحلل العسكري- والذي يتجلى بعضه في موقف بعض الداعمين الخارجيين من بعض مكونات الشرعية، على خلفيات ذات صلة بأحداث الربيع العربي، "أعني بذلك الموقف من قوى 11 فبراير/شباط 2011، أحد أبرز عوائق استعادة العاصمة"، وفقا للذهب.
 
وكل ذلك يتطلب -كما يؤكد علي الذهب- يتطلب النظر إليها كمسائل إستراتيجية ذات بعد تأثيري شامل على نتائج المعركة بل والحرب برمتها.
 
تصعيد الانقلابيين
 
وعلى وقع الانتصارات المتواصلة للقوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي في مختلف الجبهات وتحديدا "نهم" بصنعاء، يواصل المجتمع الدولي جهوده من أجل إحلال السلام في اليمن.
 
وكشفت الخارجية الألمانية عن لقاء سيجمع ممثلي الشرعية والانقلابيين في برلين هذا الأسبوع، للتشاور بشأن إعادة تحريك عملية السلام في اليمن.
 
 
محاولة للدفع نحو المشاورات
 
وتعد تحركات الانقلابيين وتصعيدهم في إطار تخفيف الضغط البري الذي تمارسه القوات الشرعية عليهم في صنعاء، وبحرا في السواحل الغربية لليمن.
 
كما أنها جاءت بالتزامن مع التحركات الأخيرة لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ، الذي تحدث عن قرب التوصل إلى حل للأزمة اليمنية، ومطالبة مجلس الأمن الدولي في جلسته الاستثنائية التي عقدها قبل أيام.
 
وعن دور المبعوث الأممي إلى اليمن، يعتقد المحلل السياسي التميمي أنه لم يعد لديه أي جديد ليقدمه، فهو يركز حالياً على إمكانية استمراره كوسيط وعلى أمل ضئيل في إمكانية تحقيق إنجاز سياسي يمكن أن يضاف إلى رصيده.
 
ولا يتوقع أن تبرز عوامل مؤثرة من خارج الميدان العسكري يمكن ان تدفع بالحكومة والمتمردين للعودة إلى خط المشاورات، وإنجاز الحل السلمي وفق الرؤية التي سوقها ولد الشيخ بمساعدة وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري.
 


التعليقات