‎في ذكرى انطلاقته الـ10.. هل حقق الحراك الجنوبي أهدافه؟ وإلى أين يتجه؟ (تقرير)
- علي الأسمر السبت, 25 مارس, 2017 - 02:09 مساءً
‎في ذكرى انطلاقته الـ10.. هل حقق الحراك الجنوبي أهدافه؟ وإلى أين يتجه؟ (تقرير)

[ من فعالية للحراك يوم الخميس الماضي بالضالع ]

صادف أمس الجمعة 24 مارس/آذار الذكرى السنوية العاشرة لانطلاق الحراك الجنوبي السلمي، وإقامة أول فعالية احتجاجية في مدينة الضالع، وكانت تطورا لرفض وتعنت نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح للمطالب الحقوقية للمتقاعدين الجنوبيين، إذ لم يكتفِ نظام صالح برفض إعطاء المتقاعدين حقوقهم، بل واجه الفعاليات الاحتجاجية السلمية بالقمع وشن حملات اختطاف واعتقال.
 
الحراك ومسار التطور
 
مر الحراك الجنوبي بعدة محطات سياسية شهدتها اليمن، كان أهم تلك المحطات انطلاق الثورة الشبابية التي شاركت فيها معظم المحافظات اليمنية، وما نتج عنها من حل سياسي بمقتضى المبادرة الخليجية، التي أفضت إلى انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا توافقيا لليمن، وأعقبها مؤتمر الحوار الوطني، ثم انقلاب جماعة الحوثي المسلحة بالتحالف مع صالح على الشرعية اليمنية.
 
 تعامُل فصائل الحراك الجنوبي السلمي مع تلك المتغيرات، كان يتأرجح بين القبول والرفض، كنتاج طبيعي للتشظي والانقسامات التي كان يعاني منها الحراك، كأحد أهم السمات التي تميز بها منذ نشأته في العام 2007.
 
مثّل انقلاب تحالف الحوثي وصالح على الشرعية، وما تبعه من تلبية التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الرئيس هادي في استعادة الشرعية، مسارا جديد في تاريخ اليمن الحديث، ولم يكن الحراك بمنأى عنه، فقد انكشفت حقيقة جماعة الحوثي، ومن خلفها الداعم الأبرز لها ممثلا بدولة إيران، وهي الدولة التي كانت أكبر داعم للحراك الجنوبي.
 
وبحسب الناشط فضل علي بن علي، فقد كان اجتياح المليشيات الحوثية وقوات صالح للمحافظات الجنوبية إعلانا بانتهاء شهر العسل بين الطرفين، تبدّى ذلك واضحا في توقف قناة عدن لايف لسان حال الحراك، والتي كانت تبث من الضاحية الجنوبية ببيروت، وانخراط فصائل مسلحة من الحراك، كانت تتلقى دعما مباشرا من دولة إيران في الحرب ضد المليشيات، والوقوف في صف الشرعية ممثلة بالرئيس هادي الذي منع مسلحون من الحراك المواطنين من انتخابه في بعض المحافظات الجنوبية بقوة السلاح مطلع العام 2012.
 
الشرعية مقابل الانفصال
 
ويرى الباحث السياسي الدكتور عبد الملك باعباد أن الرئيس هادي ودول التحالف استطاعت أن تقنع قيادات الحراك بأن تدخل تحت غطاء الشرعية، وأن يتنازلوا عن مطلب الانفصال الذي كانوا مصرين عليه.
 
 يضيف باعباد في حديثه لـ"الموقع بوست" أن ذلك تم فعلا، حين تم تعيين جميع قيادات الحراك من قبل الشرعية وتعايشوا معها، وتقبلوها وكيّفوا أنفسهم تحت جناحها، ولا زالوا إلى الآن يمتثلون لها ويطبقون خططها وأوامرها، فربما لم يعد يعنيهم المسمى ما داموا مسيطرين على مؤسسات الدولة.
 
لا توجد شرعية
 
القيادي في الحراك الجنوبي السفير قاسم عسكر جبران ردّ على تساؤل "الموقع بوست" عن موقف الحراك من الشرعية بالقول، بأنه لا توجد شرعية سياسية أو شرعية دولة الآن على الأرض، وإنما توجد ثورة في الجنوب فقط.
 
لكنه حيا من قال إنهم زملاءه الذين تولوا مناصب حكومية، مؤكدا أن ذلك خطوة جيدة حتى لا يأتي ويأخذها آخرون، داعيا كوادر وقيادات الحراك لما أسماه احتلال المواقع، على حد قوله.
  
إعادة صياغة الوحدة
 
الكاتب والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني يرى أن الحراك الشعبي الجنوبي قد نجح في تحقيق الهدف الواقعي المتاح، وهو إعادة صياغة الوحدة اليمنية بما يحقق الشراكة، وصار الجنوب ممثلا في مختلف السلطات من أعلى الهرم في الدولة إلى السلطات المحلية في المحافظات.
 
وأضاف الهدياني -في حديثه لـ"الموقع بوست"- أن هذا هو الهدف الوحيد والواقعي، وما دونه من أهداف كانت مرفوعة كفك الارتباط فهي -بحسب الهدياني- كانت للتفاوض وغير واقعية ولا قابلة للتحقيق، وهذا ما سلم به أساطنة الحراك أنفسهم اليوم، من خلال انضواءهم تحت لواء الشرعية في المقاومة والجيش والأمن والسلطات.
 
الحراك حاكما بدون انفصال
 
الباحث السياسي د.عبد الملك باعباد  يرى أن الحراك الجنوبي السلمي حقق في الفترة الأخيرة وبشكل ملحوظ كثيرا من أهدافه.
 
وبحسب باعباد، فإن الحراك في الحرب ضد الحوثيين حقق قفزة قوية جدا، فبعد أن كانوا بالأمس مطاردين وملاحقين من الأمن والدولة، صاروا اليوم هم الأمن، وهم حماة الدولة، وصار أعضاء وقيادات الحراك على رأس السلطة في معظم المرافق الحكومية.
 
ويضيف باعباد "السلطة اليوم صارت في أيديهم، واستطاعوا من خلالها تعويض المتضررين من حكم النظام السابق، وإعادتهم إلى وظائفهم، بل وتم توظيف أفراد جدد من المناصرين لهم في السلك العسكري، وغيرها من المرافق في الدولة".
 
ويشير باعباد إلى أن الذي لم يتحقق من أهداف الحراك السلمي هو الانفصال بشكل رسمي وعلني عن الشمال.
 
ويستدرك بالقول "لكن فعليا الجنوب منفصل في قراراته، على الأقل في هذه الفترة، فجنوب اليمن فعليا منفصل عن شماله، وصارت معظم مؤسسات الجنوب تحت حكم الحراك الجنوبي السلمي"، بحسب باعباد.
 
 تحقيق نجاحات
 
أمين سر الحراك الجنوبي السفير قاسم عسكر قال "حققنا نجاحات كبيرة في المرحلة الماضية، وانتصارات متعددة، وسوف نبني عليها للمرحلة القادمة".

وأوضح -في تصريح لـ"الموقع بوست"- أن المرحلة القادمة أمامهم هي رص الصفوف، ووحدة الجنوبيين من أجل إيجاد قيادة موحدة لكي تقوم بمطالب الحراك في المسرح الإقليمي والدولي.
 
إحياء القضية الجنوبية
 
القيادي في الحراك الجنوبي عبد العزيز الطهري قال إن الحراك حقق أهدافا كثيرة منها التصالح والتسامح، وإحياء القضية الجنوبية، واستعادة الشارع الجنوبي.

وعن المستقبل قال الطهري -في حديث لـ"الموقع بوست"- إن الحراك ماضٍ لتحقيق هدفه متمثلا في التحرير والاستقلال، حد وصفه.
 
أما اللواء محمد عبد ربه المنصوري، وهو قيادي في الحراك، فيرى أن الحراك ثورة شعبية، وقد اخترق، لكن برغم الاختراق توحد في ميدان المعركة وحقق الانتصارات على المليشيا الانقلابية.
 
إلى أين يتجه الحراك؟
 
 يرى الكاتب السياسي عبد الرقيب الهدياني أن ما تحقق للحراك اليوم من مكسب هو أقصى ما يمكن الوصول إليه، وهو منتهاه وتلاشيه ونهاية مطافه في نفس الوقت.
 
يضيف الهدياني -في تصريحه لـ"لموقع بوست"- أن هذا ما يمكن قراءته ومشاهدته من الواقع، بعد تحول القادة الجماهيريين للحراك إلى مستشارين في الرئاسة، ووزراء ووكلاء وسفراء وقادة، والكثير من جماهيره اثإلى أفراد في مؤسسات الدولة المدنية والأمنية والعسكرية.
 
العزم على بناء الدولة
 
السفير قاسم عسكر أوضح أنهم في الحراك عازمون على تحقيق العديد من القضايا، أهمها بناء مؤسسات الدولة في الجنوب المدنية والعسكرية والأمنية، وكذا تحرير ما تبقى من المحافظات الجنوبية بما في ذلك المهرة.
 
أما الباحث السياسي د.عبد الملك باعباد، فيرى أن الحراك بحسب المؤشرات، يتجه نحو السيطرة على مفاصل الدولة، وإقصاء أطراف سياسية أخرى تختلف معه في الرأي والاتجاه، متمنيا أن تكون سياستهم في المستقبل سياسة تكامل وليس سياسة تآكل.
 


التعليقات