"أحلام" فتاة نازحة أقعدها الفشل الكلوي عن المشي تنتظر فاعل خير يعيد لها ابتسامتها
- عفاف الأباره الأحد, 02 أبريل, 2017 - 07:36 مساءً

[ أحلام الجعفري ]

"أحلام الجعفري" فتاة يمنية تبلغ من العمر 30 عاما، مصابة بالفشل الكلوي، ضاعفت الحرب الدائرة في البلاد معاناتها عندما سقطت قذائف على منزلها في تعز وأصبحت هي وأسرتها بلا مأوى، مما اضطرهم للنزوح إلى مدينة إب وسط اليمن.
 
لم تدرِ أحلام أن النزوح وعدم توفر الأدوية لمرضها الذي يحتاج إلى أدوية متواصلة وغسيل في الأسبوع مرتين أن يكون سببا في عدم قدرتها على المشي بعدما أصيبت بهشاشة في عظامها.
 
فقدت أسرة أحلام منزلها في تعز وتحول إلى ركام بعد أن دمرته الحرب، وأصبح أفراد الأسرة بلا منزل ولا عمل يوفرون منه مصدر رزقهم، فقد ضاقت بهم السبل وقرروا الرحيل إلى محافظة إب.
 
بدأت رحلة المعاناة والشقاء لدى أحلام الصابرة وأسرتها التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة تزداد كلما تواصل الصراع الدامي في البلاد وازدادت الأزمات في الغذاء والدواء.
 
يقول أحد أقارب أحلام لـ"الموقع بوست" إن حالتها تضررت أكثر بسبب النزوح وانعدام مواد الغسيل مما تسبب لها بهشاشة في العظام وجعلها لا تستطيع المشي مطلقا.
 
وأشار إلى أن أحد فاعلي الخير تصدق عليها بتوفير كرسي كهربائي لتستطيع التحرك به، وأسرتها لا دخل لها بعد أن أفقدتها الحرب كل ما لديها.
 
أحلام لم تستسلم للمرض وعجزها عن الحركة -كما روى قريبها لـ"الموقع بوست"- فهي تتمتع بطاقة شبابية، وتحلم بأن توفر لها ولأسرتها مصدر دخل لكي يستطيعون من خلاله مواصلة الحياة.
 
فكرت أحلام بعمل كشك أسمته كشك "الأحلام" بداخل مستشفى الثورة في شارع المرور بمدينة إب، ووجدت أحد فاعلي الخير تعاون معها في إصلاح الكشك.
 
تجلس أحلام خارج كشكها المتواضع على كرسيها المتحرك تنتظر فاعل خير يزرع لها الابتسامة ويحول حلمها إلى حقيقة بملء كشكها ببضاعة بسيطة لتبيعها كي توفر بعضا من احتياجاتها الكبيرة، فمرضها يحتاج إلى علاج متواصل وأسعاره غالية ومنعدمة في أوقات كثيرة.
 
الوضع الإنساني أصبح كارثيا
 
تقول الناشطة والتربوية كاملة القطيبي إن الوضع الإنساني أصبح كارثيا في أغلب محافظات اليمن، وبالأخص مدينة إب بصفتها قريبة من محافظة تعز التي  تشهد موجة نزوح إلى المناطق المجاورة بما فيها إب.
 
وأشارت -في تصريح لـ"الموقع بوست"- إلى أن أرتفاع الأسعار وانقطاع المرتبات والنزوح المستمر أوصل أغلب حالات الناس إلى انعدام كامل في مصادر الدخل وأبسط مقومات الحياة.
 
وناشدت القطيبي فاعلي الخير ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية بالنظر إلى حالة "أحلام" وغيرها الآلاف من الأسر في معظم محافظات اليمن بتقديم المساعدة والإغاثة العاجلة.
 
ودعت القطيبي إلى تكثيف الدعم لمحافظة إب التي ينزح إليها مئات الآلاف من مناطق المواجهات في تعز وغيرها، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الكثافة العالية التي ترزح تحت الحاجة.
 
نساء اليمن يدفعن ثمنا باهضا
 
من جانبه أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن أكثر من 2.2 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب معرضات للخطر على الصعيد الصحي وعلى صعيد الحماية مع دخول النزاع في اليمن عامه الثالث.
 
وقال القائم بأعمال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتور عزيزجيلدي هيلينوف -في بيان نشره الصندوق على موقعه الإلكتروني- إن هناك أكثر من ثلاثة ملايين شخص نزحوا بسبب النزاع.
 
وأضاف أن النساء والفتيات يشكلن أكثر من 50% من هؤلاء النازحين، فالنساء والفتيات هن بالعادة من يدفعن الثمن الباهض في أي حرب.
 
وأكد أن ما يقدر ب 14.8 مليون شخص يفتقرون إلى الرعاية الصحية الأساسية، بما في ذلك الصحة الإنجابية.
 
وأضاف أن الإمدادات الطبية تعاني من نقص مزمن في إمداداتها، حيث يعمل أقل من نصف جميع المرافق الصحية في جميع أنحاء البلد.
 
وأعلنت منظمة الصحة العالمية -في بيان لها في وقت سابق- أن 18.8 مليون شخصا في اليمن يحتاجون للمساعدات الإنسانية، و14.8 مليون شخصا لا يحصلون على خدمات الرعاية الصحية، بما في ذلك 2 مليون من النازحين والمشردين داخليا.
 
وقال المتحدث باسم المنظمة طارق جازاريفيتش إن استمرار القتال في تعز ومأرب والجوف وحجة وصنعاء يعوق تقديم المساعدات الطبية والخدمات الصحية ونقل الأدوية المنقذة للحياة والمستلزمات الطبية.

وأشار إلى أن 14.5 مليون شخصا لا يمكنهم الحصول على المياه النظيفة الصالحة للشرب والصرف الصحي وخدمات النظافة، بما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية والملاريا والجرب.
 


التعليقات