جامعة تعز على شفا الإضراب والجوع يطرق أبواب موظفيها (تقرير)
- وئام عبدالملك الأحد, 09 أبريل, 2017 - 07:16 مساءً
جامعة تعز على شفا الإضراب والجوع يطرق أبواب موظفيها (تقرير)

[ جانب من تظاهرة أعضاء هئية التدريس بجامعة تعز - أرشيف ]

يوما بعد آخر يزداد وضع موظفي جامعة تعز سوءًا، بعد انقطاع رواتبهم منذ شهر أغسطس/آب 2016، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع صوت الأكاديميين مؤخرا بعد أن ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت.
 
وبدأ موظفو الجامعة بتنفيذ وقفات احتجاجية للمطالبة بتسليم رواتبهم، ولم تجدِ تلك الخطوة، فنظموا بمسيرة راجلة يوم الخميس 7 أبريل/نيسان الجاري، من الجامعة وحتى مقر المحافظة الجديد الكائن في شركة النفط في منطقة المحروقات وسط تعز، في محاولة للفت أنظار صناع القرار إلى معاناتهم.
 
ويشارك في تلك الاحتجاجات الطلاب الذين بات مستقبلهم في خطر، نتيجة تهديد أعضاء هيئة التدريس بالإضراب، بعد عملهم طوال الفترة الماضية دون رواتب، من أجل أبناء تعز.
 
وتفاقمت معاناة الموظفين في اليمن البالغ عددهم مليون ومائتي ألف بشكل كبير بعد انقلاب سبتمبر/أيلول 2014، والانهيار الذي أصاب الريال اليمني أمام الدولار، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، وصولا إلى حرمان موظفي الدولة من مرتباتهم بعد عدم التزامهم بتحييد البنك المركزي، ونهبهم لقرابة 800 مليار ريال يمني.
 
وتتعاظم المأساة مع اعتزام الحوثيين مؤخرا استكمال نهب أموال "الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات" والبالغة 200 مليون دولار، لتسخريها في ما يسمى بـ"المجهود الحربي"، بعد سطوهم في وقت سابق على أكثر من 750 مليون ريال يمني، وهي ما حصلته تلك المؤسسة الحكومية طوال خمسة عقود.
 
مع تلك الظروف تسارع الانهيار الاقتصادي بشكل كبير، ما أدى بالشرعية إلى نقل البنك في سبتمبر/أيلول 2016 إلى العاصمة المؤقتة عدن.
 
ويستمر الانقلابيون بانتهاج سياسية التجويع من خلال حرمان جامعة تعز من إيراداتها، وهو ما جعل الحكومة اليمنية تعتزم عدم تسليم مرتبات المؤسسات الإيرادية، إلا في حالة تحويل الإيرادات إلى البنك المركزي بالعاصمة المؤقتة عدن.
 
وقفات احتجاجية
 
وأمام ذلك الواقع، وبعيدا عن الأرقام، تستمر معاناة موظفي جامعة تعز، الذين هاجر الكثير منهم إلى الخارج، أو قاموا بممارسة مهن أخرى كالعمل في المطاعم.
 
وحول الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات التي يقوم بها الأكاديميون في تعز، يذكر الدكتور في كلية الهندسة بتعز مراد رسام، أنها تأتي للفت الانتباه لمعاناتهم، نتيجة استمرار انقطاع رواتبهم.
 
وبيَّن لـ"الموقع بوست" أن استمرار الوضع على ما هو عليه، سيؤدي إلى إضرابهم التام، وإيقاف العملية التعلمية في جامعة تعز، وخروج موظفيها للبحث عن مصدر رزق آخر يطعمون منه أسرهم، لاستمرار الحياة.
 
وأشار إلى تضررهم كأكاديميين، وعجزهم في أحيانٍ كثيرة عن دفع الرسوم الدراسية ومستلزماتها لأبنائهم، وعدم قدرتهم على دفع إيجار منازلهم، وكذا عدم توفر أجرة المواصلات للذهاب للجامعة، فضلا عن تنازلهم عن حقهم في استمرار البحث العلمي، لأن ذلك أضحى ضربا من الرفاهية، التي لا يتخيلون الحصول عليها في ظل هده الظروف، على حد تعبيره.
 
ودعا رسام الحكومة الشرعية إلى الاهتمام بقضية مرتباتهم، حتى يستطيعوا توفير الحد الأدنى من متطلبات أسرهم، ولتستمر العملية التعليمية في الجامعة، مشيرا وبألم كبير إلى عدم شفاعة كل تلك الجهود التي يقومون بها، وإفناء أعمارهم بالتحصيل العملي لخدمة المجتمع، وبقائهم حتى اليوم دون مرتبات.
 
الغرق في المأساة
 
وتشعر الدكتورة (إ.غ) -رفضت الكشف عن هويتها- إحدى أساتذة كلية التربية بتعز، بأسى نتيجة الوضع الذي وصل له الأكاديميون، وانعكس على وضعهم الاجتماعي وأسرهم، بعد استنفادهم لكامل مدخراتهم.
 
وتقول لـ"الموقع بوست" إن الموظف يصبح غير فاعل بشكل كبير في الوطن الذي تسعى الشرعية لاستعادته، حين يشعر بجوع، ويرى ابنه مريضا لا يستطيع معالجته، نتيجة لمحاصرة الديون له.
 
وتضيف" يريد الموظف أن يعيش بكرامة، ولا يضطر لأن يمد يده"، مؤكدة على ضرورة أن تكون المرتبات خطا أحمر، لأنها متعلقة بلقمة العيش، وتعيش عليه عديد من الأسر وليس عائلة واحدة فقط.
 
مخاوف من الإضراب
 
ويخشى الطلاب في جامعة تعز من الإضراب وتوقف الدراسة، وقالوا إن مستقبلهم بات في خطر، وهم يشعرون بقلق كبير من المستقبل المجهول الذي ينتظرهم، في ظل استمرار الحرب في تعز، ومخاوف الشباب خريجي المدارس من عدم قدرتهم على الالتحاق بالجامعة، وتبدد كثير من أحلامهم.
 
 


التعليقات