مع عودة الزبيدي هل يتجه الوضع في عدن نحو الانفصال (تقرير)
- وئام عبدالملك الاربعاء, 05 يوليو, 2017 - 11:00 مساءً
مع عودة الزبيدي هل يتجه الوضع في عدن نحو الانفصال (تقرير)

[ بلغ الخلاف ذروته بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي ]

بلغ الاحتقان ذروته بين الحكومة اليمنية، ورئيس ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزبيدي، بعد عودته إلى العاصمة المؤقتة عدن.

واستهجن مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية اتهام الزبيدي لقيادات الحكومة بالإرهاب، مؤكدا أن رئيس ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" يمارس نفس وظيفة الانقلابيين في العمل على تشويه الرموز الوطنية، وفق ما أوردت وكالة "سبأ".

واتهم المصدر الحكومي -الذي أكدت الحكومة أن تصريحاته لا تمثلها- اتهم الزبيدي وأمثاله بأنهم خريجي الضاحية الجنوبية في لبنان، والمرتبطين بإيران، ويمارسون دورا رديفا لرفاقهم من الحوثيين.

خطوة إلى الوراء

رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، وجه رسائل عدة إلى الزبيدي عبر مقال له نشر أمس الثلاثاء، ذكر فيه أن الزبيدي بعودته إلى العاصمة المؤقتة، قد بات شريكا في الاحتفاظ بحالة الاستقرار في عدن.

وأكد أنه لا يمكن لأحد ملك السلاح والمال والرجال والدعم، أن يتهرب من مسؤولية الحفاظ على الأمن، لافتا إلى دفع الحوثي والمخلوع صالح باتجاه الصدام بين طرفي الصراع التقليديين، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وحذر بن دغر من خطورة استمرار الزبيدي بإضعاف الشرعية، مبينا أن ذلك يمهد الطريق لعودة الحوثيين وصالح منتصرين، فتربح طهران الحرب في اليمن دون طلقة.

سيناريو الانفصال

تم التوصل لحلول للقضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني، ولا يرى كثير من المحللين أن الانفصال يمثل حلا لها، خاصة في ظل عدم وجود اختلافات اثنية بين الشعب اليمني في جنوب وشمال البلاد.

شكَّل أول اجتماع لما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذي حضره قُرابة نصف الأعضاء، من بينهم المحافظون الذين جرى إقالتهم في شبوة، وحضرموت، وسقطرى، أولى خطوات المضي في مشروع الانفصال.

ويقول المحلل السياسي فيصل علي، إن الانفصال هو من يمضي نحو اليمنيين، في إشارة إلى وجود قوى تعمل على ذلك المشروع.

وحول إن كان الانفصال سيخدم المشروع الإيراني، قال لـ"الموقع بوست" إنه سيضر بمصالح الشعب اليمني وهويته ووحدة دولته، وليس مهما إن خدم بعد ذلك إسرائيل أو إيران أو الإمارات.

ويرى علي أن على الشرعية الممثلة للدولة اليمنية الواحدة، أن تحارب الانقلاب في عدن كما حاربته في صنعاء، حتى لا تخسر مصداقيتها أمام الشعب، إذ لا يوجد انقلاب حلال وانقلاب حرام، على حد تعبيره.

ويؤكد علي أن التحالف العربي لا يُعد بديلا للشرعية، ولا يجب أن يكون وصيا عليه، بل ينبغي أن يتبعها في مسألة الانفصال وليس العكس.

البحث عن نفوذ

وكان عيدروس الزبيدي في كلمته التي ألقاها في افتتاح أعمال اللقاء الأول لهيئة رئاسة ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، أكد على إسقاط الجنوبيين لكل المؤامرات والرهانات لوأد قضيتهم، وكذا استمرار رفض الاحتلال والاستبداد بكل أشكاله ومصادره.

وبحسب المعطيات الراهنة لا يتوقع المحلل السياسي فؤاد مسعد أن يكون التوجه نحو الانفصال وفق رغبة القوى المطالبة به.

لكن الواقع يشير -كما يؤكد مسعد في حديثٍ خصه "الموقع بوست"- إلى وجود احتقان على صلة بمطالب الانفصال، ويجري استثماره في تحقيق مكاسب سياسية.

وينظر مسعد إلى وجود بعض المواقف الخارجية التي تظهر دعمها بشكل أو بآخر لخطاب الحراك الجنوبي الذي يتبنى مشروع الانفصال، بأنها تأتي ضمن محاولات استقطاب وكسب القوى المحلية، في إطار البحث عن نفوذ متعدد في عدد من المحافظات.

وتوقع استمرار الاحتجاجات المتعلقة بالمطالبة بالانفصال عبر لافتة ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، وكذا المرتبطة بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير الخدمات الأساسية، وتحقيق الأمن والاستقرار، سيما مع ما تعيشه اليمن من حرب على التحالف الانقلابي من أجل استعادة الدولة.

"والهدف من الاحتجاجات هو التصعيد، لمزيد من الضغط على الحكومة وتعزيز موقف ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" وأنصاره، باعتبارهم القوة الأكثر شعبية وسيطرة على الشارع، باستغلالهم الأوضاع التي تعيشها المحافظات اليمنية، والمحررة منها على وجه الخصوص"، يضيف مسعد.

الحلقة الأضعف

ويعتبر الانقلابيون الشرعية هي الحلقة الأضعف في جنوب البلاد وتحديدا عدن، نتيجة لتزايد قوتهم، وإنهاك الأولى عبر دعم قوى لا تدين بالولاء للجيش الوطني.

وفشلت الحكومة اليمنية بالعودة الدائمة إلى العاصمة المؤقتة عدن، ولم يتمكن محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي من ممارسة مهامه، بسبب إعاقة تلك القوى لعمله.

ويتوقع مراقبون أن انسجام أهداف التحالف العربي مع الشرعية ودعمها على الأرض، سيكون سدا منيعا أمام أي مشروع لا يأتي في إطار الدولة اليمنية الموحدة.
 


التعليقات