كلية الإعلام بجامعة صنعاء توصد أبوابها أمام طلاب الموازي (تقرير)
- صنعاء - خاص الاربعاء, 12 يوليو, 2017 - 05:21 مساءً
كلية الإعلام بجامعة صنعاء توصد أبوابها أمام طلاب الموازي (تقرير)

[ كلية الإعلام بجامعة صنعاء ]

أغلقت كلية الإعلام في جامعة صنعاء الحكومية أبوابها أمام العشرات من الطلاب الملتحقين بها بنظام التعليم الموازي بمبرر عدم قدرتهم على سداد ما تبقى عليهم من رسوم مقررة للكلية التي تلزمهم بدفعها دون اكتراث للمعاناة التي يعيشونها، وفي الوقت الذي لا يجدون فيه ما يعينهم على شراء مستلزمات التعليم من ملازم وكتب وبحوث في ظل الوضع الراهن الذي تشهده البلاد جراء الحرب الدائرة رحاها منذ أكثر من عامين.

وكان عميد الكلية الدكتور عبدالرحيم الشاوري، المكلف من قبل الحوثيين، قد أقدم على طرد الطلاب العاجزين عن السداد من أمام بوابة الكلية وإهانتهم واحتقارهم بكلمات نابية توعّدهم فيها، بعد أن أقسم باليمين بمنع دخول أي طالب القاعات الدراسية أو حتى الامتحانية حتى يتم تسليم كافة الأقساط المتبقية عليه من رسوم التعليم الموازي.

في مشهد مؤلم ولا إنساني دفع ببعض الطلاب إلى التسول ومد أيديهم لأصحاب السيارات والموتورات والباصات في الشوارع بحثا عما يغطي الأقساط المفروضة عليهم.

الطالب (ن،م ) أحد طلاب قسم الإعلام في النظام الموازي بالكلية، تحدث لـ"الموقع بوست" قائلًا "لا نستطيع دفع الرسوم المقررة أو سداد ما تبقى منها في ظل الوضع الراهن الذي يشهد تردياً على كافة المستويات خاصة الوضع الاقتصادي المسدود أمام كافة اليمنيين ومنهم الطالب الجامعي الأكثر بؤسا وفي ظل توقف صرف المرتبات منذ أكثر من عشرة أشهر وتوقف الأعمال الخاصة".

ويعتقد أن "من حق الطالب على مجتمعه وسلطته أن يعيش حياة كريمة ومستقرة توفر له بيئة تعليمية سليمة بعيدا عن كل تلك الصعوبات والتعقيدات التي تساهم إدارة الكلية في مضاعفتها بتلك الإجراءات الظالمة في وقت يعجز فيه الطلاب عن تغطية مصروفاتهم اليومية".

ويشرح قصته في الحوار مع العميد "بعد كل ما تعرضت له من قِبٙله من طرد وإهانة واحتقار أنا ومجموعة من الزملاء أمام زملائي وزميلاتي، بادرت بالقول: يا عميد طريقتك في التعامل معنا لا تليق بك ولا بنا كطلاب فأنت هنا بمثابة الأب الراعي الذي كل همه هو إسعاد ونجاح أبنائه".

لكنه تفاجأ بالرد القاسي من العميد الذي نصحه بالبحث عن عمل يجد فيه نقودا كافية لسداد المبلغ المطلوب منه، "وحينئذ تعال لعندنا وستحصل على التعليم"، وفقا للمدحني، في دلالة واضحة على أن التعليم الجامعي بنظر الشاوري أصبح سلعة محصورة على الأغنياء دون الفقراء الذين لا يحصلون على الحد الأدنى من حقوقهم في التعليم.

لم تختلف الشكاوى والأحاديث كثيراً من طالب إلى آخر، لكن هناك إضافات طفيفة أهملها البعض وأوفاها آخرون.

الطالب (ر، م) -في حديثه لـ"الموقع بوست"- أكد بأن "ما تمارسه الكلية مع الطلاب يعد انتهاكا وعدواناً ضد العملية التعليمية والأكاديمية بحق الطلاب من خلال منع الطلاب من الدخول للقاعات الدراسية لتلقي الدروس، وبالتالي فإن هذا القرار يعتبر تعسفاً بحق الطلاب لاسيما في مثل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها جراء توقف الأعمال والمرتبات".

يسخر في حديثه عن قسم شؤون الطلاب بالقول إنه -في إشارة للمختصين في متابعة تسديد بقية الأقساط- "يمدد رجليه ولا يبالي بالطالب مهما كانت ظروفه قاسية ولا يهمه سوى تسديد الرسوم وحسب، وعلاقتهم بنا كطلاب تتجسد في كثرة امتهاننا في التحقق من سدادنا للرسوم من عدمه، وكأنهم يعيشون خارج اليمن أو كأننا طلابا في غير بلدنا توصد أبواب كلية السلطة الرابعة في البلد أمام طلابها الذين يفترض أن يكونوا قادة الرأي العام ورواد التنوير في المجتمع".

ويستطرد في وصف المأساة التي يتعرضون لها بقوله "إن ما شاهدناه اليوم أمام بوابة كلية الإعلام يعتبر كارثة في حق الطالب الجامعي، فكيف يتم طرد طالب جاء إلى الجامعة حافي القدمين من أجل أن يتعلم".

ويتساءل بحيرة "كيف يتم إرغامهم على دفع الرسوم في الوقت الذي لا يملك الطالب فيه ما يسد به جوعه، وأغلب الطلاب يأتون بدون تناول وجبة الصبوح، وفي وقت لم تصرف فيه رواتب الموظفين، وماهي البدائل التي يمكن اتخاذها في حال لم تستوفي شروطهم لسداد المبالغ المالية المطلوبة"؟

ببالغ الحسرة والألم، يضيف الطالب ( ص، غ ) لـ"الموقع بوست" بقوله "إن عمادة كلية الإعلام بجامعة صنعاء تطرد طلاب الموازي وتمنعهم من دخول المحاضرات لأنهم فقراء لا يجدون ما يدفعونه أو لأن الحكومة لم تصرف مرتبات موظفيها الذين يعتمد عليهم الطلاب في إعالتهم، ولكن لا حياة لمن تنادي، ونجد الكثير من الطلاب لا يعتمدون على أحد بل على أنفسهم، وفوق هذا العناء والشقاء والبؤس فإنهم يعولون أسرًا، الأمر الذي يعاني منه الطالب الجامعي بشكل عام وخاصة الموازي بكلية الإعلام".

الطرد المتعمد والإهانة والاحتقار لبعض الطلاب العاجزين عن سداد المبالغ من قبل العميد الشاوري قد يدفع بكثير منهم نحو الضياع والهروب من مواصلة التعليم الجامعي، مما يجعلهم عرضة للتنظيمات المتطرفة والمتشددة التي تعمل على استقطابهم واستغلال ظروفهم وضياعهم في مشاريعها المدمرة للحاضر والمستقبل، وهنا فإننا ننتهز الفرصة لدق أجراس الخطر وتحذير عمادة الكلية ووزارة التعليم العالي من النتائج السلبية والتي قد تظهر انعكاساتها المؤثرة على منظومة الشباب في ظل قرارات تعسفية كهذه التي تعد استفزازية بأصلها.


التعليقات