تراجع المساعدات الإغاثية والإنسانية في تعز.. الأسباب والمخاطر (تقرير خاص)
- خاص الأحد, 23 يوليو, 2017 - 08:27 مساءً
تراجع المساعدات الإغاثية والإنسانية في تعز.. الأسباب والمخاطر (تقرير خاص)

[ تراجع المساعدات الإنسانية في تعز تهدد حياة المئات من الأسر ]

يعيش سكان مدينة تعز حياة مأساوية في ظل تفاقم المعاناة وغياب المساعدات الإنسانية التي توقفت منذ شهر أغسطس/آب من العام الماضي. 

الحرب التي تشهدها المدينة منذ أكثر من عامين خلفت آلاف الضحايا من المدنيين بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية وانقطاع مرتبات الموظفين وتدهور الأوضاع الصحية والإنسانية. 

حالة الاضمحلال والتراجع في المساعدات الإنسانية التي شهدتها المدينة في الأشهر الأخيرة باتت تهدد حياة المئات من الأسر التي تفتقر للغذاء والدواء والإيواء، بينها قرابة خمسمئة ألف أسرة بحاجة إلى مواد غذائية.

كما أن نسبة المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى المدينة منذ مطلع العام الجاري عبر كافة الجهات العاملة في المجال الإغاثي والإنساني بلغت 20% على عكس كمية المساعدات التي وصلت خلال العام الماضي 2016.

تحذيرات ومناشدات 

ائتلاف الإغاثة الإنسانية في المحافظة حذر في وقت سابق من توقف دعم و إمداد المدينة بالمساعدات الإنسانية حتى لا تصبح المدينة مهددة بالمجاعة والأوبئة المختلفة. 

وأعلن الائتلاف خلال مؤتمر صحفي عقده في فبراير/شباط الماضي عن أهم الاحتياجات العاجلة للمحافظة خلال العام الجاري في ثلاثة عشر مجال أهمها الجانب الغذائي والصحي وإيواء النازحين.

كما جدد الائتلاف في بيان له -تلقى "الموقع بوست" نسخة منه- دعوته للحكومة وكافة المنظمات الدولية المانحة إلى سرعة الاستجابة وعمل الحلول العاجلة لإنقاذ المتضررين من المدنيين.

الأسباب والمخاطر 

مصدر إغاثي بالمحافظة كشف في حديث لـ"الموقع بوست" بأن أسباب تراجع المساعدات الإنسانية والإغاثية "نتيجة لتقاعس الحكومة الشرعية والسلطة المحلية فيما يخص التنسيق مع المنظمات الدولية وتسويق احتياجات السكان، بالإضافة إلى إرسال الكثير من القوافل إلى المدينة عبر المنافذ التي يسيطر عليها الحوثيون وبالتالي يتم نهبها".

ويرى المصدر غياب دور اللجنة الفرعية للإغاثة التابعة للجهات الرسمية عن مهامها في العمل الإغاثي بالمدينة سبباً في ممارسة بعض المنظمات أعمالها بطريقة عشوائية ومشبوهة أيضاً. 

كما أن تزايد الاختلالات الأمنية كان سبباً في عدم إرسال المنظمات المانحة مندوبيها إلى المحافظة وفتح مكاتب لها، على الرغم من وجود مناطق محررة، بحسب المصدر الإغاثي.

كما لفت المصدر في ختام حديثه عن أسباب تراجع المساعدات الإنسانية والإغاثية في المدينة إلى "تعرض بعض المنظمات العاملة في مجال الإغاثة لحملة اتهامات وتشهير بغرض الابتزاز من قبل شخصيات محسوبة على النظام السابق تعمل بتواطؤ من قبل السلطة الشرعية والمحلية بالمحافظة".

استمرارية الوضع على ما هو عليه وغياب الجهات المعنية بذلك ينذر بجملة من المخاطر والمخاوف التي تهدد كافة مجالات الحياة.

في هذا الجانب يرى الصحفي نجم المريري أن تلك المخاطر تتمثل في تكاثر الأوبئة والأمراض على رأسها "الكوليرا"، خصوصاً وأن المدينة تغرق في النفايات ومخلفات الصرف الصحي. 

ويتوقع المريري، في حديثه لـ"الموقع بوست"، زيادة واتساع رقعة المعاناة بالنسبة للجانب الإغاثي مما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة الفقر وظهور حالات المجاعة التي قد تتسبب في الوفاة للعديد من المواطنين. 

ولا تزال مدينة تعز تشهد معارك عنيفة بين قوات الجيش التابعة للحكومة الشرعية وبين مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح الانقلابية منذ مارس/آذار من العام 2015.


التعليقات