بعد عامين من الحرب.. الحوثيون يستهدفون مكة بصاروخ باليستي.. ما دلالة ذلك؟ (تقرير)
- وئام عبدالملك السبت, 29 يوليو, 2017 - 09:21 مساءً
بعد عامين من الحرب.. الحوثيون يستهدفون مكة بصاروخ باليستي.. ما دلالة ذلك؟ (تقرير)

[ يرى مراقبون أن محاولة الحوثيين استهداف مكة لها أبعاد عقائدية ودينية ]

للمرة الثالثة تستهدف مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية مكة المكرمة بصاروخ باليستي، مما يؤكد على ارتباطهم الوثيق بإيران، وعملهم وفق أجندة طهران، فضلا عن صلتهم برجال الدين الإيرانيين الذين يتحدثون عن حرب مكة.

التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أعلن أن قوات الدفاع الجوي التابعة له اعترضت، مساء الخميس الماضي، فوق منطقة الواصلية بمحافظة الطائف، على بعد 69 كيلومترا من مكة، صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون باتجاهها، في محاولة لإفساد موسم الحج.

وتابع أن "استمرار تهريب الصواريخ إلى داخل الأراضي اليمنية، يأتي بسبب غياب الرقابة على ميناء الحديدة، وسوء استخدام التصاريح التي يمنحها التحالف لدخول الشحنات الإغاثية".

ويرى مراقبون أن استهداف الحوثيين لمكة المكرمة قبل أسابيع فقط من الحج، يؤكد وقوف إيران وراء ذلك، من أجل التأكيد على عدم قدرة المملكة العربية السعودية على حماية المقدسات، في محاولة لتدويل تلك الأماكن المقدسة.

وهو ما أكده نائب رئيس الجمهورية الفريق على محسن الأحمر، الذي وصف محاولة الحوثيين استهداف مكة المكرمة بـ"العمل الإرهابي" الذي تقف إيران وراءه، مؤكدا بأن على كل مسلم أن ينتفض في وجه طهران ويستنكر.

وبلغ مدى الصاروخ الباليستي -بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية- 930 كيلومترا، بزيادة تقدر بـ130 كيلومترا على مدى الصاروخ السابق الذي استهدف به الحوثيون مكة، وذلك -وفق مراقبين- يؤكد أن الانقلابيين ما يزالون قادرين على زيادة مدى صورايخهم، مع استمرار تدفق الأسلحة إليهم.

وتشكل الصواريخ ورقة ضغط قوية يحرص الانقلابيون على استغلالها لتهديد أمن المملكة، لتحقيق مكاسب سياسية في أي مفاوضات قادمة، كما كانت سببا لدخول الرياض في مفاوضات سرية مع الحوثيين، بحسب محللين.

غضب واستنكار

وأثار استهداف الانقلابيين لمكة المكرمة، غضب كثير من المسلمين حول العالم، بسبب انتهاكهم لحرمة المقدسات.

وزير الأوقاف الأردني السابق هايل داوود، قال في تصريحات صحفية، إن استهداف الانقلابيين لمكة يؤكد زيف ادعاءاتهم وشعاراتهم.

بدورها استنكرت جمعية مجلس علماء باكستان تلك الواقعة، واعتبرت هذا الاعتداء "تطوراً خطيراً ضد حُرمة المقدسات الإسلامية".

وقال رئيس جمعية مجلس علماء باكستان، الشيخ طاهر محمود الأشرفي، في بيان صادر عن مقر الجمعية بمدينة لاهور، إن محاولة الميليشيات الحوثية استهداف مكة المكرمة، بإطلاق صاروخ باليستي، يعد استفزازًا لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض، وعملاً إجراميًا دنيئًا، تجاوز كل الحرمات، وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية.

بينما أدانت ماليزيا إطلاق ميليشيات الحوثي صاروخا باتجاه مكة، مُعلنة عن تضامنها مع المملكة العربية السعودية، في حماية الأمن على المكان الأكثر قداسة في العالم الإسلامي.

من جانبه قال محمد على الحسيني، عالم الدين الشيعي والأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان، إن "دعم طهران للحوثيين ودفعهم على استهداف قبلة المسلمين -غير مرة - لم يعد إلا حماقة لا تُبرَّر".

حسم معركة الحديدة

وتعليقا على إطلاق الحوثيين صاروخا جديدا باتجاه مكة المكرمة، قال مسؤول تحرير صحيفة الحياة اللندنية في عسير يحيى جابر، إن استهدافهم لها له أبعاد عقائدية إضافة إلى البعد العسكري، مُتهما الحوثيين بمحاولة أذية بيت الله الحرام، وهو تأكيد على عدم صلتهم بالمذهب الزيدي المتسامح، وأن عقيدتهم فاسدة.

وفي تصريحه لـ"الموقع بوست" طالب جابر التحالف العربي بسرعة الحسم وتحرير الحديدة التي يستخدم الانقلابيون ميناءها في إعاقة دخول السفن الإغاثية والاتجار بها، واستغلاله في الحصول على الأسلحة المهربة.

وحث على ضرورة تقديم الانقلابيين للعدالة، عقب تحرير الحديدة، لأن الشعب اليمني بات قاب قوسين أو أدنى من تحرير كامل وشامل لليمن، ودخول مرحلة السلام والرخاء بعد الموت والدمار، والانتهاء من جيوش هي من أحفاد الصفويين في إيران، الذين استخدموهم كأداة لتحقيق أجندتهم.

خطر المشروع الإيراني

ووصف المحلل السياسي محمد المهدي محاولة استهداف الحوثيين لمكة المكرمة، بـ"الخطوة الجريئة"، التي قوبلت باستنكار وغضب كبيرين من قِبل المسلمين.

وفي حديثه لـ"الموقع بوست" يعتقد أن الحوثيين لا يستطيعون القيام بتلك الخطوة، بل تقف إيران وراءها عبر استخدام وكلائها في اليمن، لتشكل طهران بذلك خطرا حقيقيا من خلال محاولة استهدافها لمكة نظرا لما تمثله من قدسية في العالم الإسلامي.

وتابع "لدينا مشروعين يستهدفا الأمة الإسلامية، الأول الصهيوني الذي يسيطر على المسجد الأقصى، والصفوي الذي يحاول السيطرة على المسجد الحرام".

وعن دلالة توقيت محاولة الحوثيين إطلاق الصاروخ باتجاه مكة، اعتبر المهدي ذلك استهدافا للركن الخامس من أركان الإسلام وهو "الحج"، الذي سيبدأ بعد أسابيع.

وختم المهدي حديثه بالقول "ما تزال القوة الصاروخية التابعة للانقلابيين تشكل خطرا لا زال قائما، ويجعلنا أمام حاجة ملحة للتحرك الجاد بعيدا عن الزيف السياسي، والتلاعب، والمشاريع الصغيرة، وسعي بعض دول الإقليم لتحقيق أجندتها، وتنسى أن هناك مشروع مستمر يجري العمل لتحقيقه".

يذكر أن اليمن والمملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي يتهمون إيران بعدم الالتزام بقرار 2216 الأممي، الصادر في أبريل/نيسان 2015، الذي يحظر تزويد الانقلابيين بالأسلحة.


التعليقات