بين تنصل الانقلابيين ووعود الشرعية.. عيد الأضحى على الأبواب واليمنيون بلا رواتب (تقرير)
- متولي محمود الثلاثاء, 22 أغسطس, 2017 - 09:15 صباحاً
بين تنصل الانقلابيين ووعود الشرعية.. عيد الأضحى على الأبواب واليمنيون بلا رواتب (تقرير)

[ يرى مراقبون أن الموظف فقد ثقته بالحكومة بعد كثرة الوعود الكاذبة بصرف الرواتب ]

منذ أكتوبر الماضي، لم يتسلم الموظفون الحكوميون في اليمن مرتباتهم الشهرية، عقب نقل الحكومة الشرعية البنك المركزي إلى عدن، حيث أعطت مبررا للانقلابيين للتنصل عن دفع المرتبات، بينما اكتفت بصرف الوعود.

فأطراف الصراع لا يريدون الحرب أن تنتهي الحرب، بينما يعيش المواطنون ظروفا صعبة للغاية، تتعاظم مع قدوم المناسبات والأعياد، فعيد الأضحى على الأبواب ومتطلباته تتضاعف حد قيمة الأضحية، ولا بوادر لصرف ولو جزء يسير من مستحقات الموظفين.

ففي حين أعلن الانقلابيون عن صرف نصف راتب لا يسمن ولا يغني من جوع، اكتفت الحكومة الشرعية بصرف الوعود والتصريحات من قمة الهرم إلى القاعدة، فالجعجة تصم الآذان ولا طحينا تراه الأعين.

وكان رئيس الجمهورية قد وجه الحكومة بصرف رواتب الموظفين قبيل العيد، وخص محافظة تعز بصرف باقي مستحقات موظفيها بأثر رجعي أسوة بالمناطق المحررة، وتنفيذا لطلب تقدم به محافظ المحافظة.

لكن يوم الحكومة بسنة، كما يقولون، ولا تلبث أوامر الصرف كثيرا لتدخل دواليب المكاتب وغياهب النسيان، دون أي اعتبار لحال مواطن يعيش حربا منذ عامين، ويمنع عنه رزق أولاده، بينما تصرف المكرمات لغير مستحقيها.

ويرى مراقبون أن كثرة صرف الوعود دون تحقيقها على الأرض جعل من الحكومة مجرد مهرجين، ووصل الأمر حد انعدام الثقة مع الشارع الذي يأمل الكثير، خلافا لما خلفه الانقلابيون.

توجيهات الشرعية تظل حبيسة الورق

مدير مكتب ثقافة تعز عبدالخالق الجبري يقول" تواصل معي محافظ تعز وأوضح لي التالي: ما حصل بينه وبين رئيس الوزراء كانت نقاشات مثمرة وإيجابية بما هو متعلق بقضايا تعز ومشاكلها العالقة والمتراكمة".

وأضاف الجبري أن "رئيس الوزراء وجه المعنيين برواتب تعز بناء على توجيهات فخامة رئيس الجمهورية، وأبدى تفهماً لكل مطالب المحافظة فيما يتعلق بالرواتب والموازنات وغيرها".

وتابع "وفي الأخير أخبرني أنه يأمل من دولة رئيس الوزراء أن يترجم توجيهات الرئيس هادي فيما يخص تعز إلى أفعال مثمرة، هذا ما قاله لي المحافظ وأنا نقلته لكم من باب التوضيح".

مرحلة انعدام الثقة بالحكومة

المذيع حمزة الهاشمي يرى أنه "من الممكن تصديق أن حكومة الانقلاب ستصرف نصف الراتب، لكن من الصعب أن نصدق أي وعود للحكومة الشرعية".

وأضاف الهاشمي لـ"الموقع بوست" أن "عشرات الوعود تبخرت حتى وصلنا إلى مرحلة انعدام -وليس ضعف- الثقة بالحكومة".

لقد وصل الأمر بالكثيرين بعدم الثقة بالحكومة، كونها تصرف الكثير من الوهم، والقليل من العمل نلاحظه، فما ضرها لو صامت عن التصريحات المعسولة، وتركت الأفعال على الأرض وحدها من تتحدث، حتى يؤمن الناس أن تحرير الوطن من الانقلاب ليس بهذه الصورة الأكثر قتامة!

نصف راتب ووعود عرقوبية

هدى علي كاتبة وموظفة حكومية تتساءل بسخرية "قال الحوثيون إنهم سيصرفون نصف راتب لشهر مايو.. طيب إيش معنى مايو ونحن تقريبا منذ أكتوبر العام الماضي بدون رواتب؟".

وأضافت "يبدو أنهم عملوا قرعة للأشهر، فطلع معاهم شهر مايو. ياليته طلع أغسطس، كي يقول الناس إنه من نفحات الزعيم المباركة وبفضل النزول للسبعين، لكن لن يسمح الحوثيون بذلك وسيظلون يعيدون القرعة حتى ينقرض الشعب اليمني".

أما الناشط محمد عثمان فيقول معلقا على وعود الحكومة الشرعية "مر أسبوع تقريباً على توجيهات الرئيس بصرف مرتبات موظفي تعز ومعاملتها كما المدن المحررة".

وأضاف عثمان لـ"الموقع بوست" أن "أسبوع وتوجيهات رئيس الجمهورية لا تزال حبراً يرفض أن يغادر دُرج الحكومة".


التعليقات