حفلة غنائية تثير الجدل في اليمن
- خاص الاربعاء, 06 سبتمبر, 2017 - 12:26 مساءً
حفلة غنائية تثير الجدل في اليمن

[ أحيا الحفل الفنان أحمد فتحي والفنانة بلقيس ]

أثار الحفل الغنائي الذي أحياه الفنان اليمني أحمد فتحي وابنته بلقيس في القاهرة قبل يومين جدلا واسعا في اليمن، انقسم اليمنيون إزاءه إلى فريقين، أحدهما يرى أنه أمرا طبيعيا، والآخر وجد فيه استفزازا لمشاعر اليمنيين في ظل الظروف التي تعاني منها اليمن في الوقت الراهن.
 
وخلال الحفل الذي أقيم في مسرح الصوت والضوء بسفح الأهرامات في الجيزة بجمهورية مصر، قدم الفنان أحمد فتحي والفنانة بلقيس العديد من الأغاني اليمنية والعربية بحضور مجموعة واسعة من المسؤولين اليمنيين والمصريين ونجوم الفن الغنائي المصري والعربي.
 
ولقيت تلك الحفلة انتقادات واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي، وتباينت حولها الآراء ووجهات النظر، مما اضطر مسؤولين في الحكومة إلى تبيين موقفهم منها وتوضيح الكثير من اللبس الذي أعقبها.
 
 الإعلامي محمد المقبلي اعتبر تنظيم حفل غنائي في القاهرة وتحريم الموسيقا في تعز التي ينتمي إليها أغلب الوزراء الذين حضروا عملا لا يستقيم، وهي إشارة إلى وجود بعض الأطراف الداعمة للقيادي السلفي أبو العباس في تعز.
 
حساب "يمن جديد" سخر قائلا "لو أن ما حدث في القاهره حفل خيري كما قال عبد الملك المخلافي كان من زمان يحيى عفاش قضى على الفقر والجوع والمرض وصرف مرتبات الشرق الأوسط بكله".
 
عضو مجلس النواب النائب عن كتلة حزب الإصلاح شوقي القاضي دافع عن الحفلة، وقال بأن الضجة الفيسبوكية والإعلامية لحضور مجموعة من الوزراء احتفالية غنائية عيدية في القاهرة "ليست بريئة" أو "مبالغ فيها".
 
واعتبر القاضي الذي يقيم في تركيا أن ما أثير ليس سوى "معركة مكايدات" واصطيادات بين مكونات الجبهة الإعلامية الواحدة، والتي تعاني أولا من إحباط تجاه "أداء الشرعية والتحالف" وكذلك تعاني من تمزق في نسيجها ووحدة اصطفافها، كما لا نستطيع أن نبرئ "مطابخ إعلام الانقلاب" من تأجيجها والنفخ فيها، وفق منشور له في حسابه بالفيسبوك.
 
هذا التصريح دفع بالدكتور رياض الغيلي للرد على القاضي الذي اعتبر أن دفاعه عن الحفلة ليس أمرا عاديا، وقال في منشور على صفحته بالفيسبوك "لو كنت في جبهة ميدي أو صرواح أو نهم أو البقع لما قلت عنها أنها حفلة عادية، ولو كنت جريحا فقد بصره أو رجله أو ذراعه في جبهة القتال وتتسول الحكومة لدفع تكاليف العلاج لما وصفتها بالحفلة العادية".
 
بالنسبة للإعلامي مصطفى راجح فقد وصف تواجد صورة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الذي حضر الحفلة بالمقيتة، وقال بأنهم ظهروا محشورين حول ممثل السلطة حمود الصوفي الذي كان يرأس جهاز الأمن السياسي وانتقل مؤخرا إلى خارج اليمن.
 
سيل النقد المتواصل للحفلة دفع كثير من الناشطين إلى المطالبة بالتفريق بين الموسيقى والفنانين الذين نظموا الفعالية وبين المسؤولين الحكوميين الذين حضروها.
 
وقالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن الفنان أحمد فتحي وبلقيس "من أهم وأعظم رموزنا الوطنية، و موقفنا من الوزراء الذين حضروا الحفلة لا ينال من القامتين السامقتين فتحي وبلقيس".
 
التفاعل الواسع مع تلك الحفلة دفع بوزير الثقافة مروان دماج والذي حضر هو الآخر الحفلة الغنائية في القاهرة الى إصدار تصريح صحفي حول الحفلة وشرح ملابسات ذلك.
 
وقال دماج في تصريح تناقلته وسائل إعلامية محلية بأن الحفل الذي أقيم بالقاهرة احتفال وطني يمني خيري لدعم العمل الخيري في اليمن وتهامة على وجه الخصوص في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها اليمنيون بسبب الحرب التي أشعلها الانقلابيون في اليمن قاطبة.
 
وأكد بأن وزراته لم تشارك في الإعداد والتحضير لهذا الحفل لكنها تسعى لإقامة مهرجانات غنائية يمنية في كل عاصمة عربية، لإدراكها معنى وأهمية الفن اليمني، معربا عن أسفه للمحاولات الهادفة للحط من قيمة الفن اليمني والتقليل من دور الآداب والفنون والثقافة.
 
أما نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فقد دافع عن موقفه من حضور الحفل الغنائي، وقال في تصريح لأحد المواقع المحلية بأن حضوره كان تحت ضغط الإحراج، وبدوافع أنه حفلا خيريا.
 
واعتبر المخلافي ردود الأفعال حول حضوره الحفل جزء من الحملات الإعلامية التي تستهدفه شخصياً من قبل نشطاء حزب مؤيد للشرعية بسبب انتمائه السياسي.
 
واختتم وزير الخارجية تعلقيه بالقول "لا أدري ما هي الجريمة من حضور حفل خيري سيذهب ريعه لصالح المحتاجين، بل إنها تعد في صميم مساعدة الناس ناهيك عن دعم موسيقار يمني بمستوى عالمي نحتاج إلى إبراز مكانته لنقدم صورة لليمن غير صورة القتل والقتلة".


التعليقات