من رجال سبتمبر.. الزبيري الثائر الذي أقض مضاجع الإمامة
- خاص الخميس, 14 سبتمبر, 2017 - 05:47 مساءً
من رجال سبتمبر.. الزبيري الثائر الذي أقض مضاجع الإمامة

[ الشهيد محمد محمود الزبيري وإلى جواره المشير السلال ]

يعد الشهيد محمد محمود الزبيري واحدًا من أبرز وأقدم الثائرين ضد النظام الإمامي الظلامي الفاسد والمستبد، وكان له دور كبير مع عدد من الأحرار اليمنيين في تعريف المواطنين بمدى خطر الإمامة وفسادها، وشكلت قصائده الثورية إلهامًا للعديد من المناضلين الأوائل، وأقضت مضاجع الأئمة الذين سجنوه وطاردوه جراء ذلك.

غادر الزبيري اليمن إلى مكة طلبًا للعلم، ثم غادر مكة إلى القاهرة لذات الغرض، عام 1939، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ، والمناضل ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺍﻟﻮﺭﺗﻼﻧﻲ، وانضم ﺇﻟﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.

ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻭﺑﻌﺾ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺃﻭﻝ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﻣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻋﺎﻡ 1940، ﺗﺤﺖ ﺍﺳﻢ "ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ".

 ﻭﻓﻲ عام 1942، ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺃﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻣﻨﻪ ﻣﺠﻬﻮﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻹﻧﻘﺎﺫها ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﺘﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ تشهدها ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪين.

وبعد عودته ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻗﺪﻡ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ. ﻛﻤﺎ ﺃﻟﻘﻰ ﺧﻄﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻏﻀﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺤﻴﻰ، ﻓﻜﺎﻥ ﺟﺰﺍﺅﻩ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺍﻷﻫﻨﻮﻡ.

وبعد ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺒﺚ ﻓﻴﻪ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ، ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺑُﺪًّﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﻑ ﺣﻮﻝ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻧﺠﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺤﻴﻰ، ﻣﻊ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺃﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﻼ ﻣﻨﻘﺬﺍ ﻟﻬﻢ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﻭَﻫْﻢ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ، ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﺑﺪﻋﻮﺗﻬﻢ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻓﺎﺭﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻨﻔﺴﺎ ﻟﻸﺣﺮﺍﺭ.

ﻭﻓﻲ ﻋﺪﻥ، ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻝ، ﺣﻴﺚ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻣﻊ ﺭﻓﻴﻖ ﻛﻔﺎﺣﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻌﻤﺎﻥ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ عام 1944، وﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﺳﻤﻪ ﺇﻟﻰ "ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ" ﻋﺎم 1946، ﻭﺃﺻﺪﺭ ﺻﺤﻴﻔﺔ  "ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻴﻤﻦ". وﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺣﺘﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ 1948، ﺣﻴﺚ ﻗﺘﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻧﺼﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻟﺤﻜﻢ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ﺷﺮﻋﻲ. ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻺﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺍﻟﻮﺭﺗﻼﻧﻲ ﻣﻤﺜﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ.

وﻟﻜﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻓﺸﻠﺖ، ﻓﻌﺎﺩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻧﺠﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ، ﻟﻴﺒﻄﺶ ﺑﻜﻞ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﻟﻴﻔﺘﺢ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﺻﺮﺗﻪ ﻟﻠﻨﻬﺐ ﻭﺍﻟﺴﻠﺐ، ﻓﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ، ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ، واستقر فيها سنوات قليلة.

ﻭعندما سمع ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ ﻳﻮﻟﻴﻮ 1952 في مصر، ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ، وﺑﺪﺃ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻣﻊ ﺭﻓﻴﻘﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻣﺘﺪ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ. ﻭﻛﺎﻥ ﻷﺣﺎﺩﻳﺜﻪ ﻭﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﺩﺍﺧﻞ اليمن ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ فشل ﺛﻮﺭﺓ 1948، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻼ ﻟﻸﺣﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﻭﻃﻐﻴﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻭﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ.

ﻭبعد ﻗﺎﻣﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻋﺎﻡ 1962، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﺎﺣﺖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﻣﺎﻣﻲ، ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ، ﻟﻌﻠﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﻣﺠﻴﺌﻪ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻳﻀﻔﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪِ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻀﻔﻮﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺃﻳﻀﺎ، ﻓﻌﺎﺩ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻭﺃُﻋﺪ ﻟﻪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻣﻬﻴﺐ ﻟﻢ ﺗﺤﻆَ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺑﻤﺜﻠﻪ، ﻭﻋﻴﻦ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﻑ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺛﻢ ﻧﺎﺋﺒﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﻋﻀﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻘﺎﻝ ﻋﺎﻡ 1964.

بدأ الزبيري بعد ذلك مساعيه ﻹﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ المساندة للثورة، ﻭﺍﺷﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﺮﺵ ﻭﻋﻤﺮﺍﻥ، ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺃﺭﻛﻮﻳﺖ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﺎﻡ 1964.

تبين بعد ذلك للزبيري بإﻧﻪ ﻳﻨﻔﺦ ﻓﻲ ﺭﻣﺎﺩ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ، ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻳﺠﻴﺰﻭﻥ ﻗﺘﻠﻪ.

ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻭﺑﺼﺤﺒﺘﻪ ﺑﻌﺾ ﺭﻓﺎﻗﻪ، ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ، بهدف ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺻﺤﻮﺓ ﺗﺼﺤﺢ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ.

ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻁ بالجوف، ﺷﻤﺎﻝ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺟﻪ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ الشعب ﺍليمني ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺮﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻢّ ﺍﻟﺸﻤﻞ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﻴﻦ، ثم ﻋﺎﻭﺩ هو ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺻﺤﻴﻔﺔ "ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻴﻤﻦ" ﻛﻠﺴﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻳﻌﻠﻦ ﻭﻻﺀﻩ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﺧﻴﺒﺔ ﺃﻣﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺭﺟﺎﻻﺗﻬﺎ، ﻣﻤﺎ ﺃﻗﺾّ ﻣﻀﺎﺟﻊ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺰﺍﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﻘﺮ ﺩﺍﺭﻫﻢ، والذين بدؤوا يخططون لاغتياله، وهو ما حدث له في إحدى تنقلاته، وهو يدعو إلى حماية الثورة وإصلاح ذات البين، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ أﺑﺮﻳﻞ عام 1965.

ونزل خبر اغتيال الزبيري كالصاعقة على أسماع اليمنيين الذين حزنوا كثيرا عليه، وشعروا بخسارة كبيرة لفقده، خاصة وأن الثورة كانت حينها في حاجة ماسة إليه، جراء الأخطار التي تواجهها من قبل الملكيين، والخلافات التي نشبت في أوساط الجمهوريين.


التعليقات